كتب : وليد رمضان : مع بدء العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان المبارك, تستعد المجمعات الاستهلاكية لطرح كميات كبيرة من السلع الغذائية, في أوائل الاسبوع المقبل, فيما يتزامن مع صدور تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة. والاحصاء الذي يشير الي زيادة أسعار السلع الغذائية بنسبة32%, متوقعا تواصل ارتفاعها, مما يصنع حالة من القلق لدي المستهلك, خاصة محدودي الدخل. يأتي ذلك في وقت تتخذ فيه الحكومة حزمة من الاجراءات لمواجهة أزمة نقص السلع الغذائية الاساسية, وارتفاع أسعارها قبل شهر رمضان, إذ صرح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بأنه سوف يتم توفير جميع المواد الغذائية من خلال المجمعات الاستهلاكية خاصة الدقيق والمكرونة والارز والسمن والدواجن والمستلزمات الرمضانية, وذلك بأسعار تقل عن السوق بنسبة ما بين10 و15%, وبكميات تزيد عن الكميات الموجودة بنسبة20%, بخلاف توفير كميات إضافية من اللحوم الطازجة والمستوردة والاسماك, وطرح مناقصة للأرز لتوفير الحصص اللازمة منه, علي البطاقات التموينية. والأمر هكذا, يطرح السؤال نفسه: ما مدي قدرة المجمعات الاستهلاكية علي مواجهة ارتفاع الاسعار, والاستهلاك المتزايد خلال شهر رمضان المعظم, فضلا عن استغلال بعض التجار الجشعين زيادة الطلب عن العرض في حينها؟ سيكون لدينا فائض محسن زاهر رئيس مجلس إدارة شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية يؤكد أن ما يقال عن وجود أزمة في السلع الغذائية هو ازمة مفتعلة, وان ما تردد عن وجود أزمة في الارز بصفة خاصة هو أمر غير صحيح بالمرة, مشيرا الي أن هذا الحديث يتكرر دائما في نهاية الموسم ومع بداية جني موسم حصاد الأرز في منتصف شهر اغسطس أي أنه في خلال شهر رمضان سيكون لدينا فائض كبير جدا, يكفي لسد احتياجات السوق المحلية لفترات طويلة. وتابع زاهر: نحن متعاقدون علي توريد(2500 رأس حي) موجود في الحجر البيطري في العين السخنة والاسكندرية ويسحب منها يوميا حسب الطلب ولدينا أكثر من(400 ألف طن) لحوم مجمدة مستوردة من البرازيل. وأضاف: ثلاجاتنا بها(2500 طن دواجن) بسعر الكيلو(16,50 جنيه فقط) وسعره ثابت طوال شهر رمضان في حين أن سعره في الأسواق(18 و19 جنيها), مشيرا الي أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية, التي تتبعها المجمعات الاستهلاكية في الوجه القبلي والبحري, والمحافظات علي مستوي الجمهورية قد وضعت خطة متكاملة استعدادا لشهر رمضان واضعة في حسبانها زيادة معدلات الاستهلاك بنسبة20% عن العام السابق خلال شهر رمضان المقبل, وأن جميع المجمعات الاستهلاكية لديها السلع الغذائية كافة بأسعار رخيضة, بل تقل في اسعارها عن السوق بنسبة15%. ويوضح أن مجمعات النيل الاستهلاكية تبلغ3500 فرع علي مستوي الجمهورية, وأنها منتشرة في كل أحياء مصر, وأن عدد تلك المجمعات في القاهرة الكبري فقط يبلغ400 فرع مقسمة ما بين مجمعات النيل ومجمعات الاهرا م الاستهلاكية. لا أزمة في السلع من جهته, ينفي أيمن سالم رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لتجارة الجملة وجود أي أزمة في السلع الغذائية قائلا إن المجمعات الاستهلاكية هي صمام الأمان لحماية محدودي الدخل, وأن بعض التجار الجشعين وراء تزايد مثل تلك الشائعات. ويكشف عن أنه من أسباب تردد شائعات حول وجود أزمة في السلع الغذائية خاصة الارز هو أن المشكلة تكمن في حصص الأرز المخصصة لبطاقات التموين, وهذه المشكلة تم حلها بالفعل, مؤكدا أن سبب الازمة هو عدم التزام الموردين بتسليم حصص الأرز نتيجة انخفاض الاسعار التي عرضت عليها في المناقصة رقم(14) التي حدث بها عجز40% عن المتفق عليه في مناقصة توريد الارز, ونتج عنه تأخر صرف الارز في بطاقات التموين في شهري مايو ويونيو الماضيين, ولكن تم تدارك ذلك منذ أيام قليلة في المناقصة رقم(15), التي تم الاتفاق فيها علي توريد سبعة وعشرين ألف طن حتي يوم25 يوليو الحالي, كما تم رفع الاسعار من2600 جنيه الي2800 جنيه للطن, وفي نفس الوقت ارست وزارة التضامن الاجتماعي المناقصة رقم(16) لتوريد الارز علي بطاقات التموين, وسيتم صرف الحصص المستحقة علي بطاقات التموين من الارز القديم والجديد معا, ووفقا للقدرة المخزنية للبقال التمويني. ويتابع: ايضا بالنسبة للسكر لدينا في المخازن(750) ألف طن من السكر الحر بأسعار في متناول محدودي الدخل, وأفضلها لايتجاوز أربعة جنيهات ونصف الجنيه, ويقل عن القطاع الخاص بنسبة15% تقريبا, ولدينا مخزون من السكر التمويني المدعم حوالي(100 ألف طن) بسعر جنيه وربع والجنيه. وحول باقي السلع الغذائية في شهر رمضان قال سالم إن شركة الجملة, وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية, تنافس بقوة القطاع الخاص. وبالنسبة لكميات وأسعار الياميش في رمضان يقول: لدينا(150 ألف طن) زبيب و(250 الف طن بلح), علما بأن فروع التجزئة التابعة لشركة الجملة علي مستوي الجمهورية عددها215 فرعا في المحافظات, وفي القاهرة الكبري المصرية يبلغ عدد ماركيتات التجزئة21 فرعا, كما أن95% من منتجاتنا اقل في أسعارها عن السوق لأن هامش الربح قليل. ويتفق محيي رمضان رئيس مجلس ادارة مجمعات الاهرام الاستهلاكية مع الرأي القائل بأن السلع الغذائية متوافرة في المجمعات الاستهلاكية وبجودة عالية لاتقل عن مثيلاتها في الاسواق, مضيفا: لدنيا في الجيزة(46) مجمعا استهلاكيا واسعار السلع الغذائية في المجمعات لن تشهد أي زيادة في شهر رمضان. بمشيئة الله. موجودة ومتوفرة من جانبه, يقول محمد أبو العلا مدير مجمع النيل الاستهلاكي بشبرا إن السلع الغذائية موجودة ومتوافرة ولو أراد أي مواطن أن يشتري أي كمية من الارز والسكر التي يقولون إن بهما ازمة فليشرفنا وسيجدها بأسعار تبدأ من(275 قرشا) الي(375 قرشا للكيلو). وعن أسعار باقي السلع يوضح ان سعر كيلو زيت عباد الشمس(575 قرشا) وكيلو زيت الذرة(12,50 جنيه) والعدس أبو جبة(8 جنيهات) بعد أن كان سعره(11 جنيها), وذلك منذ شهر ونصف الشهر تقريبا. أما اللحوم المستوردة التي تصل حية الي مصر, ويتم دبحها هنا, فيوضح انها ثلاثة انواع, وأجودها الاسترالي الذي يقارب البلدي, وسعر الكيلو منه(38 جنيها), يليه البرازيلي(38 جنيها) أما الاثيوبي فسعره(32 جنيها للكيلو). ويشير أحمد عبدالمنعم مدير مجمع النيل الاستهلاكي بالكيت كات الي أن اسعار ياميش رمضان تتناسب مع محدودي الدخل فسعر لفة قمر الدين يبدأ من(4,50 جنيه) حتي(7,50 جنيه) والبلح المجفف عبوة كيلو(9 جنيهات). علي النقيض من الآراء السابقة, يري مصطفي عاشور مدير المركز العربي لدراسات وبحوث المستهلك أن شهر رمضان سيشهد ارتفاعا في اسعار معظم السلع الغذائية خاصة مع تزايد الطلب, مشيرا الي ان اسعار اللحوم البلدية زادت في الاسبوع الماضي خمسة جنيهات وأن الأرز سوف ترتفع اسعاره أيضا نتيجة لزيادة الاسعار عالميا. لا ارتفاع أخيرا: يؤكد اللواء محمد أبو شادي رئيس قطاع الرقابة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة أنه في كل عام, وقبل شهر رمضان, نعد غرف عمليات لمتابعة حملات الرقابة علي الاسواق فلدينا(3600 منفذ رقابي) بخلاف الاجهزة المتعاونة من وزارة الصحة والرقابة الصناعية والطب البيطري. ويتابع أن المستهلك المصري هو مستهلك الاسبوع الأول من رمضان لأنه بعده يبدأ في الاستعداد للعيد وملابس المدارس, مضيفا: احذر التجار الجشعين, فحملاتنا المكثفة بدأت منذ اوائل شهر يوليو الحالي, ولدينا الخط الساخن رقم(19805) الذي يعمل24 ساعة, وذلك للابلاغ عن اي مخالفات أو تجاوزات في الاسعار, وبامكان أي مواطن ان يتصل بنا. واضاف: حملاتنا كشفت التجار المخالفين, ومن عنده مخزون من السنة الماضية فمخازنهم معروفة ومعظمها يقع علي اطراف القاهرة الكبري في القليوبيةوالجيزة ومدينة6 أكتوبر. واختتم حديثه: شهر رمضان لن يشهد ارتفاعا في الاسعار لأي من السلع الغذائية, فالمستهلك المصري لديه بدائل عدة, وسيتم عمل معارض للسلع الغذائية وياميش رمضان بأسعار رخيصة في قاعة المؤتمرات وارض المعارض وعواصم محافظات مصر جميعا باسعار أقل, بنسبة تتراوح بين15% و25% فاطمئنوا.