عشرة أيام أو نحوها تفصلنا عن الشهر الكريم.. وهو الشهر الذى يشهد عادة زيادة فى الاستهلاك وتعمل الحكومة له «ألف حساب» وتستعد بحزمة من الإجراءات لتأمين احتياجات الاستهلاك، هذا العام يبدو أن الأزمة العالمية وانخفاض معظم الأسعار وتراجع التضخم لأدنى مستوياته منذ أعوام وراء الهدوء الرسمى تجاه شهر رمضان هذا العام واختفاء الاجتماعات والتصريحات الرمضانية المعتادة وهو ما دفعنا لاستطلاع الأمر على المستوى الحكومى وجمعيات حماية المستهلك.. سألت المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة عن استعدادات الشهر الكريم وكان الرد مطمئنا.. قال «رشيد»: الأمور هادئة هذا العام والاستعداد للشهر الكريم كان من عدة أشهر، لذلك لم نجد داعيا لعقد اجتماعات مع التجار أو الغرف التجارية فالأسعار مستقرة متأثرة بانخفاض الأسعار العالمية إلى جانب الإجراءات التى اتخذتها الوزارة تجاه سلع أساسية مثل الأرز لضمان توافره بأسعار منخفضة وأقل كثيرا من الأسعار العالمية.. أشار رشيد إلى أن التجار انتهوا منذ فترة من وضع أسعار السلع فى رمضان وهى حول معدلاتها الطبيعية فى الغالب ولم تتأثر بعد بالزيادات العالمية لبعض السلع لافتا إلى توافر السلع فى الأسواق بأرصدة كافية وتزيد عن الاستهلاك.. ولكن أسعار الدواجن واللحوم خالفت اتجاه الأسعار لتشهد زيادات جديدة هل تفكرون فى إعفاء الدواجن من الرسوم الجمركية مثلما حدث من قبل؟ سألت رشيد.. فأكد أن قرار الإعفاء يؤثر بالسلب على صناعة الدواجن المحلية التى أضرتها إنفلونزا الطيور لكن إذا استمرت الأسعار فى الارتفاع فسوف نبحث إلغاء الجمارك عليها أما اللحوم فالأمر يتعلق بأنماط الاستهلاك. فهناك اللحوم المستوردة التى تتراوح أسعارها بين 13 و25 جنيها ويجب أن تكون البديل خاصة أنها لا تقل جودة عن الطازجة. نشاط الجمعيات على عكس هدوء الحكومة كانت الحركة كبيرة والأنشطة متعددة فى جمعيات حماية المستهلك شملت تنظيم معارض مستلزمات رمضان والدعوة إلى ترشيد الاستهلاك والتوعية بسلوكيات الغذاء وأرخص الأماكن لشراء السلع وأساليب إعداد العصائر المنزلية. سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك وعضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك تقول إنهم بدأوا بالفعل جولات على الأسواق خاصة سوق الياميش للتعرف على مستوى أسعارها مقارنة بالعام الماضى ونحاول أن نقدم للمستهلك جميع المعلومات عن منافذ البيع الأقل سعرا كما نقوم فى نفس الوقت بحملات توعية بالسلوكيات الواجبة فى الشهر الكريم سواء فى الشراء أو الغذاء حملات على الأسواق «نقوم بحملات على أسواق الياميش للتأكد من سلامتها وجودتها وتاريخ الصلاحية» هذا ما تقوله دكتورة سلوى شكرى رئيس جمعية مصر الجديدة لحماية المستهلك التى تؤكد أنه فى حالة وجود أى شك فى جودة أو صلاحية أى منتج غذائى تلجأ على الفور إلى مباحث التموين وتحذر المستهلك من شراء أى عبوة عليها ملصق «استيكرز» فالقانون يلزم المنتج بضرورة أن تكون بيانات السلعة مطبوعة وليست ملصقة لأن ذلك قد يؤدى إلى التلاعب ببيانات الإنتاج والصلاحية. وتدعو شكرى المستهلكين إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك فى الشهر الكريم وعدم شراء كميات كبيرة من السلع والاكتفاء بالاحتياجات الفعلية للمستهلك كما تدعو إلى استخدام سلاح المقاطعة فى مواجهة جشع التجار الذين يستغلون شهر رمضان لرفع الأسعار. فى الإسكندرية بدأت جمعيات حماية المستهلك دورها مبكرا فمنذ نحو شهر أعدت الجمعيات نشرات التوعية المرتبطة بالشهر الكريم كما يقول المهندس جمال زقزوق رئيس جمعية حماية ورعاية المستهلك والبيئة الذى يرى أن ترشيد الاستهلاك خير وسيلة للحد من زيادة الأسعار لافتا إلى أن الجمعية أصدرت نشرة توعية جديدة بمناسبة رمضان تدعو إلى ترشيد الاستهلاك واتباع عادات غذائية سليمة ويتم توزيع النشرة فى محافظات الإسكندرية والبحيرة ودمياط والتى يجمعها بروتكول تعاون تم توقيعه برعاية جهاز حماية المستهلك مؤخرا ويهدف إلى التعاون فى مجال تغطية أنشطة حماية المستهلك خاصة التوعية بالحقوق والواجبات التى نص عليها قانون حماية المستهلك وإجراء دراسات مقارنة أسعار السلع ومتابعتها فى الأسواق. وحذر جمال زقزوق من عروض السلع التى تتضمن سلعا غير جيدة وقال إن الجمعية تلقت شكاوى حول عروض الأرز التى تبيعها بعض المحال الكبرى بسعر 110 قروش للكيلو وأحيانا أقل حيث أكد المستهلكون تدنى مستوى جودة الأرز ولفت زقزوق إلى قيام الجمعية بالتعاون مع شركة مجمعات الإسكندرية بحملات تهدف إلى تغيير أنماط السلوك الغذائى للمستهلك خاصة فيما يتعلق باستهلاك اللحوم التى ارتفع سعرها مع قرب دخول رمضان بهدف اقناع المستهلكين بالتحول إلى اللحوم المستوردة أو اللحوم البلدية الموجودة لدى المجمعات والتى تقل كثيرا عن مثيلتها فى حين أن الجودة واحدة. وفى أسلوب مبتكر لمراقبة السلع والأسعار وسلوك المستهلكين اتفقت جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية مع كارفور الإسكندرية على تواجد ممثلى الجمعية طوال شهر رمضان ويؤكد الدكتور عصام غنيم رئيس الجمعية أن هذا التواجد يهدف إلى توزيع مطبوعات التوعية على المستهلكين وتقديم النصائح الخاصة بالاستهلاك وبالسلع الأقل سعرا وذلك دون التدخل فى مستويات الأسعار بشكل مباشر وقال إن الجمعية سوف تقوم بإجراء دراسة عن الأسعار فى مدينة الإسكندرية خلال أسبوعين كما اتفقت الجمعية مع مديرية الشباب بالإسكندرية لعقد مجموعة كبيرة من الندوات فى رمضان لتعريف الناس بحقوقهم كمستهلكين من واقع ما نص عليه قانون حماية المستهلك. فى البحيرة كان التحرك أكثر عملية وفائدة للمستهلك ووفقا لفتحى مرسى رئيس جمعية حماية المستهلك أنه تم التجهيز لإقامة معرضين لجميع مستلزمات الشهر الكريم بأسعار مناسبة تقل عن مثيلتها بالأسواق ويقام المعرض الأول فى مدينة كفر الدوار والثانى فى مدينة دمنهور.