قال سفير طاجيكستان بالقاهرة خسرو ناظري، إن " تطوير ودعم العلاقات مع مصر التي تعد دولة محورية في المنطقة العربية من أهم أولويات السياسة الخارجية لبلاده"، مشيرا إلي أن مصر من أوائل دول العالم التي اعترفت باستقلال طاجيكستان وإقامة علاقات دبلوماسية معها على مستوي السفراء وتعاون منذ أكثر من 20 عاما. وأضاف السفير الطاجيكي، في تصريح صحفي له، اليوم الأحد، أنه "تم فتح السفارة بالقاهرة عام 2007 والتي جاءت إحدي ثمار الزيارة الرسمية لأول رئيس جمهورية طاجيكستان لمصر إمام علي رحمن في فبراير من نفس العام، حيث عقدت مباحثات مع المسئولين المصريين وتم التوقيع على اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري". وصرح بأنه يجري حاليا مشاورات للإعداد لعقد الدورة الثانية للجنة الحكومية المشتركة، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في أقرب وقت ممكن، لافتا إلي أن الدورة الأولي قد عقدت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه في عام 2009، بمشاركة وزيرة التعاون الدولي حينئذ فايزة أبو النجا. وأعرب عن عدم رضائه عن حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ 34 ألف دولار طبقا للإحصاءات الطاجيكية، والذي لا يعبر عن مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر وطاجيكستان، لافتا إلي أن أسباب ضعف التبادل ترجع لبعد المسافة بين البلدين، وأن طاجيكستان بلد محصور لا يطل على موانيء، بينما شهدت مصر في السنوات الماضية عدم الاستقرار بعد ثورة يناير 2011. وأوضح ناظري، أن هناك عددا من الشركات المصرية، تستثمر في طاجيكستان من بينها شركة "دلتا فارما بايو" للأدوية التي نجحت في إقامة أول معمل مشترك لإنتاج الأدوية للسوق المحلي والمنطقة وشركة أخري تعمل في مجال العقارات، في حين لا يوجد استثمارات طاجيكية في مصر. وأكد أنه يعمل على تعزيز التعاون في مجال السياحة في ضوء أن مصر تعد مقصدا سياحيا جميلا وبها آثار تاريخية وأماكن سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة، بينما طاجيكستان تتمتع بسحر الطبيعة من جبال وأودية وهي بلد سياحي واعد، لافتا إلي قلة أعداد السائحين الطاجيك الذين يزورن مصر، بحسب قوله. ودعا الشركات ورجال الأعمال المصريين للمجيء لطاجيكستان للاستثمار فيها وللسياحة، معربا عن أمله في مشاركة مصر في مؤتمر الأممالمتحدة حول المياه الذي سوف يعقد طاجيكستان في الصيف المقبل. وهنئ سفير طاجيكستان لدي القاهرة، حكومة وشعب مصر، على إنجاز استحقاقات خارطة الطريق بإقرار الدستور وعقد الانتخابات الرئاسية، معربا عن ترحيبه ببدء حملة الانتخابات البرلمانية بمشاركة أحزاب كثيرة ومختلفة. وأعرب عن ترحيب بلاده بسياسة مصر "الاتجاه نحو الشرق" والتي تسعي فيها إلي تعزيز التعاون مع دول الشرق مثل روسياوالصين والكومنولث، التي تعد طاجيكستان عضوه فيها، مؤكدا أن بلاده تدعم علاقات ودية مع كل دول العالم التي تستهدف الأمن والاستقرار والازدهار ولديها علاقات ممتازة مع الصينوروسيا التي ترتبط بهما مصر بعلاقات شراكة استراتيجية والتي ستكون ليس فقط لصالح مصر وهذه الدول ولكن أيضا مع دول الكومنولث. وحول تقييم الوضع في المنطقة العربية، أعرب عن قلق بلاده من تدهور الأوضاع خاصة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، مؤكدا أن داعش لا تشكل خطرا فقط على هذه الدول وإنما العالم بأسره في ضوء أن داعش أصبحت ظاهرة دولية ويوجد بين صفوفها مواطنين كثيرين من دول مختلفة، على حد قوله.