قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن مؤتمر «الإسلام ومكافحة الإرهاب» يأتي في وقته الصحيح وتوقيته الدقيق مع أشباهه ونظرائه من المؤتمرات الأخرى في الشرق والغرب للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية والإسلامية والمتمثل في جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا وتاريخا وحضارة. جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور الطيب، خلال افتتاح أعمال مؤتمر المؤتمر العالمي «الإسلام ومحاربة الإرهاب»، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمقرها في مكةالمكرمة وبدأت فعالياته اليوم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وخلال كلمته، أعرب شيخ الأزهر عن شكر كل مصري ومصرية وبكل إعزاز وتقدير لموقف المملكة العربية السعودية التاريخي الذي لا ينسى إلى جوار مصر ودعمها الأزهر الشريف بكل هيئاته وريادتها في قضايا العرب والمسلمين، داعيًا أن يتغمد الله برحمته الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بواسع رحمته، مجددا التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد. وأضاف شيخ الأزهر، أن هذه الجماعات الإرهابية نبذت حكم القران الكريم والسنة وراء ظهورها واتخذت من الوحشية البربرية منهجا ومذهبا واعتقادا وقد نزعت من قلوبهم الرحمة فهي كالحجارة أو أشد قسوة.. مؤكدا أن الله ورسوله بريئون منهم. ودعا «الطيب»، إلى إحكام السيطرة على العملية التربوية والتعليمية حتى تستعيد الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضر ومواكبة الأمم المتقدمة محذرا من نزعة التكفير في تمزيق وحدة الأمة وما تثمره هذه النزعة المقيتة من أشواك الكراهية والأحقاد بين المسلمين وما يترتب على ذلك من التشرذم والانقسامات. ورأى شيخ الأزهر، أن التراكمات التاريخية لنزعات الغلو والتشدد في تراثنا والتي نشأت من تأويلات فاسدة لبعض نصوص القران والسنة النبوية وأقوال الأئمة فيها منزلقات تؤدى إلى التكفير لأدنى ملابسة أو سبب كما أن فيها نزعات قد انغلقت على بعض الآراء الفقهية والعقدية تراها الحق الذي لاحق غيره وتحكم على من يخالفها بالكفر والخروج عن الملة، مشيرا إلى أن هذا ما حفظه لنا التاريخ عن الخوارج قديما بإجترئهم على قتل الصحابة بعد تكفيرهم. ونبه إلى أن هذا يعود إلى الساحة من جديد على أيدى هؤلاء التكفيرين ومن قبلهم كثيرون سلكوا مسلك التكفير المتبادل بين اتباع المذاهب المختلفة التي يتسع لها الإسلام ويطويها تحت جناحه الرحب الذين راحوا يعلنون الجهاد على المسلمين الآمنين يقطعون الرؤوس ويحرقون الأسرى وهم أحياء . وقال شيخ الأزهر، "إننا نواجه مخططات دولية كبرى تستهدف العرب والمسلمين وتريد أن تصوغهم صياغة أخرى وتشتتهم في بلادهم بما يتفق وأحلام الاستعمار العالمي الجديد المتحالف مع الصهيونية العالمية يدا بيد وكتفا بكتف"، لافتا الانتباه إلى ما يستخدمه الاستعمار الجديد الآن والتي هي نفس الوسيلة وهى مقولته "فرق تسد" والتي تلعب هذه المرة على بؤر التوتر والخلاف الطائفي والمذهبي والتي استطاعت وللأسف أن تعبث بهذه الأمة والتي من آثاره أن ضاعت العراق واحترقت سوريا وتمزق اليمن ودمرت ليبيا. وأكد في ختام كلمته، ضرورة أن يكون هذا المؤتمر علامة فارقة وبداية موفقة للتصدي لهذا الخطر الماحض الذي يحدق بالجميع.