أكد مرصد دار الإفتاء، للفتاوى التكفيرية، أن تنظيم منشقي القاعدة "داعش"، أصبح أقرب إلى جماعات الجريمة المنظمة "المافيا"، منه إلى الجماعات الدينية المسلحة. وقال التقرير الصادر عن مرصد الافتاء، اليوم الاثنين، إنه باتت تتضاءل الاعتبارات الدينية والعقدية لدى التنظيم، لتحل محلها اعتبارات جمع المال، وتوفير عناصر جذب المقاتلين من مختلف التوجهات، وأهمها المال والنساء. وقد صدر، تقرير الافتاء، في أعقاب إعلان التنظيم عن حملة جديدة لاستقطاب الشباب عن طريق تحملهم تكاليف الزواج وفرش المنزل، حسب ما جاء على مواقعه: "إن الدولة الإسلامية تتكفل بمهر زواجك وتتكفل بفرش المنزل بالكامل بكل التجهيزات والأثاث، وتوفير المنزل خلال أقل من أسبوع، وفي حال عدم تملك المنزل يبحث التنظيم عن منزل يتكفل التنظيم بدفع أجرته مهما بلغت، ولك مستحقات شهرية تصرف لك ولزوجتك ولكل ولد لديك، ونتكفل بمصاريف العلاج والأدوية ولا تطبق عليك الضرائب ورسوم المعاملات". ولفت المرصد، إلى تركيز التنظيم على الاعتبارات المادية، واللعب بورقة تزويج المقاتلين، وأنه من الأسس الأيديولوجية التي يقوم عليها فكر وعقيدة التنظيم، وقارن المرصد بينهم وبين باقي التنظيمات التكفيرية عبر التاريخ، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات دأبت على تصدير خطاب أيديولوجي يرسخ التنظيم باعتباره جماعة "جهادية" تسعى لتحقيق أهداف "دينية" نبيلة، بينما يتم جذب وتجنيد المقاتلين عن طريق استخدام الأموال، وتوفير المسكن، واستخدام عنصر النساء كعنصر جاذب لضعاف النفوس ولبعض الشباب ممن يواجه عقبات في سبيل الزواج . وأشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" يقدم خطابا إلى المجتمعات العربية والإسلامية يختلف عن الخطاب الموجه إلى المجتمعات الغربية، لافتا إلى أن "الخطاب الموجه إلى الداخل العربي يرتكز على استغلال المشكلات التي تضرب المنطقة، ومنها الفقر والبطالة والصعوبات المرتبطة بالزواج، وتعدد الزوجات كأحد المغريات التي تجد رواجا لدى الكثير من الشباب. وأضاف المرصد "يرتكز الخطاب الآخر على تصوير التنظيم باعتباره الدولة الإسلامية التي يتشوق المسلمون في الغرب الهجرة إليها، والمدينة الفاضلة التي تتطبق الشريعة الإسلامية وأرض الميعاد وتحقيق النبوءات". ولفت المرصد، إلى أن النساء تعد هي الأكثر عرضة لانتهاكات داعش الإرهابية المتطرفة، وأنهن يقابلن مصيرا يرتبط بالاغتصاب والخطف والقتل والجلد والرجم، إضافة إلى الزواج القسري لفتيات لم تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة، وأضاف التقرير "استغلال النساء أمر تشترك فيه "داعش" مع جماعات الجريمة المنظمة حول العالم، والتي تحقر من شأن المرأة، وتوظفها باعتبارها أداة إثارة وجذب".