«جارديان»: مسئولون عرب يأملون فى الاكتفاء بالضربات الجوية كبديل للتدخل البرى.. ومشاركة السودان بداية جديدة لنظام البشير «إندبندنت»: العملية «مقامرة كبرى».. و«تليجراف»: دول التحالف تعتمد بشكل كبير على المساعدات السعودية فاينانشيال تايمز: صالح وراء صعود الحوثيين.. و نيويورك تايمز: إعلان مصر استعدادها إرسال قوات برية يشير إلى إمكانية حدوث حرب طويلة وول ستريت جورنال: العاصفة نغَصت على أمريكا مفاوضاتها مع إيران حذرت صحف غربية، من انزلاق اليمن لحرب طائفية إقليمية طويلة، بعد أن دشن تحالف عربى سنى بقيادة السعودية، عملية عسكرية، لوقف تقدم الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران، فى البلد الفقير. وتحت عنوان «الصراع فى اليمن يتصاعد ومصر مستعدة لإرسال قوات»، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن «إمكانية شن هجوم برى فى اليمن نمت بشكل ملحوظ مع إعلان مصر استعدادها لإرسال قوات إلى هذا البلد المحاصر (إذا لزم الأمر) فى أعقاب الغارات الجوية التى شنتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية». وأضافت الصحيفة فى سياق تقرير لها أمس الأول، أن المسئولين العرب ما يزالوا يأملون فى أن الحملة الجوية المدعومة من الولاياتالأمريكية والخليج ومصر وتركيا ستضعف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادى، وتجعل الهجوم البرى غير ضرورى». وفى تقرير آخر، للصحيفة تحت عنوان «حرب بالوكالة بين إيران والسعودية فى اليمن تفجر أزمة على مستوى المنطقة»، وصفت الصحيفة الأوضاع فى اليمن بأنها أشبه ب«قنبلة موقوتة تركت دون معالجة لفترة طويلة جدا»، موضحة أن الحرب الأهلية غير المعلنة فى اليمن فجرت فجأة أزمة على مستوى المنطقة سيكون لها عواقب دولية بعيدة المدى لا يمكن التنبؤ بها، لاسيما وأنها تتصاعد سريعا باجتذابها البلدان ولاعبين آخرين فيها. وقالت الصحيفة إلى أن هدف السعودية الأساسى من الحملة هو تهدئة الأوضاع فى اليمن، ولكن الهدف الأوسع هو توجيه رسالة قوية لإيران وهى: الكف عن التدخل فى الشئون العربية»، مضيفة: «الرياض تبدو وكأنها تطالب بسداد فاتورة الديون، بطلب الدعم من دول ساعدتها ماليا ودبلوماسيا فى الماضى، تشمل النظام الجديد فى القاهرة، وباكستان التى اقترضت من السعودية قروض كبيرة على مر السنين». واعتبرت الصحيفة مشاركة السودان فى العمليات العسكرية «بداية جديدة لنظام (عمر) البشير» الذى تئن بلاده تحت وطأة عقوبات دولية، لافتة إلى أن الخرطوم انفصلت أخيرا عن إيران وتقاربت كثيرا مع السعودية، فى مقابل غطاء دبلوماسى ومساعدة فى إعادة تأهيل ممكنة على الصعيد الدولى». بدورها، وصفت صحيفة إندبندنت البريطانية عملية عاصفة الحزم بأنها «مقامرة كبرى» للتحقق من النفوذ الإيرانى، ونقلت عن مدير الأبحاث فى مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية فى الرياض، سعود سرحان، قوله إن عملية عاصفة الحزم رسالة واضحة عن العقيدة الدفاعية السعودية، مفادها أن الأمن والاستقرار فى شبه الجزيرة العربية خط أحمر، وأن السعودية لا تتهاون مع أى محاولة لزعزعة استقرار المنطقة. من جانبها، أكدت صحيفة تليجراف البريطانية أن تهديد الائتلاف السنى الشامل بقيادة السعودية مساء الخميس بغزو برى لليمن بعشرات الآلاف من الجنود لطرد ميليشيا الحوثى الشيعية المرتبطة بإيران، من شأنه أن يغرق الشرق الأوسط علانية فى حرب إقليمية طائفية. وأوضحت الصحيفة فى تقرير تحت عنوان «السعودية تهدد بغزو برى لليمن» أن «العديد من الدول التى انضمت إلى التحالف يعتمدون بشكل كبير على المساعدات من السعودية، التى تعادى بدورها بشدة التدخل الإيرانى فى الخليج»، لافتة إلى أن مصر لديها ذكريات سيئة لتدخل سابق فى اليمن فى ستينيات القرن الماضى، ومن المفارقة أنها كانت تؤيد المعارضة الجمهورية للعائلة المالكة الشيعية المدعومة من السعودية آنذاك، ودفعت خسائر مصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لوصفها بأنها «فيتنام» فى إشارة إلى حرب فيتنام، التى تكبدت فيها أمريكا خسائر فادحة. من جانبها، نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز تقريرا بعنوان «الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح وراء صعود الحوثيين»، طرحت فيه تساؤل مفاده إنه «عندما اندلع القتال فى ميناء عدن الاستراتيجى بين ميليشيات متحالفة مع الرئيس اليمنى منصور هادى ووحدة جيش محلية، لم يكن واضحا فى البداية من كان يقاتل من ولماذا استخدم الرئيس هادى قوة غير رسمية من رجال القبائل والانفصاليين لاقتحام قاعدة عسكرية فى حين أنه، اسميا على الأقل، قائد للقوات المسلحة؟». وأوضحت الصحيفة أن «الجواب يكمن لدى الرئيس السابق على عبدالله صالح، فبدون مساعدته لم يكن من المحتمل أن يتمكن الحوثيون من تحقيق ما وصلوا إليه على مدى العامين الماضيين«، لافته إلى «تقرير لمجلس الأمن الدولى الشهر الماضى، كشف عن تلقى الحوثيين مساعدة صريحة من الحرس الجمهورى المنظم من قبل أفراد من عائلة صالح، وهو ما سهّل غزوهم لصنعاء وسيطرتهم على مبانٍ ووزارات حكومية متعددة، فضلاً عن أن تعزيز الحوثيون لسيطرتهم على شمال وغرب البلاد، كان أيضا بدعم من وحدات النخبة فى الجيش اليمنى المرتبطة بعائلة صالح. فيما أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إعلان مصر فى بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن القوات البحرية والجوية المصرية ستنضم للحملة التى تقودها السعودية ضد جماعة الحوثى المدعومة من إيران، وأن الجيش المصرى مستعد لإرسال قوات برية لو تطلب الأمر ذلك، لافته إلى أن هذا الأمر يشير إلى إمكانية حدوث حرب برية مطولة على طرف شبه الجزيرة العربية. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات الرئيس السيسى الواردة فى البيان تعد واحدة من عدة مؤشرات، وهى: استعداد الخصوم على جانبى الصراع اليمنى لمعركة طويلة، فاليمن شأنه شأن العراق وليبيا وسوريا يستنزفها صراع أهلى، واندلاع حروب إقليمية بالوكالة، وتوسع الجماعات المتطرفة مثل تنظيمى داعش والقاعدة. فيما أكد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأول، إن «الحملة الجوية العربية على الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح فى اليمن نغَصت على الولاياتالمتحدةالأمريكية مفاوضاتها مع إيران، وأدت إلى انزلاق الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى غير العادية حتى بالنسبة لمناطقه المضطربة، ما عرض أحلام سياسة الرئيس باراك أوباما للانهيار، بقدرته المحدودة للسيطرة على الأحداث». من جانبها، أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المملكة العربية السعودية أبلغت الإدارة الأمريكية وحلفاءها الخليجيين فى وقت سابق هذا الأسبوع أنها تستعد لعملية عسكرية فى اليمن، اعتمدت اعتمادا كبيرا على صور ومعلومات أجهزة المراقبة الأمريكية، وفقا لمسئولين أمريكيين، وخليجيين رفيعى المستوى». ونقلت الصحيفة عن المسئولين (لم تسمهم) قولهم إنه على الرغم من التخطيط للهجمات الجوية المحتملة منذ أيام، فإن السعودية حجبت قرارها النهائى حتى بات واضحا فى وقت متأخر من مساء الأربعاء أن المتمردين الحوثيين كانوا على وشك الاستيلاء على عدن الميناء الجنوبى الرئيسى فى البلاد. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء المسئولين قد رفضوا التكهن بفترة استمرار العملية العسكرية، غير أنهم قالوا: الأمل يتعلق بأن يقنع العمل الجوى الحوثيين بالدخول فى محادثات سياسية رفضوها منذ أن بدأوا فى اكتساح البلاد فى الصيف الماضى. ونقلت الصحيفة عن بعض المسئولين قولهم إن حرب برية عبر جبال وصحراء اليمن، غير متوقعة وغير مرجحة حتى لو حشد السعوديون القوات على طول الحدود اليمنية.