• «أبو زيد»: المياه أصبحت أهم وأكبر المشكلات التي تواجه المنطقة العربية والأفريقية.. وثلث سكان العالم سيعانون الفقر المائي بحلول 2025 مع تدهور أوضاع المياه ونضوب الموارد المائية في المنطقة العربية، انتهى المجلس العربي للمياه بالتعاون مع منظمة الزراعة والأغذية العالمية "الفا" بإطلاق الدليل الاسترشادي لاستخدام مياه الصرف المالحة المعالجة في الزراعة كحلاً لمواجة تحديات ندرة المياه. وقال محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه إن هناك العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية والشرق الأوسط بسبب ندرة المياه واتساع الفجوة الغذائية بسبب نقص الإنتاج الزراعي الناجم عن عدم توافر المياه اللازمة للزراعة، وهو ما استوجب البحث عن بدائل لمواجهة ندرة المياه. وقال أبو زيد في كلمته الافتتاحية لورشة العمل الإقليمية حول إعادة استخدام مياه الصرف في الزراعة، إن المجلس العربي للمياه ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أعد استراتيجية استرشادية لاستخدامات المياه شبة المالحة في الإنتاج الزراعي بمنطقة الشرق الأدني وأفريقيا بما يضمن استخدام هذه النوعية من المياه بطريقة آمنة في الزراعة بالإضافة إلى تطبيق الممارسات الزراعية الجديدة في هذا الشأن. وأوضح أبو زيد أن مشكلة المياه الآن هي أهم وأكبر مشكلة تواجه المجتمعات العربية والأفريقية، حيث تؤكد المؤشرات أن ثلثي العالم سيعانون من نقص المياه بحلول 2025، لافتاً إلى أنه تم تكوين لجنة لتيسير عمل المشروع والذي يأتي وفقا ًلأهداف جامعة الدول العربية ومنظمة الفاو لمواجهة ندرة المياه. وأكد أبو زيد ضرورة وضع خارطة طريق متكاملة لاستخدامات المياه شبه المالحة ومياه الصرف المعالجة في الزراعة، خاصة وأنه تم إصدار دليل ارشادي مبسط للفلاحين بما يضمن التوسع في استخدام المياه شبه المالحة بشكل آمن، وهو ما يمكن للحكومات توسيع العمل به ليكون بداية لمشروع تنموي كبير. وأوضح هاني رمضان وكيل مركز البحوث الزراعية، أن وزارة الزراعة لديها خريطة طريق لاستخدام المياه شبة المالحة "غير التقليدية" لحل مشكلة نقص المياه، خاصة وأن النشاط الزراعي يستهلك 70% من المياه في العام. وأضاف رمضان أنه مع استخدام المياه المعاد معالجتها تتم مراعاه تأثيرها على انتاج المحاصيل، ودراسة تأثير المياه على خصائص التربة والخصوبة وتحديد الاحتياجات المائية لمختلف المحاصيل، وتطوير كفاءة استعمال المياه المالحة ودراسة طرق الري الأكثر ملائمة لظروف الزراعة السائدة. وحذر وكيل وزارة الزراعة من استمرار الوضع الحالي من استخدامات المياه في الزراعة قائلاً: "استمرار الاعتماد على المصادر الطبيعية بصرف النظر عن مراعاه الاستدامة، وضغط التغير المناخي على هذه المصادر، فإنه سيكون هناك عواقب وخيمة في النهاية". وقال عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إن هناك مؤشرات خطيرة على أوضاع المياه في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، خاصة في ظل استمرار النمو السكاني المتضخم والتحضر السريع والزيادة الطلب على استخدامات المياه في الزراعة والطاقة والصناعة، واستمرار السياسات المحابية للاستخدام الكثيف للمياه. وأوضح ولد أحمد أن هناك تدني واضح في في نصيب الفرد من المياه العذبة خلال الأربعين عاماً الماضية، وهو ما يؤكد استمرار نضوب الموارد المائية بصورة مزعجة، وهو ما يتطلب التكيف مع الوضع الحالي ومحاولة إيجاد البدائل.