أكدت هيام دربك رئيس المركز الوطني للعدالة والسلام "معا" ضرورة العمل المخلص والجاد لحل مشكلة محو الامية بمصر التي يعاني 40% من شعبها من الأمية في حين أن العالم المتقدم يعتبر أن الأمية هي الأمية التكنولوجية والعلمية. وقالت دربك، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس – إن الأمية تعتبر من أخطر المشكلات التي تواجه الدول النامية فى الوقت الحاضر باعتبارها مشكلة قومية ذات أبعاد متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية. وأضافت أن حالة الفقر التي توصف بها بعض المجتمعات لا تشير إلى نقص الثروات والأموال وأنما إلى ضعف درجة الوعى الثقافى والحضارى لهذه المجتمعات ، ولذا ربط معظم المفكرين بين التربية والتنمية على اعتبار أن التنمية الإنسانية الشاملة تعبير عن حالة راقية من الوجود الإنساني. وأوضحت أن أهم المشاكل التي تعاني منها جهود محو الأمية والتخلص منها هي عدم وجود حافز سواء للمدرس أو للدارسين حيث إن إمكانيات الجمعيات لا تسمح بدفع مرتبات للمدرسين وتضطر لانتظار مكافأة هيئة محو الأمية وتعليم الكبار التي تتأخر لعدة شهور مما يضعف حماس المدرس وانصرافه للبحث عن مصدر دخل لحياته. وناشدت المؤسسات والشركات ورجال الأعمال بضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية و المساهمة الفعالة في حل مشكلة محو الأمية عن طريق توفير حوافز سواء مالية أو عينية للمدرس والدارس والجمعيات وذلك من أجل مواطن مصري متعلم يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات. وأكدت أن الأمية تسير قدما بقدم مع الفقر والتخلف ، كما أن التفاوت بين الذين يملكون والذين لا يملكون ليس تفاوتا ماديا فى حد ذاته ولكنه تفاوت تعليمى ، فالأفراد الذين لا يملكون مهارات ومعلومات أو معرفة مهنية لا يقدرون على رفع مستوى معيشتهم. واشارت دربكإلى ضرورة اهتمام مصر كدولة تعاظم بقضية الأمية ، وآثارها السلبية على مسيرة التنمية خاصة وأن العصر الحالى يعد عصر سيادة العلم وتطبيقاته المتعددة ، فالتنمية فى الأساس نتاج جهد البشر ، والثروة الحقيقية لأى مجتمع تكمن فى قدرته على تنمية موارده البشرية وحسن استغلالها . يذكر أن المركز الوطني للعدالة والسلام يستهدف محو أمية 5000 مواطن بمحافظة الجيزة خلال عام 2015، ويأمل أن يساهم كل من يهمه الأمر في تحقيق هذا الهدف في إطار المشروع القومي لمحو الأمية بمصر.