اتصل وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج بالسفير السعودي في لبنان على عواض عسيري لتقديم "اعتذار رسمي" نيابةً عن تلفزيون لبنان (التليفزيون الرسمي) عن خطأ إذاعته لمقابلة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع قناة "الإخبارية " السورية والتي تضمنت تهجما على المملكة العربية السعودية. وذكرت صحيفة "المستقبل" اللبنانية التي أوردت النبأ اليوم إن المشهد العام للبنان خلال الساعات الأخيرة يظهر أن «حزب الله» يبدو معزولاً ومنبوذاً في كراهيته المعلنة والمفعمة بمناصبة العداء والحقد للمملكة العربية السعودية. لافتة في هذا الصدد إلى استقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (حليف حزب الله) السفير السعودي علي عواض عسيري أمس لتظهر أنّ بري يربأ بنفسه عن التجريح الذي تتعرض له المملكة ولشخص سفيرها في لبنان (من قبل حزب الله). وأكد بري ل«المستقبل» أنّ لقاءه السفير السعودي «ليس الأول ولن يكون الأخير» وأنّ المحادثات بينهما أمس تناولت «قضايا لبنان والمنطقة والأوضاع في اليمن»، معلقا على إعلان «اتفاق الإطار» النووي بين إيران والدول الكبرى بالقول أنّ «المنطقة باتت أمام «إضاءة» جديدة ظهرت تجلّياتها أكثر في ضوء موقف مجلس الوزراء السعودي أمس الأول المؤيد لهذا الاتفاق». وجدد رئيس مجلس النواب اللبناني موقفه الداعي إلى الحوار لحل الأزمة اليمنية باعتبار أن «لا حلول لأي من المشاكل العربية إلا بالحوارات»، وقال: «هذا ما فعلناه ونفعله في لبنان ونأمل أن يتم انتهاج الحوار كذلك في المنطقة لكي يتوصلوا إلى النتائج التي حققناها أقلّه على المستوى الأمني أسوةً بالنتائج المهمة التي أحرزناها أمنياً من خلال الحوار اللبناني». وأردف: «لا يزال أمامنا موضوع رئاسة الجمهورية، والمتحاورون (حزب الله وتيار المستقبل) يتعاطون راهناً مع هذا الموضوع باعتباره أولوية بعدما تحققت الإنجازات على المستوى الأمني»، كاشفاً في هذا السياق أنّ جولة الحوار المقبلة في 11 من الشهر الجاري «ستركّز على الرئاسة» بعدما استغرقت الجولة السابقة في بحث مسألة الخطط الأمنية في بيروت والبقاع بالإضافة إلى تأكيد الطرفين حرصهما على استمرار الحوار رغم الجدل السياسي الذي دار في البلد حول الأحداث اليمنية. ورأى بري أنه: «لا شكّ أنّ الاتفاق النووي فتح باباً في المنطقة وستكون له انعكاسات أكيدة على لبنان لكن يجب عدم انتظار تبلور هذه الانعكاسات خلال أيام»، وشدد في هذا الإطار على أنّ ما يمكن تأكيده اليوم هو أنّ «المنطقة أضاءت على معطى جديد بعد هذا الاتفاق الذي لولا النجاح في إنجازه لكانت المنطقة أصبحت اليوم في ظلام».