التليفزيون المصرى يكشر عن أنيابه لاسترداد كنوزه المنهوبة

- تحالف مع جوجل لغلق مواقع القراصنة وإنشاء موقع موحد لماسبيرو لعرض التراث
- د. محسن نعمان: بدأنا نجنى ثمار مجهودنا وخزينة القطاع الاقتصادى تنتعش بعائد الإعلانات
- نستعد لخطوة مهمة فى المرحلة القادمة ونتمنى تفعيل قانون الملكية الفكرية
فى خطوة تأخرت سنوات، بدأ اتحاد الاذاعة والتليفزيون الانتباه لخطورة عرض أعماله التراثية على مواقع الانترنت حيث يتم سرقتها، فى الوقت الذى يعانى فيه ماسبيرو أزمات مالية طاحنة، وعدم وجود اعتمادات لانتاج برامج جديدة ، الامر الذى ادى إلى عزوف المشاهدين عن متابعتهم لاعلام الدولة ، وفقا لنتائج جميع الاستطلاعات.
فقد قام عصام الامير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بتشكيل لجنة الشئون الالكترونية برئاسة د. محسن نعمان الامين العام لاتحاد الاذاعة والتليفزيون ، وهى اللجنة المعنية بالتصدى لمحاولات التعدى وسرقة محتويات الاتحاد المسموعة والمرئية وعرضها على مواقع الانترنت بدون تصريح. وعن الفرق بين هذه اللجنة ولجان اخرى كثيرة أسست لنفس الغرض وهو حماية تراث ماسبيرو، يقول الدكتور محسن نعمان:
اعترف انه كانت هناك سلسلة طويلة من اللجان اخرها تلك اللجنة التى ترأسها الراحل وجدى الحكيم للحفاظ على تراث مكتبات التليفزيون، وسبقته فى رئاسة هذه اللجنة الراحلة سهير الاتربى، ولكنى أؤكد أنه بعد تأسيس اللجنة الالكترونية التى اتولى رئاستها ، لم يعد هناك جدوى من اللجنة السابقة خاصة اننا بدأنا بالفعل فى اتخاذ خطوات فعالة للتنفيذ على ارض الواقع ، بل وأصبحنا نجنى ثمار ما زرعناه رغم اننا لا زلنا نخطو الخطوة الاولى.
واضاف: لقد بدأنا اولا برقمنة الشرائط أى فحصها ومعرفة محتواها وانقاذ النسخ المهددة ونقلها إلى وسائط احدث، وهو الجهد المستمر حتى الان نظرا لاحتواء مكتبات الاذاعة والتليفزيون على اعمال هائلة، ثم بدأنا فى عمل لجنة منبثقة تدعى لجنة الرصد تعمل لمدة 24 ساعة متواصلة، وهذه ليست مبالغة ، بل انه قرار من رئيس الاتحاد لضرورة الانتهاء من رصد اعمال التراث المملوكة للاذاعة والتليفزيون والمنتشرة على مواقع الانترنت، ومن خلالها يجنى من قام بنشرها الاف الجنيهات شهريا رغم ان هذه الاعمال ليست ملكه ومنها حفلات ليالى اضواء المدينة، وأم كلثوم، ومسلسلات منها القاهرة والناس ، وحطب الملك فاروق وجمال عبدالناصر .
واستطرد: لقد اكشتفنا وفقا لقوانين شركة جوجل ان من يقوم بنشر أى عمل على مواقع الانترنت حتى لو كانت ملكا لغيره ، تكون له الاولوية على جوجل أى ان اسبقية النشر تكون بمثابة الشهر العقارى الذى يضمن حق ناشر الاعمال خاصة اذا لم يعترض احد ، وعليه رغم ان اعمال التراث المنتشرة على الانترنت هى ملك لنا وحدنا الا اننا اكتشفنا ان هذا الامر لا يعنى جوجل لاننا لم نكن اصحاب الاسبقية فى نشر التراث على الانترنت، وحينما حاولنا ان نعلن اننا اصحاب هذه الاعمال لم تكن لنا مصداقية ، وهو ما دفعنا لعقد اجتماع مع مسئولى شركة جوجل العالمية بمنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط لاتخاذ جميع الاجراءات للحفاظ على حقوقنا الاذاعية والتليفزيونية.
وأكمل: وعليه بدأنا من نقطة الصفر لنثبت ان التراث ملك لنا ، فقد بدأنا نخوض رحلة البحث عن المواقع التى تنشر تراثنا، وانزعجنا من هول ما رأينا ، من مسرحيات واغانٍ ومباريات كرة قدم وبرامج لكبار المذيعين ممن يعدون من رموز الاعلام المصرى، والذين استضافوا نجوم الفن والثقافة والمجتمع وهى برامج نادرة ،والخطب السياسية للملك ورؤساء مصر، وافلام تسجيلية من انتاجنا وكذلك مسلسلات وافلام ، كم هائل من الاعمال التى تم تسريبها من مبنى ماسبيرو ، وسرقة الاعمال بعد عرضها على الشاشة .
وتابع: قمنا بسحب هذه الأعمال المسروقة وبدأنا فى نشر أعمالنا ب«كواليتى» احسن بكثير ، خاصة اننا ننشر النسخ الاصلية ، وقمنا بتوحيد موقع الكترونى لاتحاد الاذاعة والتليفزيون ، وذلك لان كل قطاع كان يدشن موقعا خاصا به ، فألغينا هذا الامر وانشأنا موقعا واحدا وبدأنا نشر اعمال التراث عليه، وأيضا قام الاتحاد بإنشاء قناة على اليوتيوب لعرض المواد التراثية مما سيحقق نسب مشاهدة عالية وعائدا ماديا يصب فى صالح الاتحاد، ووضعنا علامة مائية على الأعمال الخاصة بنا لحمايتها من التزوير.
وأضاف: منذ شهر ديسمبر الماضى ونحن نحصل على عائد مادى يقدر بآلاف الدولارات شهريا من الاعلانات ينعش خزينة القطاع الاقتصادى، رغم اننا لا نزال فى بداية المشوار، بل وأصبحنا نتحكم فى نوعية الاعلانات الموجودة على المواقع التى تبث تراثنا حتى لا نفاجأ باعلان يسىء لجهاز اعلام الدولة، الامر الذى يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انه مع استثمارنا لتراثنا بالشكل المناسب، قادرين على انعاش خزينة القطاع الاقتصادى وحل المشكلات المادية لمبنى ماسبيرو ، وربما يكون هذا الموضوع هو الحل السحرى لكل الازمات المالية الطاحنة التى يمر بها التليفزيون المصرى.
وفيما يتعلق بالقنوات التى تعرض كنوز ماسبيرو المسروقة دون محاسبة قال:
كما قلت نحن فى بداية المشوار وسوف نعلن قريبا عن خطوة اكثر اهمية وفاعلية ، وأود فقط ان أناشد المسئولين ضرورة تفعيل قانون حقوق الملكية الفكرية بما يضمن الحفاظ على حقوق الجميع ، خاصة ان الاعتداء على تراث ماسبيرو اراه اعتداء على تاريخ أمة، فلا يخفى ان هذه الكنوز تحتوى على اعمال تؤرخ لما يحدث بمصر منذ سنوات طويلة فى كل المجالات .
* وماذا عن الاعمال المهددة بالإتلاف فى مكتبات التليفزيون؟
يقول: معظم هذه الاعمال موجودة على شرائط ال1،2 انش وهى تحتاج لماكينات خاصة لم تعد تصنع، وقد خاطبنا عددا من الدول منها السعودية والكويت لارسال هذه الماكينات، ففوجئنا بأن الجمارك باهظة للغاية، ففشلت المحاولة، ولكن هناك محاولات اخرى قد تساعدنا على نقل هذه الشرائط لوسائط احدث ، فأمامنا بعض الحلول ندرس الانسب منها لان هذا الامر غاية فى الاهمية، فتلك الشرائط لا تحتوى على اعمال تراث فحسب بل اعمال نادرة ، لا توجد نسخ منها فى أى مكان اخر وهو ما يضيف لها اهمية قصوى فوق اهميتها.
وبمواجهته بالعقبات التى كانت تواجه اللجان السابقة وأهمها عدم وجود مكتبات مناسبة للحفاظ على كنوز ماسبيرو، قال :
نحن نتحدث عن جهود عمرها الزمنى بضعة اشهر، ونحن مصرون على استراد كل حقوقنا والحفاظ على تراثنا الاذاعى والتليفزيونى ، فالامر لا يقتصر على الاعمال التليفزيونية فقد رصد نا أخيرا 500 عمل مسرحى من روائع الادب المصرى والعربى والعالمى من انتاج البرنامج الثقافى باتحاد الاذاعة والتليفزيون، يتم عرضها عبر المواقع المختلفة فى انتهاك واضح وصارخ لحقوق الاتحاد، وقمنا باتخاذ جميع الاجراءات القانونية لمحاسبة قراصنة الانترنت فى استخدام حقوق اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وهذا ما سنفعله مع كل من سينتهك حقوقنا