عقد وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي الست، مؤتمرًا على مدى يومين بالعاصمة السعودية الرياض؛ لمناقشة قضايا الأمن والتحركات الدبلوماسية والتهديدات التي تواجهها المنطقة. وذكر الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودي، في كلمته خلال المؤتمر، أن المجتمع الدولي مسؤول عن تصاعد حدة الصراع في الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع. وقال: "لقد أدى تراخي المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية وتحقيق طموحات الشعب السوري الشقيق إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في سوريا الشقيقة، وتهجير وتشريد شعبها وأمعن النظام في القتل والتدمير وأسهم في خلق بيئة مواتية لنشاط المجموعات الإرهابية". مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية نظمه المعهد السعودي للدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث. وعقد المؤتمر بعد أسبوع من حصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على مساندة عشر دول عربية لتحالف دولي للتصدي لتهديد تنظيم لدولة الإسلامية المتطرف الذي نجح في السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في سورياوالعراق. وتعهدت مصر والعراق والأردن ولبنان علاوة على السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان أعضاء مجلس التعاون الخليجي، بالعمل على وقف تدفق الأموال والأفراد إلى تنظيم الدولة الإسلامية. كما ذكر الأمير عبد العزيز بن عبد الله، في معرض حديثه عن العراق، أن التهميش والإقصاء كانا سببًا في تردي الوضع هناك. وقال: "الوضع في العراق وما كان من سياسة التهميش والإقصاء وإذكاء روح الطائفية والتبعية كانت سببًا جوهريًا في تردي الأوضاع وفقدان الأمن والاستقرار في العراق. ولم تكن تأثيرات تطال العراق الشقيق وحده بل كانت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كافة". بدوره، قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، خلال المؤتمر الذي استمر يومين، إن الجماعات الإسلامية المتطرفة لا يقتصر خطرها على سورياوالعراق بل يهدد أمن وتقدم المنطقة بأسرها. وأضاف: "تحركات ما يسمى بالإسلام السياسي المتطرف يمثل تحديا رئيسيا لنا بات يشل مسيرة العديد من دول المنطقة نحو التقدم وبناء المؤسسات الشرعية". واهتزت المنطقة والعالم في يونيو عندما نجح المقاتلون الإسلاميون الذين يسيطرون بالفعل على أجزاء كبيرة من الأراضي في سوريا، في اجتياح شمال العراق والسيطرة على عدة مدن وإعلان قيام دولة "الخلافة".