استطاعت معامل شركة «بريستول مايرز سكويب للصناعات الدوائية» التوصل لعلاج جديد لسرطان الرئة، ربما يضاعف متوسط العمر المتوقع لبعض المرضى، حسب ما أظهرت تجربة «فارقة». وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، إن الدواء المسمى «نيفولوماب»، يوقف قدرة الخلايا السرطانية على التخفى عن نظام مناعة الجسم، مما يجعل السرطان عرضة للهجوم من الخلايا المناعية. وأضاف تقرير الهيئة أن الدراسة أجريت على 582 مريضا فى أوروبا والولايات المتحدة، يعانون سرطان الرئة فى مراحله المتقدمة، وقدمت إلى الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية، وأقرت نتائجها بأنها «تعطى أملا حقيقيا للمرضى». وأوضح التقرير أن نظام المناعة فى الجسم مدرب على مقاومة المرض، لكنه ربما يهاجم أجزاء من الجسم إذا لم تؤد وظائفها بشكل طبيعى، مثل فى حالة الإصابة بالسرطان، ولكن الأورام تعمل على خداع نظام المناعة لكى لا يهاجمها، حيث تنتج بروتينا يسمى PDL1، والذى يعطل أى جزء من النظام المناعى يحاول الهجوم عليه. ولفت التقرير إلى أن العقار «نيفولوماب»، واحد من سلسلة من الأدوية تسمى (مثبطات نقاط التفتيش)، والتى طورتها شركات الأدوية، يعمل على منع السرطان من تعطيل الجهاز المناعى للجسم، ومن ثم الحفاظ على استمرار مهاجمة الورم، مؤكدا أن العديد من شركات الأدوية تدرس كيفية صناعة عقارات مماثلة. ونقل التقرير عن معهد أبحاث السرطان فى المملكة المتحدة، أن تسخير الجهاز المناعى سيكون جزءا أساسيا من علاج السرطان. وأوضح أحد المسئولين بالمعهد، آلان وورسلى، أن «هذه التجربة تظهر أن إحباط قدرة سرطان الرئة على الاختفاء من أمام الخلايا المناعية ربما يكون أفضل من العلاجات الكيميائية الحالية»، مضيفا: «مثل هذه التطورات تعطى أملا حقيقيا لمرضى سرطان الرئة، الذين ليس لديهم حتى الآن سوى خيارات قليلة جدا». وأشار التقرير إلى ارتفاع الآمال بأن تعمل تلك الأدوية على علاج عدة أنواع من السرطان، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التى تحتاج إلى من يجيب عليها، مثل الآثار الطويلة المدى الناتجة عن تعديل النظام المناعى للجسم، مرجحا أن تكون تكلفة هذا النوع من العلاج باهظة، ما يمثل عائقا أمام توفيره لعامة الناس.