أثار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول استخدام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بريد إلكتروني شخصي أثناء فترة منصبها، الكثير من الجدل، فلماذا استخدمت كلينتون بريدًا إلكترونيًا شخصيًا؟ وهل ما فعلته خارج القانون؟ وكيف سيضر ذلك ترشحها المحتمل في انتخابات 2016؟ أجاب موقع "هيئة الإذاعة الكندية CBC" على عدة أسئلة تشرح القصة الكاملة ل "بريد كلينتون": 1- عن ماذا يدور كل هذا الاهتمام؟ كشف "نيويورك تايمز" عن استخدام كلينتون لحساب بريد إلكتروني شخصي فقط، بدلًا من استخدام الحساب الخاص بوزارة الخارجية؛ لإدارة الأعمال الحكومية أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية لأربع سنوات. في ذلك الوقت، كانت القوانين تسمح باستخدام الحسابات الشخصية طالما يتم تحويل المراسلات لكي يتم الاحتفاظ بها في السجلات الرسمية، ولم تتأكد كلينتون أو معاونيها من حدوث ذلك، ولم يرسلوا أي رسالة إلى وزارة الخارجية. إن قصة وجود حساب شخصي خرجت إلى النور بسبب لجنة الكونجرس التي تحقق في هجمات 2012 على السفارة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، وطلبت وزارة الخارجية من وزراء خارجية سابقين تقديم أي رسائل إلكترونية ذات صلة من الحسابات الشخصية وذلك سعيًا لتنظيم السجلات، وقدمت كلينتون للوزارة أكثر من 50 ألف صفحة من البريد في ديسمبر، ومُنح بعضها للجنة بنغازي. 2- لماذا يعد استخدام حساب شخصي قضية كبيرة؟ هناك عدة أسباب، أولها أنها ربما لم تستخدمه وفقًا للقوانين، وثانيها أن كلينتون كانت تختار أي رسائل ترسلها إلى وزارة الخارجية، وهو الأمر الذي يعد إشكالية لمنتقديها. السبب الثالث يكمن في أن استخدام حساب شخصي يضر حرية المعلومات، فالصحفي الراغب في الحصول على سجلات عن موضوع بعينه، ربما لا يجد أي معلومات من قاعدة بيانات وزارة الخارجية لأن الرسائل الإلكترونية ليست موجودة. هناك سبب آخر، ألا وهو مخاوف الأمن السيبراني، فنحن لا نعرف إذا كانت كلينتون تحققت من شخص آخر عن سلامة استخدام حساب غير حكومي لتأدية المهام الحكومية. من جانبها، قالت وزارة الخارجية إنه لا يبدو أن هناك أي مواد سرية في الرسائل الإلكترونية، ولكن يتصفحونها للتأكد. كما أن كلينتون لم تستخدم حساب إلكتروني شخصي فقط، ولكنها استخدمت خادمًا شخصيًا أنشأته في منزلها، ولم تستخدم هوتميل Hotmail أو جيميل Gmail، وهذا يثير تساؤلًا حول الجهد الذي بذلته للحصول على الخصوصية. 3- كيف دافعت كلينتون عن نفسها؟ قالت كلينتون أمس الثلاثاء، إنها نادمة على استخدام خادم بريد إلكتروني شخصي فيما يتعلق بمراسلات العمل أثناء توليها منصب وزارة الخارجية. وأوضحت أنها أرسلت واستقبلت أكثر من 60 ألف بريد إلكتروني عبر حسابها الشخصي أثناء توليها المنصب لأربع سنوات، ولكنه لم يحتوي على مواد سرية. وأضافت كلينتون، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنها استخدمت حساب إلكتروني شخصي من أجل الراحة، كي لا تضطر لحمل اثنين من الهواتف، ولكنها خلصت إلى أنه ربما كان من الأكثر ذكاء استخدام حساب حكومي منفصل لأداء مهام الوزارة. وأعلن مكتب كلينتون أن استخدامها حساب شخصي كان أمرًا معروفًا على نطاق واسع لدى أكثر من 100 زميل في الحكومة الأمريكية تواصلت معهم، وأنها تواصلت مع مسؤول حكومي أجنبي واحد فقط كان من بريطانيا. 4- هل كلينتون مستهدفة بشكل ظالم؟ كلينتون ليست الوزيرة الوحيدة التي تستخدم حساب إلكتروني شخصي، فأحد أسلافها وهو "كولين باويل" قال في إحدى الحوارات إنه استخدم حسابًا شخصيًا أيضًا ولم يحتفظ بأي رسائل إلكترونية بناء على طلب وزارة الخارجية. هناك آخرون يستخدمون حسابات شخصية، ولكن كلينتون تحت دائرة الضوء وتخضع للتدقيق؛ لكونها مرشحًا مفترضًا للانتخابات الرئاسية لعام 2016. 5- هل ما حدث سيضر فرص كلينتون لانتخابات 2016؟ من المرجح أن تعلن كلينتون خوضها الانتخابات الرئاسية في الربيع، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، وقضية البريد الإلكتروني تثير عصبية البعض في الحزب الديمقراطي، الذين يشعرون بالقلق من ظهور أي أمور أخرى أثناء الحملة الانتخابية قد تدمر حزبهم. أما الحزب الجمهوري، فيشعرون بالسعادة لوجود ما يمكن مهاجمة كلينتون به، موجهين لها اتهامات بأنها شخص كتوم ويخرق القوانين. ولكن يعتقد تقرير CBC، أن هذا الأمر ربما لن يترك صدى حقيقي عند الناخبين الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع بعد 20 شهر، ومن الأفضل لكلينتون ظهور هذه الواقعة الآن بدلًا من أسبوع قبل يوم الانتخابات.