• إندبندنت: تشكيله يحتاج إلى شهور.. وديلى تليجراف: تجارب العرب فى هذا المجال لا تدعو للتفاؤل.. والإيكونوميست: المتطرفون أكثر الرابحين من أحداث اليمن • فاينانشال تايمز: حكم اليمن مهمة بالغة الصعوبة.. من العثمانيين وحتى الإنجليز تباينت قراءات صحف بريطانية للاتفاق العربى على تشكيل قوة عربية مشتركة، ففى حين رأى البعض أن الأمر سيستغرق عدة أشهر، رأى البعض الآخر أنه «غير ممكن»، فى حين حذرت صحف أخرى من انزلاق اليمن إلى حرب أهلية شاملة بعد التدخل العربى. افردت الصحف البريطانية الصادرة اهتماما كبيرا بالوضع اليمنى القائم واتفاق القمة العربية على تكوين جيش عربى لمواجهة الحوثيين. وقالت صحيفة «إندبندنت»، فى تقرير بعنوان «أزمة اليمن: قادة الشرق الأوسط يوافقون على تكوين تحالف عسكرى عربى»، إن «الزعماء العرب اتفقوا فى اجتماعهم الأخير بشرم الشيخ على تكوين تحالف عسكرى يتكون من 40 ألف جندى من أفضل قوات دول السعودية والعراق والأردن وقطر ومصر، ويكون كل قوة من هذا التحالف تحت سيطرة دولته». وأضافت الصحيفة أن «تكوين هذا التحالف ربما يستغرق عدة أشهر بسبب الأعمال اللوجستية وآليات التكوين»، مضيفا أن «الرئيس عبدالفتاح السيسى كان صاحب تلك الفكرة منذ البداية». «إندبندنت» قالت فى تقرير آخر بعنوان «الرياض تنصب نفسها شرطيا للمنطقة»، إن «قرار مؤتمر القمة العربية بتشكيل قوة عربية موحدة على خلفية الصراع فى اليمن يهدف فى الحقيقة إلى استعادة النفوذ السعودى فى المنطقة». وأضافت أن «السعودية كانت ذات ثقل فى المنطقة، لكن دورها تراجع فى الفترة الأخيرة، بسبب صراعات على السلطة داخل العائلة الحاكمة نفسها». واشارت الصحيفة إلى أن «السعودية كانت توازن بين الإبقاء على القنوات مفتوحة مع الحوثيين، باعتبارهم القوة القادرة على مناهضة الإخوان فى اليمن، لكنها غيرت موقفها بعد أن استشعرت خطورة تمدد الحوثيين باعتبارهم ذراعا للإيرانيين فى المنطقة (الجزيرة العربية)». من ناحيتها قالت مجلة «إيكونوميست» إن المستفيد الوحيد من حرب اليمن التى قد تؤدى إلى انقسامها، هم الجهاديون السنة الموالون للقاعدة وداعش، مضيفة أن «أغلب الدبلوماسيين يرون أن ما يحدث فى اليمن سيؤدى إلى فوضى». واشارت «ايكونوميست» إلى أن «مصر مازالت تتذكر حربها فى اليمن فى الستينيات والتى تتشابه مع الحرب الأمريكية فى فيتنام، ولكن لا يبدو أن هناك حلا دبلوماسيا للأزمة فى ظل رفض الحوثيين مشاركة السلطة مع الرئيس اليمنى». وتساءلت المجلة عما إذا كان هذا التحالف العسكرى ضد الحوثيين سيعيد الرئيس عبدربه منصور هادى، لمقعده أم سينتهى بخطة لتشارك السلطة أو تقسيم اليمن، مضيفة: «فى جميع الأحوال لن نصل لأى من تلك الاحتمالات بدون إراقة المزيد من الدماء». وشككت صحيفة «ديلى تلجراف»، فى القدرة على تكوين جيش عربى، قائلة إن أول صعوبات تشكيل هذا الجيش «هو تعريف معنى كلمة عربى»، مسترجعة محاولات العرب فى «تكوين جيش مشترك يواجه الدولة العثمانية فى الماضى». واختتمت الصحيفة تقريرها بأن «الجيش الجديد لن يواجه الحوثيين فقط وإنما سيكون عليه مواجهة تنظيم (داعش)، ولكن العرب يريدون التخلص من الخطر الإيرانى أولا». أما صحيفة «فايننشال تايمز»، فكتبت تحت عنوان «التدخل السعودى يهدد بحرب أهلية شاملة فى اليمن»، أن «التدخل السعودى فى اليمن يرسل رسالة قوية إلى منافستها على النفوذ الإقليمى، إيران»، قبل أن تستدرك قائلة: «لكن تدخل السعودية يعد مخاطر كبيرة، إذ إنه من الممكن أن يؤدى بالبلاد إلى حرب أهلية شاملة». وقالت الصحيفة إن «السعودية كانت تحاول دائما ممارسة نفوذ على جارتها الجنوبية، أحيانا بالرشوة، وأحيانا بتطبيق مبدأ «فرق تسد، وذلك باستخدام بعض القبائل الحدودية». ورأت أن اليمن أثبت خلال نصف قرن من النزاعات أنه «لا يمكن حكمه بسهولة، فقد عجز عن ذلك الإنجليز وكذلك الإمبراطورية العثمانية». واشارت الصحيفة إلى أن «الغارات الجوية التى تقودها السعودية لن تفلح فى تغيير التعقيد فى تركيبة المجتمع اليمنى، وهو ما سيجبر العرب على نشر قوات برية، وهو ما سيزيد الأمور تعقيدا».