رغم التصريحات الإيجابية التى أعقبت الاجتماع الوزارى الخليجى فى جدة أمس الأول حول حل الخلاف مع قطر ، أكدت مصادر خليجية أن عودة السفراء ما زالت معلقة، وأن الاجتماع لم يعلن أى خطوات ملموسة لإنهاء الانقسام . إلا أن بعض الخبراء أكدوا فى تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن الصعود المثير لتنظيم الدولة الاسلامية المعروف ب «داعش» فى العراقوسوريا والإندفاعة الأميريكية لمواجهته أجبر دول الخليج على تنحية خلافاتها الداخلية مع قطر. وكانت السعودية والإمارات والبحرين قد سحبت سفراءها من قطر فى مارس الماضى، قائلين إنها نكثت بوعودها لهم بشأن أمن الخليج والتى ربطها محللون بدعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت «رويترز»، إن زيارة للدوحة قام بها أكبر ثلاثة أمراء فى السعودية بينهم وزير الخارجية سعود الفيصل يوم الأربعاء الماضى أثارت تكهنات على نطاق واسع فى وسائل إعلام دول الخليج بأن اجتماع جدة سيتمخض عن حل أو تصعيد للخلاف. ومن جانبها قالت وكالة الأنباء الألمانية،إن الاجتماع انتهى دون الإعلان عن التوصل إلى حل نهائى للازمة الخليجية المستمرة منذ ستة أشهر. ومع نجاح «داعش» فى السيطرة على مساحات واسعة من العراقوسوريا، بدأت دول الخليج تشعر بالقلق من احتمال تقدمه باتجاهها، خصوصا مع وجود صدى لأيديولوجيته المتطرفة لدى بعض الأوساط على أراضيها بحسب خبراء. وقال المحلل السياسى السعودى ورئيس مركز الخليج للبحوث عبدالعزيز بن صقر أن الخطر الأكبر فى الخليج أصبح من الجماعات الإرهابية، ولم يعد عنوان الإخوان هو العنوان الأكبر. ومسألة الدعم القطرى للإخوان المسلمين كانت فى صلب الخلاف الخليجى، خصوصا مع الإمارات التى كانت «الأكثر تشددا» بحسب بن صقر. وكتب وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش فى تغريدة إن من مصلحة الإمارات أن يكون الخليج العربى قويا، نحصنه ونبعده عن خلافات المنطقة وتجاذباتها. وكانت الدول الثلاث وفى خطوة غير مسبوقة منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجى فى 1981،قد سحبت سفراءها من الدوحة فى مارس الماضى، متهمة قطر بانتهاج سياسات معادية لها من خلال دعم الإخوان المسلمين وتجنيس معارضين خليجيين من خلال قناة الجزيرة. واستشعارا لخطورة المرحلة، قررت الدول الخليجية خلال اجتماعها فى جدة وضع خلافاتها جانبا بحسب المراقبين. وكان العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز حذر الجمعة الماضية الغرب من أن "داعش" قد يصل اليه فى غضون شهر أو شهرين، ما لم يتم التحرك بسرعة لضربه. وقال المحلل السياسى الكويتى عايد المناع أصبح لدينا هاجس أكبر من مسألة التباين فى السياسات الخارجية، فداعش تسيطر على ثلث العراق وثلث سوريا. واعتبر أن "داعش كفكرة ليست فكرة موجودة فقط فى (العراقوسوريا)، بل هى موجودة حتى فى دولنا وهى تنتظر الوقت لتنقض"، إذ لدى التنظيم "امتدادات عقائدية" فى المنطقة على حد قوله، نحن فى خطر من شمال شرق سوريا إلى شمال غرب العراق، وهذا جرس إنذار حقيقى لدول المجلس لتصفى خلافاتها". كما أشار المناع إلى "خطر الحوثيين"الشيعة الذين باتوا ينتشرون بالآلاف فى صنعا. أما المحلل السعودى عبدالعزيز بن صقر فيرى أن الدور الأبرز الذى يمكن أن تلعبه السعودية بالتحديد فى العمل العسكرى ضد تنظيم الدولة الاسلامية هو على مستوى المخابرات والمعلومات والقدرة على التأثير فى العالم الإسلامى.