الحل السياسى للأزمة السورية والحوار بين الأطراف المتصارعة فى سوريا، هدف تسعى إليه مصر من خلال دعوتها أطراف المعارضة السورية فى الداخل والخارج لمؤتمر يتم التحضير له حاليا دون تأكيدات حاسمة بالحضور من الفرقاء السوريين الذين لا يشملون فى كل حال العناصر الإسلامية خصوصا تلك القريبة من الإخوان المسلمين. مصادر سياسية ودبلوماسية قالت ل«الشروق» ان تردد بعض المشاركين من الجانب السورى يرجع لضغوط سعودية خصوصا أن الرياض قاطعت جهود القاهرة ووجهت الدعوة للمعارضة لمناقشة مستقبل سوريا بعد الأسد فى يونيو المقبل، مع ترحيب الائتلاف السورى الممثل الشرعى والوحيد للشعب السورى حسب قرارات الجامعة العربية بدعوة الرياض وقال مصدر دبلوماسى مصرى انه مع اختلاف المقاربة بين القاهرةوالرياض فإن اتصالات مصر مع لجنة التنسيق لمؤتمر القاهرة مستمرة. الاختلاف فى الرؤى حول الأزمة السورية بين الرياضوالقاهرة ليس خافيا وتم التعبير عنه فى اجتماعات سابقة للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، وأصبح مرشحا للتفاعل بوضوح بعد تقاعد وزير الخارجية السعودى السابق سعود ليخلفه السفير السعودى السابق لدى واشنطن عادل الجبير والمنفتح على كل من انقرةوالدوحة فى اطار التنسيق المكثف بين واشنطن وكلتا العاصمتين الإقليميتين حول مستقبل سوريا. وكانت أطراف المعارضة السورية اجتمعت فى القاهرة 22 و23 يناير الماضى، وتم الخروج بوثيقة موحدة سميت «إعلان القاهرة» تضمنت موقفا شبه موحد للمعارضة لم يصل إلى مستوى الاعتراف بأن نظام الاسد جزء من الحل كما تصر موسكو، التى تسعى بدورها لاستئناف جمع المعارضة السورية، وطهران التى تثار تكهنات حول مدى دعمها الحالى والمستقبلى لبشار الأسد. ويقول دبلوماسى غربى متابع لتفاصيل الملف السورى، إن طهران لا تتخلى بسهوله عن حلفائها وهى لم يعد لها الكثير من الحلفاء فى الشرق الأوسط حتى تدير ظهرها للأسد. وبينما يتحدث دبلوماسى غربى يعمل فى دمشق عن حالة من القلق فى قصر الأسد حول مدى استمرارية الدعم الإيرانى فى ظل الخسائر التى يتعرض لها الحاكم العلوى على الأرض واحتمالات نجاح تحالف الرياضأنقرةالدوحة فى تعزيز قطاعات من المعارضة الإسلامية المسلحة والتى تتلقى تدريبات فى تركيا بدعم سعودى قطرى. غير أن الدبلوماسى ذاته يفيد بأن القلق لا يصل إلى توقع أن تدير طهران ظهرها للأسد حتى لو كان هناك تباطؤ حاليا مرتبط بحسبة ايران السياسية اتصالا بالتفاوض حول الاتفاق النهائى على برنامجها النووى من ناحية وحول دورها فى العراق وتواجدها فى اليمن من ناحية أخرى. ويقول الدبلوماسى نفسه إن القاهرة حاضرة بشدة فى الملف السورى وإنه حتى لو لم يعقد المؤتمر الذى تسعى إليه القاهرة بسبب الالتزام المصرى الواضح بعدم رفض التوجهات السعودية إقليميا إلا أن هناك من ياتى من القاهرة ويذهب لدمشق ويطرق العديد من الأبواب عدا الإسلامية التى تراها مصر مرادفا حتميا للإخوان المسلمين الذين يثيرون حفيظة النظام الحاكم فى القاهرة. ويقدر الدبلوماسى إنه لا حل فى سوريا بدون بعض عناصر من نظام الأسد أو على الأقل من الأسرة العلوية التى ينتمى اليها حكم الأسد «لأنهم من يسيطر على المال والاقتصاد والجيش والسياسة» ولكن لا حل أيضا بدون قطاع من الإسلاميين «لأن هذا هو واقع الدول العربية». فى الوقت نفسه فإن التكهنات فى الأوساط الدبلوماسية العربية والغربية تحذر من تقسيم سوريا على أسس عرقية وطائفية إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسى وهو ما تخشى القاهرة تأثيراته على الأمن القومى المصرى.