واحدة من الحركات التي أثرت بشكل كبير في ثورة يناير لتحقق نبؤة هذا البيت الذي كتبه الشاعر عبد الرحمن يوسف منسق الحركة آنذاك "نمهدُ الدرب للأجْيال قادِمةً.. ونْرجمُ الظلم في أَرْجائها شهبا"، فكانت الثورة، لكن الآن مع الذكرى الرابعة ل"25 يناير" اختفت حركة (كفاية). الحركة المصرية من أجل التغيير (حركة كفاية) في النصف الثاني من العام 2004، تحالفت قوى سياسية مصرية من مختلف التيارات السياسية، قادها المفكر الكبير الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيري، والناشط الحقوقي جورج إسحاق، والدكتور عبد الجليل مصطفى، والشاعر الشاب عبد الرحمن يوسف، والمهندس أبو العلا ماضي، وأمين إسكندر عضو حزب الكرامة، والكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، وحمدين صباحي وغيرهم. لا للتمديد لا للتوريث الحركة نشأت في الأساس منذ بدايتها رفضًا لما وجدته وقتها تلاعب بالدساتير والتشريعات، تمهيدًا لتولي جمال نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك رئاسة البلاد، عبر إعلان مبارك تعديل المادة 76 من الدستور، خصوصًا بعد رفضهم تولي مبارك فترة رئاسة خامسة، ورفعت شعارها الشهير وقتها (لا للتمديد.. لا للتوريث). مادة إعلامية خصبة اكتسبت حركة "كفاية" شهرة وذاع صيتها بسرعة وساهم وجود إعلاميين كبار وأصحاب أقلام ساطعة بالحركة في دعمها إعلاميًا، خصوصًا من قبل صحف المعارضة والصحف المستقلة آنذاك، وهو ما ساهم بعد ذلك في رفع سقف حرية التعبير والنقد على مستوى الإعلام السياسي، وباتت عائلة الرئيس مادة خصبة على صفحات الجرائد وخاصة جمال ووالدته سوزان. من أبرز وأشهر تظاهرات حركة كفاية كانت في يوم 25 مايو 2005، وهو يوم الاستفتاء على الدستور أو تحديدًا الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور، وكذلك التظاهر يوم 6 إبريل 2008 ضمن دعوة الإضراب العام في مصر. كفاية و 25 يناير "كفاية" إحدى أهم الحركات المعارضة التي مهدت وساهمت بدور فعال في قيام الثورة المصرية (25 يناير 2011)، فساهمت في ضم حركات وتيارات مختلفة حول هدف واحد وهو وقف مشروع توريث السلطة لابن مبارك. شباب كفاية أعلن مشاركته في تظاهرات 25 يناير 2011 ضد نظام مبارك، وكان لأعضاء الحركة بشكل منفرد دورًا كبيرًا في الثورة، حيث قاموا بالحشد والدعوة وتشجيع الناس للخروج. أبرز الأعضاء حركة كفاية كان أعضاؤها يشكلون مختلف التيارات والحركات السياسية الفاعلة في مصر وقتها، ولذلك فعملهم فردى كان له تأثير قوي في الحشد والثبات في ميدان التحرير، وكان من بين هؤلاء الدكتور عبد الوهاب المسيري، الشاعر عبد الرحمن يوسف، وأبو العلا ماضي، وعصام سلطان، جورج إسحاق، عبد الحليم قنديل، وقيادات إخوانية وبعض من الشباب الذي أسس حركة تمرد. كفاية في الذكرى الرابعة للثورة (ماتت إكلينيكيًا) بعد انتخاب الدكتور مرسي في 2012 كأول رئيس بعد الثورة، إذ بدأت في التفكك تدريجيًا وبدأت الأحزاب والحركات السياسية في الانشقاقات، وأعلن كثيرٌ من رموز الحركة انفصالهم عنها، أو حتى لم يعلنوا ولكنهم لم يعملوا تحت رايتها. ومع تأسيس أحزاب جديدة، وحركات شبابية واختلافات وجهات النظر والصراع السياسي المحتد منذ 19 مارس 2011 "أول انقسام بين قوى الثورة"، وتأسيس حركة تمرد التي طلبت سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي آنذاك. تبادل أطراف "كفاية" الاتهامات وبعضهم دخل السجون وبعضهم مؤيد للنظام الحالي وإدارته للبلاد والبعض الآخر خارج السجون ولكنه معارض للنظام ومعارض لرفاقه في السجون وإن كان متعاطف معهم ضد ما يصفه ب"التعسف والدولة القمعية". الشاعر والسياسي عبد الرحمن يوسف المنسق السابق لحركة كفاية، قال في تصريحات تليفزيونية في ذكرى تأسيسها، إن نهاية حركة كفاية كانت بوفاة الدكتور عبد الوهاب المسيري، مشيرًا إلى أنها أدت دورها وما يجب أن تقوم به وهو أن يكون هناك من يقول لمبارك ونظامه (لا)، وحدث ذلك وقامت الثورة وسقط مبارك، وأن ما تبقى الآن من الحركة هو رفات حركة كفاية، وأن الأوضاع الآن أكبر من احتياج حركة كفاية.