كان يحلم بالمشاركة في مهرجان "كان" السينمائي، فالسينما بالنسبة له هي الحقيقة وكل مادونها خيال، وهي الوسيط الذي من خلالها يتجلى جنونا وشغفنا وحيرتنا وتناقضتنا، وباختصار قال حين سألناه عن السينما "ما يظهر على الشاشة هو أنا ومادونه هو الفيلم" ذلك هو ما قاله خالد منصور الشاب صاحب ال24 عاما الذي يشارك فيلمه الروائي القصير "الدرويش" في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان المقرر أن تبدأ من اليوم الأربعاء حتى 24 مايو. في البدء كانت الكتابة خالد منصور خريج أداب القاهرة بدأ حياته بكرة القدم باحتراف في نادي الترسانة، وبعدها قرر أن يتبع شغفه تجاه الكتابة التي قادته للسينما، فكتب الأدب الساخر في عدة جرائد ومواقع الكترونية، ثم كتب القصة القصيرة وبدأ يحلم بكتابة السيناريو الذي كان بداية لتعلم الإخراج وعشق السينما فيما بعد، حتى أنه بعد سنوات من عمله بالصجافة قرر أن يتركها تماما، ليكون اهتمامه وشغفه الأكبر تجاه السينما وحدها. " الدرويش" قال خالد منصور إن فريق عمل فيلم الدرويش مكون من 3 أشخاص غيره هم محمد مهدي الذي شارك خالد في كتابة سيناريو الفيلم، وإسلام الشرنوبي مصور، وأحمد السيسي مساعد مخرج، ولأن حب السينما يجمعهم كلهم، قرروا منذ 4 سنوات بعد أن تعارفوا على بعضهم أن يشتركوا في صناعة أفلام قصيرة روائية وتسجيلية، والتي كان أولها فيلم "ليلتين شتا" وهو تسجيلي يحكي عن أزمة تهجير أهالي النوبة، ومن بعده فيلم "ناقص" الذي لم يكن له حظا مثل فيلم ليلتين شتا الذي يعرض في عدة أماكن ثقافية في مصر وشارك في عدة مهرجانات داخل مصر والتي كان أخرها مهرجان الصورة بالمركز الثقافي الفرنسي. في أواخر 2014 بدأ حلم "كان " يرواد خالد منصور فأجتمع باصدقاء دربه الثلاثة "محمد مهدي وإسلام الشرنوبي وأحمد السيسي" وبدأ في العمل على فيلم "ليلتين شتا" لكن الحظ لم يسعفهم للحاق والتقديم في مهركان كان، إلا أن الفكرة لم تخرج من رأس خالد وظلت بداخله حتى بدأ يكتب قصة قصيرة تدور حول الأحداث التي عرضت في فيلم الدرويش، ثم بدأ هو ومحمد مهدي تحويل تلك القصة التي تحكي عن شاعر يكتب قصائد عن أخر لحظات حياته إلى سيناريو فيلم روائي قصير. وعن فيلم الدرويش يقول خالد إن وفاة الفنان السوداني محمد بهنس في منطقة وسط البلد بسبب البرد الشديد، وكذك من قبلها قصة حياة نجيب سرور كانت دافاعا له ليحكي عن هؤلاء المجهولين العظماء حتى أن إهداء فيلمه كان لهم. واستكمل خالد قصته فيلم "الدرويش" قائلا إنه أثناء عرض فيلم "ليلتين شتا" في مركز الربع الثقافي بالحسين كان حاضر أحد المسئولين عن موقع "مصرواي" والذي تحمس لهم وعرض عليهم انتاج فيلما لهم، وبرغم أن الفكرة كانت تبدو في البداية بالنسبة لهم مجرد عرضا، إلا أنها تحولت لواقعا وبالفعل تم انتاج الفيلم الذي عرض في عدة أماكن في مصر كان أخرها "معهد جوته" بوسط البلد، حتى أن سافر فيلهم إلى مدينة النور باريس يكون أحد الأفلام المصرية المشاركة في ركن الأفلام القصيرة في المهرجان. عن حلم "كان" الذي أبى إلا أن يكون قال خالد منصور إن "المشاركة في مهرجان بحجم (كان) بالنسبة لي حلم يراوده طوال الوقت، لأنه فرصة لأن يشاهد فيلمه الكثير من محبي صانعي السينما، وفرصة لخلق مساحة للتواصل بين المهتمين بالفن السابع".