لندن «ساحة حرب» مطاعم البرجر الأمريكية

«كاجوال فاست ريتسورانت» مفهوم جديد للمطاعم الأمريكية الصاعدة يجمع بين المأكولات الطازجة والسرعة النسبية للطهى
الإقبال يرفع الطلب على العقارات التجارية فى العاصمة البريطانية
تشهد العاصمة البريطانية لندن، تنافسا حاميا بين مطاعم البرجر الأمريكية للاستحواذ على حصص كبيرة من السوق، التى تعد من أفضل الأسواق استهلاكا للأطعمة السريعة فى أوروبا.
مطاعم أمريكية صاعدة، قد لا تكون بذات الشهرة التى تتمتع بها «ماكدونالدز» أو «برجر كينج»، حققت نجاحا فى الولايات المتحدة وغزت أوروبا عبر تبنيها مفهوما جديدا للمأكولات السريعة هو «فاست كاجوال ريتسورانت»، وهى مطاعم تقدم مأكولات طازجة مرتفعة القيمة الغذائية مقارنة بالوجبات السريعة التقليدية، علاوة على السرعة النسبية للطهى.
وتستعد لندن المتخمة أصلاً بمطاعم البيرجر الأمريكية، لاستقبال «سماش برجر» الوافد الجديد الذى يخوض رحلته عبر المحيط الأطلسى لتقديم خدماته للعملاء البريطانيين من عشاق اللحوم.
سلسلة المطاعم الجديدة اكتسبت اسمها من تكنيك تفردت به لإعداد الطعام عبر فرم «smahing» كرات اللحم البقرى الاسكتلندية المغطاة بالزبدة، وتعتزم افتتاح فرعين فى بريطانيا بحلول أعياد الكريسماس، مع التخطيط لافتتاح 5 أو 6 أفرع أخرى بحلول عام 2016.
وفى مسعاها للتوسع فى بريطانيا، تتبع «سماش بيرجر» كلاً من سلسلتى «فايف جايز» و«شيك شاك» الأمريكيتين، وكلتاهما افتتح فروعا له خلال عام 2013.
أسلوب المطاعم التى تقدم مزيجا من الوجبات السريعة ولكن بجودة عالية، أقل استخدما للأطعمة المجمدة أو تتميز بطهى الطعام بصورة أفضل من تلك التى يتم اتباعها عادة فى مطاعم الوجبات السريعة التقليدية، سجل نجاحا فى بريطانيا خلال الفترة الماضية.
توم رايان مؤسس «سماش بيرجر» يقول إن ال«فاست كاجوال فود» هى التى يفضل المستهلكون تناولها فى الوقت الحالى.
وتأسست «سماش بيرجر» عام 2007، وأصبح لديها 315 فرعا حول العالم معظمها فى الولايات المتحدة.
وبينما قضت مطاعم الوجبات السريعة المعروفة كماكدونالدز وبرجر كينج، تكافح لعقود لتعريف البرجر على أنه وجبة منخفضة التكلفة، يحاول الصاعدون الجدد كسماش بيرجر إعادة تعريف وجبات البيرجر على أنها «سلعة مستقلة» يمكن أن تتميز فيها علامات تجارية مختلفة، وتقدم كل منها طعما فريدا للبرجر، كما يقول رايان.
وعلى الرغم مما عاناه الاقتصاد البريطانى من مشاكل، سجل قطاع تناول الطعام فى الخارج (إذ لا يمكن قياس مبيعات مطاعم الفاست كاجوال وحدها) أداء جيدا خلال العامين الماضيين.
«الآن ومع تحسن الأجور وتخطى نسبة نموها معدلات ارتفاع التضخم، يرغب المستهلكون فى إنفاق المزيد على الجودة»، يقول جون ايكبيرت، المدير العام لمطاعم «فايف جايز» ببريطانيا.
ويضيف ايكبيرت أن المستهلكين الآن باتوا يسعون للمأكولات الطازجة، مستدلاً بسلسلة مطاعم السندويتشات «Pret A Manger» والتى تتميز بإعداد كل مستلزمات وجباتها بنفسها داخل المطعم يوميا، «يوم الثلاثاء الماضى حققت السلسلة أرباحاً «قبل خصم الضرائب» بأكثر من 14% وبقيمة 76 مليون جنيه استرلينى».
«لا يوجد لدينا فريزرات للتجميد فى مطاعم فايف جايز»، يؤكد ايكبيرت، مؤكدا أن المزج بين تقديم اللحوم الطازجة، والسماح للعملاء باختيار مكونات البرجر التى يرغبون بها فى كل مرة، عزز من نجاح الشركة، التى تتجنب الإعلان عن منتجاتها فى وسائل التواصل الاجتماعى.
اقبال العلامات التجارية الأمريكية فى قطاع المطاعم على سوق البيرجر البريطانى الجذاب، أضاف المزيد من التنافسية على سوق العقارات بلندن.
«فايف جايز» اقتحمت السوق البريطانية عام 2013عبر شراكة مع تشارلز دنستون الشريك المؤسس لمتاجر التجزئة «كارفون ويرهاوس»، وافتتحت 25 فرعا لها، وبحسب ايكبرت يقف ايجاد مواقع مناسبة عائقا أمام افتتاح فروعا جديده للمطعم» نرغب فى مضاعفة فروعنا 3 مرات داخل لندن نفسها إذا استطعنا، ولكن ذلك مرتبط بإيجاد مواقع مميزه».
وكانت سلسلة مطاعم «شيك شارك بيرجر» ذائعة الصيت فى الولايات المتحدة، قد سبقت «فايف جايز«و «سماش بيرجر»، فى غزو الأسواق الأوروبية وتمتلك حاليا 63 فرعا فى العالم.
وبحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، ارتفعت مبيعات «شيك شاك» بنسبة 41% فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2014بقيمة 83.8مليون دولار، رغم أن أرباحها انخفضت فى ذات الفترة إلى 3.5 مليون دولار.
وتقول الفاينانشيال تايمز أن شركة الوجبات السريعة التى وصل متوسط مبيعاتها إلى نحو 5 مليون دولار سنويا منذ افتتاح أول مطاعمها وهو متوسط يتفوق على جميع منافسيها تعتزم افتتاح نحو 10 أفرع جديده سنويا بداية من العام الحالى، كما تعتزم الترخيص باستخدام علامتها التجارية دوليا (ترخيص العلامة التجارية)، جانب الترخيص باسمها دوليا(السماح لشركاء أجانب باستخدام اسمها، وبالتالى قد يصل عدد المطاعم التى تحمل اسم «شيك شاك» إلى 450 مطعما حولا لعالم بحسب توقعات الشركة.