يعتمد القطاع السياحى المصرى، بصور كبيرة على الوافدين الروس، باعتبارهم الأكثر زيارة للمقاصد المصرية على الإطلاق، لكن السياحة الروسية تتسم بانخفاض انفاقها بشكل عام، ما يُظهر أهمية نظرائهم الأمريكيين بالنسبة للقطاع، على اعتبار أن السائح الأمريكى أكثر انفاقا فى جولاته الخارجية. مصطفى خليل، عضو لجنة السياحة الخارجية، والخبير فى السوق الروسية، أوضح أن السياحة الوافدة من روسيا، استحوذت على نحو 50% من نسب اشغال الفنادق عام 2010، فيما بلغ إجمالى نسب الإشغال نحو 70% على مدى نفس العام. وبحسب احصائيات وزارة السياحة، فإن إيرادات السياحة الروسية فى عام 2014 بلغت 2.2 مليار دولار، ووصل عدد السائحين من هذا السوق إلى نحو 3 مليون سائح. على الجانب الآخر، يرى إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن الولاياتالمتحدة، مهمة جدا بالنسبة لقطاع السياحة المحلى، وأوضح أنها كانت أحد أهم الأسواق المصدرة للسياح قبل ثورة يناير، قبل أن تتراجع بشدة خلال السنوات الماضية. وفى صورة واضحة لمدى حساسية السياحة، كقطاع لا يمكن الاعتماد عليه كليا فى الخطط الاقتصادية، تراجعت السياحة الروسية أيضا، ولكن السبب هذه المرة كان خارجيا، إذ تمر موسكو بواحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية، نتيجة عقوبات اقتصادية دولية، وانخفاض حاد فى أسعار النفط. "تراجع الحركة الوافدة من روسيا بنحو 50% خلال الشهرين الماضيين، يعنى أن نسب اشغال الفنادق ستصل إلى نحو 35% خلال نفس الفترة"، أضاف خليل. كذلك، تتسم السياحة الروسية الوافدة إلى مصر بانخفاض إنفاقها، مقارنة بالسائح الأمريكى. "السائح الأمريكى العادى يتميز بارتفاع إنفاقه مقارنة بمتوسط الإنفاق السياحى" قال إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية، مشيرا إلى أن متوسط انفاق الأمريكى يتجاوز ال125 دولار يوميا، كما يبلغ متوسط انفاق السائح الأمريكى الأعلى دخلا نحو 250 دولار يوميا، وذلك مقابل 58 دولار انفاق السائح الروسى. وأوضح الزيات، أن هذا السائح عادة ما يستقر فى الفنادق ذات الخمس نجوم بكل المدن السياحية التى يزورها فى مصر، كما أن السوق الأمريكية من الأسواق التى تطلب السياحة الثقافية، التى تتميز بارتفاع الانفاق فيها. وبحسب احصائيات وزارة السياحة، فإن متوسط إنفاق السائح العام الماضى، بلغ نحو 80 دولارا فى اليوم. لكن عضو لجنة السياحة الخارجية، اعتبر أن مشكلة السياحة الرخيصة الوافدة من روسيا، يمكن التغلب عليها عبر تبنى الدولة، خططا لتعظيم العائد، وجذب الشريحة الأعلى انفاقا، والتى قد تذهب لمقاصد أخرى غير مصر. "من المعروف أن السائح الروسى الذى يأتى إلى مصر هو السائح الأقل دخلا، لكن الشعب الروسى من الشعوب التى تتمتع بثقافة عالية، ومن الممكن عمل دعاية لائقة للسياحة الثقافية، تجذب أعدادا كبيرة فى هذا المجال" قال خليل. وأوضح أن السوق الروسية أحد أكبر الأسواق المصدرة للسياحة الثقافية، لكن مصر لم تحسن التعامل فى هذا المجال، واقتصر تعاملها مع الروس على السياحة الشاطئية، مذعنة فى ذلك لرغبة كبار منظمى الرحلات فى العالم. كذلك، يرى خليل، أن جذب السياح الروس الأعلى دخلا، ممكن من خلال سياحة المؤتمرات، لكن المشكلة أن مصر لا يوجد بها سوى قاعتين فقط تصلحان لإقامة المؤتمرات، إحداها فى شرم الشيخ، ومخصصة فى الغالب للأحداث السياسية فى مصر، كما أنها تبعد نسبيا عن الفنادق المحيطة بها، والأخرى فى مدينة مرسى علم. من جهته، أشار رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلى أن السوق الأمريكية تتميز بوجود نوع من السياحة كثيفة الانفاق، وهى "سياحة الحوافز" التى تقدمها الشركات كنوع من المكافأة للعاملين لديها. "فى بداية التسعينات استضفنا وفدا من أحد الشركات الأمريكية، وتخطى انفاق السائح يوميا أكثر من 500 دولار" أوضح الزيات.