حطمت لوحة «نساء الجزائر» للرسام الإسبانى الشهير بابلو بيكاسو الرقم القياسى لمزادات الأعمال الفنية لتصبح الأغلى من نوعها على الإطلاق. فقد بيعت اللوحة بأكثر من 179 مليون دولار فى مزاد نظمته صالة مزادات كريستيز فى مدينة نيويورك. وكانت كريستيز قدرت قيمة اللوحة قبل المزاد بنحو 140 مليون دولار. لكن عددا من المنافسين شاركوا فى المزاد بالهاتف، وهو ما أدى إلى أن قفز السعر الفائز إلى 160 مليون دولار وليصل سعرها النهائى إلى 179 مليونا و365 ألف دولار، شاملة عمولة كريستيز والتى تزيد قليلا على 12 بالمائة. واللوحة الزيتية التكعيبية الشهيرة رسمها بيكاسو فى عام 1955. ويُنظر على اللوحة على أنها تصوير نابض بالحياة لسيدات عاريات أو شبه عاريات. وهى واحدة من سلسلة مؤلفة من 15 عملا رسمها الفنان الإسبانى بين عامى 1954و 1955، مرمزة بالحروف من A إلى O من الأبجدية الإنجليزية. وكان أغلى عمل فنى من هذا النوع هو اللوح الثلاثى للفنان فرانسيس بيكون الذى بيع ب142.4 مليون دولار فى كريستيز فى شهر نوفمبر عام 2013. ويقول ويل جومبرتز، المحرر الفنى فى بى بى سى، إن هذه اللوحة الجميلة رسمها فنان عظيم، فى فترة مهمة من حياته المهنية. وبدأ بيكاسو سلسلة نساء الجزائر عام 1954، بعد فترة قصيرة من موت صديقه ومنافسه، هنرى ماتيس، صاحب الرسومات الغريبة لسيدات تركيات. وشعر بيكاسو بوجوب التقاط تراث المستشرقين من ماتيس بينما يتطلع أيضا للجمع بين العديد التأثيرات التى شكلت الفن الخاص به، أضف إلى هذا الجغرافيا السياسية لهذا الوقت، والتى شهدت انتفاضة فى المستعمرة الفرنسية بالجزائر والتى كانت تهدف لاستقلالها. وفى النسخة«أو» O من نساء الجزائر، استخلص بيكاسو جميع هذه المكونات فى عمل فنى واحد واسع النطاق عالى الجودة: دراسة ليست فقط لفن الأرابيسك ولكن أيضا تحقيقا جديا فى طبيعة اللون الخط والتكوين.