حالة شديدة من الخوف انتابت أمس الثلاثاء، أهالي محافظة المنيا بعد غرق شحنة فوسفات بنهر النيل بالمحافظة، وذلك خوفا من تسمم المياة. ومن جانبها أكدت شركة مياة الشرب والصرف الصحى بالمنيا، في بيان اليوم الأربعا، قالت فيه إنه "لا يوجد أي خطر على صحة وحياة المواطنين، وأن سبب قطع مياه الشرب عن مدينة سمالوط شمال المحافظة، بسبب أعمال التطهير بخزان محطة مياه عرب الزينة بمركز سمالوط، وهذه الصيانه لضمان تقديم مياه نظيفة للمواطنين، ولذلك تقرر قطع مياه الشرب عن مدينة سمالوط، ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الخامسة مساء من أمس ". وأضاف البيان، أن "هذا الإجراء تتبعة جميع الشركات، وليس بدعه أو بسبب شحنة الفوسفات، وأنه يتم اخذ عينات من المياه صباحا ومساء وعلى مدار اليوم، للتأكد من خلوها من أى مواد سامه، أو معكرات". ومن جانبه، أكد محمود حسين إبراهيم ، 45 سنه ، كيميائى بمحافظة المنيا ، أن "مادة الفوسفات، سامه، ويجب معالجة المياه أولا بأول وعلى كل محافظة تمر عليها هذه المياه المحملة بالفوسفات، أن تقطع الاتصال بالمياه ، وتخبر المواطنين بقطع المياه قبلها بيوم حتى تمر هذه السحابة، مضيفا أن مدى هذا الفوسفات لن يطول فهي ماده قابلة للذوبان، وقد ينتهى أثرها سريعا قبل أن تصل لمحافظة المنيا". وقال علاء على سيد، أحد الأهالي، ويعمل موظف بمحكمة المنيا، إن "خطر الفوسفات انه ماده سامه، ولابد من منع الشرب من مياه نهر النيل حتى تمر هذه المادة المسممة، وعلى شركة المياه أن تطلعنا أولا بأول عن أثر المشكلة وأين وصلت، فقيام الشركة أمس بقطع المياه عن مركز سمالوط بالكامل يوم كامل يثير الريبة والقلق، لا بد للشركة أن تعلن عن موعد قطع المياه والسبب الحقيقى لذلك". وقال باهى الروبي، رئيس مجلس محلي بمحافظة المنيا سابقا، إن "المشكلة الحقيقية ليست فى غرق شحنة الفوسفات، ولكن فى طريقة التعامل مع الأزمة؛ فالشركة عندما قطعت المياه عن أهالي مركز سمالوط مع انتشار شائعة غرق شحنة الفوسفات، عاد لأذهان المواطنين أزمة بقعة الزيت، التى مرت منذ عامين، وفشلت الدولة فى التعامل معها حتى وصلت من أسوان للقاهرة". وأضاف الروبى، أنه من أبناء مركز سمالوط، "وقد اضطر الأهالى أمس من اشاعة الفوسفات وقطع المياه فجائيا إلى شراء كميات كبيرة من المياه المعدنية، واستغل التجار الأزمة ورفعوا سعر زجاجة المياه بنسبة 25 %، وانتشر الذعر بين المواطنين، حيث روج التجار المستغلون أن المياه ستقطع لمدة أيام حتى تغيب المياه المسممة بالفوسفات على خلاف الحقيقة، وجاءت المياه فى نهاية اليوم، بعد أن استغل من استغل، ونهب من نهب".