«أرسل جنوده إلى الأزهر، فدخلوا الجامع بخيولهم عنوة.. وربطوها بصحنه وكسروا القناديل وحطموا خزائن الكتب ونهبوا ما وجدوه من متاع».. إنه نابليون بونابرت، الإمبراطور الفرنسى الأشهر، والذى كان له السبق فى «تدنيس الأزهر»، ليلة 22 أكتوبر من العام 1798، ليكون هذا المشهد البربرى هو أعمق مشهد فى الحملة الفرنسية طوال فترة وجودها فى مصر.. مشهد غاص فى أعماق الذاكرة المصرية، حتى استحضره طلاب جماعة الإخوان المسلمين، فى العام الحالى، باعثين إلى الحياة من جديد، مشاهد تخريب «جامعة الأزهر»، بعدما خرب المحتل «الجامع الأزهر» منذ ما يزيد على القرنين. ومع قرب حلول منتصف العام الحالى، وانتهاء العام الدراسى، تسجل جامعة الأزهر، ذكرى واحدة من أسوأ سنوات تاريخها، وتاريخ الجامعات المصرية قاطبة.. ذكرى «الدم والنار وقنابل الغاز».. ذكريات ستظل محفورة فى ذاكرة المصريين، لزمن يطول عن آثار العدوان البادى على الجدران وفى أروقة الجامعة. اقترب العام الدراسى من نهايته، حاملا معه ذكرى واحدة من أسوأ السنوات فى تاريخ الجامعات المصرية، وذكريات من الدم والنار وقنابل الغاز، وحازت جامعة الأزهر على النصيب الأكبر من هذه الذكريات، التى انحفرت فى جدرانها ومبانيها وشوارعها، ونفوس أساتذتها وطلابها، بعدما نفذ خلالها طلاب الإخوان واحدة من أكبر حملات التخريب، انتقاما لعزل الرئيس السابق محمد مرسى عن الحكم، وهو ما وصفه نائب رئيس الجامعة، توفيق نور الدين، بأنه «الهجمة الأشرس منذ الحملة الفرنسية على مصر، واقتحام المحتلين للأزهر بالخيول». «الشروق» رصدت يوميات المحطات الرئيسية لأحدث العنف التى وقعت فى الجامعة، منذ بداية العام الدراسى الأول، فى منتصف أكتوبر الماضى، بعد أسابيع قليلة من عزل مرسى، وفض ميدان رابعة العدوية، القريب من مقر الجامعة فى مدينة نصر، وتمر يوميات العنف والدم لتصل إلى الفصل الدراسى الثانى، وصولا إلى نهاية العام، بإجمالى خسائر قدرتها إدارة الجامعة ب30 مليون جنيه. ولم يخل فرع الجامعة للبنات بمدينة نصر من الفاعليات الاحتجاجية لطالبات الإخوان، طوال العام الدراسى، وهى فاعليات اتخذت مسارا عنيفا فى كثير من الأحيان، وصلت ذروتها باعتداء عدد منهم بالضرب على عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات، مهجة غالب، وإغلاق مبنى الكلية على أعضاء هيئة التدريس، وقطع طريق مصطفى النحاس يوميا، بالإضافة لتنظيم مسيرات للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين، وطرد الشرطة من الحرم الجامعى، وشهدت المظاهرات رفع علم تنظيم القاعدة الإرهابى، وصور مرسى، وأخرى للطلاب المحبوسين، وقتلى الاشتباكات مع الشرطة. وعلى مدى العام الدراسى، وصلت حصيلة قتلى أحداث العنف، التى شهدتها الجامعة طوال العام الدراسى، إلى 8 طلاب، بينهم محمد حمودة، بالفرقة السادسة فى كلية الطب، وعبداللطيف خليفة، الطالب بكلية الزراعة، وخالد الحداد، بكلية التجارة، وعبدالله محمد، بالفرقة الرابعة فى كلية التجارة، وأحمد عبدالحميد، بكلية اللغات والترجمة، وأحمد عبدالحافظ بكلية التربية الرياضية. ومن جهته، أكد نائب رئيس الجامعة، توفيق نور الدين، فى تصريحات ل«الشروق»، أن «جميع الجامعات المصرية، وعلى رأسها الأزهر، كانت مستهدفة، ووقفت بجدية لإتمام العام الدراسى، والحفاظ على هيبة الدولة، رغم كل التجاوزات، وأعمال العنف والتخريب التى وقعت خلال أيام العام»، مشددا على أن «الأزهر لم يتعرض لمثل هذا العنف منذ الحملة الفرنسية». وأشار إلى أن إجمالى الخسائر التى ألحقها طلاب الإخوان بالجامعة خلال العام الدراسى، تجاوزت ال30 مليون جنيه، موضحا أن إجمالى عدد الطلاب الذين صدرت ضدهم جزاءات وعقوبات، وتمت إحالتهم إلى مجالس تأديب، تجاوز الألف طالب وطالبة، تم فصل 720 منهم لفترات تتراوح ما بين عام واحد وعامين وفصل دراسى وشهر، بينما تعرض 160 للفصل نهائيا، على خلفية مشاركتهم فى أعمال العنف والتخريب التى وقعت داخل الحرم الجامعى والمدينة الجامعية. وأضاف أن «استقرار الأوضاع فى الجامعة يرتبط بالاستقرار العام للدولة، كما أن مجلس إدارة الجامعة طالب باستمرار تواجد قوات الشرطة داخل الحرم الجامعى لتأمينه تحت أى مسمى، سواء الحرس الجامعى أو غيره، فالمهم أن تكون الجامعة مؤمنة». وقال الطالب فى الفرقة الرابعة بكلية التجارة، عمرو محمد سيد، والمستقل عن جميع التيارات السياسية، إن «هذا العام هو أسوأ سنوات الدراسة التى قضيتها فى الجامعة، ولم نستفد من العام بشىء، بسبب الاشتباكات وأعمال العنف، بالإضافة إلى مخاوف الطلاب من التوجه إلى الجامعة لحضور المحاضرات، بسبب أعمال القبض العشوائى، والتجاوزات التى ترتكبها الشرطة داخل الحرم الجامعى». وأوضح أن «رئاسة الجامعة فشلت فى إدارة الأزمة، واحتواء غضب الطلاب، حيث انسحبت من المشهد مصدرة مكانها الشرطة، التى دخلت فى مواجهات عنيفة مع الطلاب، وهو ما زاد الأمور تعقيدا، بالإضافة إلى أن العام شهد تدنى مستوى الخدمة فى المدينة الجامعية، وفصل عدد كبير من طلابها، دون أن يكون لهم أى علاقة بالأحداث الجارية». وأضاف أن «طلاب الإخوان استخدموا المدينة الجامعية فى تخزين الأسلحة، التى تنوعت ما بين أسلحة نارية وخرطوش وبيضاء، بالإضافة إلى المولوتوف»، لافتا إلى أن «أكثر من 50% ممن شاركوا فى الاشتباكات التى وقعت داخل الجامعة ليسوا طلابا فيها، فبعضهم أعضاء بجماعة الإخوان، والبعض الآخر من طلبة المعاهد الأزهرية والدبلومات الفنية، ومعظم العمليات التى نفذها ملثمون داخل الجامعة أو المدينة، وآخرها الاعتداء على مدير الأمن بفرع البنات، العقيد باسم قمر، كانت من قبل الإخوان». ومن جانبه، قال القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب الجامعة، محمد عاطف، الطالب بالفرقة الثالثة فى كلية الهندسة، والمؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، إن «مظاهرات الطلاب لم يكن لها أى علاقة بإدارة الجامعة فى البداية، حيث كانت للاحتجاج على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، لكن تصريحات نائب رئيس الجامعة، إبراهيم الهدهد، بأن الشرطة لم تقتحم الحرم الجامعى فى 19 أكتوبر الماضى، أثار غضب الطلاب على الإدارة، فخرجت عدة مظاهرات ضد رئيس الجامعة ونوابه»، مضيفا أن «إدارة الجامعة لم يكن لها علاقة بأزمة الطلاب إلا أنها أقحمت نفسها فى المشكلة، وحلت اتحاد الطلاب، كما سمحت للشرطة باقتحام الحرم الجامعى». وأشار إلى ان «اتحاد طلاب الجامعة المجمد نشاطه شكل لجنة قانونية لرصد حالات القبض على طلاب الجامعة، والبالغ عددها 987 طالبا وطالبة بجميع فروع الجامعة، منهم 107 طالبات، و650 طالبا، من فرع الجامعة فى القاهرة، ومازال فى السجون منههم 716 طالبا، و18 طالبة، حتى الآن»، مضيفا: «تم تشكيل لجنة أخرى لتوثيق الانتهاكات وحالات الإصابة والقتل خلال الاشتباكات داخل الجامعة، وبلغ عدد حالات القتل 8 طلاب، و86 إصابة خطيرة، سببت إعاقة واضحة». يوميات العنف 2013 اكتوبر19 أكتوبر 2013 بدأ اليوم بتجمع المئات من طلاب الإخوان أمام مبنى كلية التجارة، الذى تحول إلى نقطة الانطلاق الرئيسية لمظاهراتهم، ورددوا خلال المظاهرة هتافات مناهضة لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، احتجاجا على مساندته لثورة 30 يونيو، التى أطاحت بنظام مرسى، وتأييده لخارطة الطريق التى أعلنتها القوات المسلحة فى 3 يوليو الماضى. ووجه المحتجون إهانات إلى شيخ الأزهر، وصلت إلى حد إحراق صوره، كما رفعوا صورا لمرسى، وقيادات الجماعة المحبوسة، بالإضافة لصور قتلى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وتطورت الأحداث سريعا، عندما خرج الطلاب لقطع طريق النصر أمام المارة وسائقى السيارات، الذين ردوا برشقهم بالحجارة، ثم تدخلت قوات الجيش والشرطة المتمركزة أمام النصب التذكارى للجندى المجهول، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أطلقت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز، والخرطوش، كما ألقت القبض على عدد كبير من الطلاب. 30 أكتوبر 2013 صعد طلاب الإخوان من فاعلياتهم الاحتجاجية ضد إدارة جامعة الأزهر، فاقتحم العشرات منهم المبنى الإدارى لرئاسة الجامعة، وحطموا مكتب رئيس الجامعة، أسامة العبد، كما استولوا على أوراق خاصة بنوابه، بالإضافة لتكسير جميع محتويات المبنى، واعتدى الطلاب على أفراد الأمن الإدارى، واحتجزوا رئيس الجامعة والعاملين داخل المبنى، ليبلغ إجمالى حجم الخسائر 10 ملايين جنيه، حسبما أعلنت إدارة الجامعة وقتها. وفى اليوم نفسه، اقتحمت قوات الشرطة الحرم الجامعى، لأول مرة، وطادرت الطلاب داخل الحرم الجامعى، وألقت القبض على أكثر من 30 طالبا وطالبة، تم اقتيادهم إلى جهات التحقيق داخل مدرعات الأمن، فيما أسفرت الاشتباكات عن مقتل طالبين، وإصابة العشرات. نوفمبر 5 نوفمبر 2013 بعد أيام قليلة من الهدوء فى أروقة الجامعة، اندلعت أعمال العنف مجددا، لكن هذه المرة فى المدينة الجامعية، حيث اشتلعت مواجهات عنف حادة بين طلاب الإخوان وقوات الأمن المركزى، فى شارع الخليفة القاهر، أشعل خلالها المتظاهرون النيران فى سيارة شرطة، و3 سيارات خاصة، بعدما رشقوها بزجاجات المولوتوف الحارقة، وظلت الاشتباكات تتكرر لعدة أيام متواصلة، تم خلالها اعتقال نحو 40 طالبا. 13 نوفمبر 2013 عاود طلاب وطالبات الإخوان التظاهر داخل الجامعة، بمساعدة أشخاص من خارج الجامعة، وطلاب المعاهد الأزهرية القادمين من منطقة شبرا، وتواصلت الاحتجاجات لمدة أسبوع كامل، نفذ خلالها طلاب الجماعة أعمال عنف وتخريب واسعة، واقتحموا مدرجات كليات التجارة، والتربية، واللغات والترجمة، كما منعوا الأساتذة من إلقاء المحاضرات، واحتجزوا عددا منهم داخل قاعات التدريس. 20 نوفمبر 2013 قرر مجلس الجامعة، منع التظاهر داخل الحرم الجامعى وجميع الكليات، وتعليق نشاط الاتحادات الطلابية، وتضمن القرار إحالة الطلاب المتهمين بالإساءة إلى قيادات الجامعة ومشيخة الأزهر إلى مجالس تأديب عاجلة، والسماح بدخول الشرطة إلى الحرم الجامعى. ولم يفلح قرار مجلس إدارة الجامعة بحظر التظاهر داخل الحرم الجامعى فى إلزام طلاب الإخوان بالتوقف عن فاعلياتهم الاحتجاجية، ديسمبر28 ديسمبر 2013 تصاعدت الاحتجاجات الطلابية لتصل إلى حرق مبنى إدارة كلية التجارة، بالتزامن مع بدء امتحانات الفصل الدراسى الأول، كما مزقوا أوراق الأسئلة والإجابات الخاصة بامتحانات طلاب الكلية، مع إغلاق الأبواب فى وجه الطلاب، لمنعهم من أداء امتحانات الفصل الدراسى الأول، ضمن مخطط لتنفيذ إضراب إجبارى عن الامتحانات، احتجاجا على فصل عدد من زملائهم. وفى اليوم نفسه، أشعل طلاب الجماعة النار فى صوب وبساتين كلية الزراعة، كما اشتبكوا مع الشرطة، وأحرقوا سيارة تابعة لها، وأطلقوا الخرطوش على القوات، وهو ما أدى إلى إصابة ضابطين، وتعطيل الامتحانات فى أقسام الكلية، بالإضافة إلى الاعتداء على 3 من أفراد الأمن الإدارى بالعصى الخشبية والشوم، ليتم نقلهم إلى المستشفى فى حالة حرجة. 30 ديسمبر 2013 أصدر مجلس الجامعة قرارا بإنهاء عمل 9 أعضاء بهيئة التدريس، فى مقدمتهم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فى المنصورة، عبدالرحمن البر، الملقب بمفتى الجماعة، لانقطاعهم عن العمل لمدة تجاوزت ال6 أشهر،. كما أحال 9 أساتذة آخرين إلى الشئون القانونية، على رأسهم الأستاذ بكلية طب الأزهر، محمد البلتاجى، على خلفية حبسهم على ذمة اتهامات جنائية، خلال أحداث اعتصام رابعة العدوية والنهضة. ومع نهاية الفصل الدراسى الأول، قدرت إدارة الجامعة اجمالى الخسائر المادية التى لحقت بها، بأكثر من 20 مليون جنيه، بالإضافة إلى مقتل 5 طلاب خلال المواجهات بين طلاب الإخوان والشرطة، داخل الحرم الجامعى والمدينة الجامعية، وخارجهما، كما تم اعتقال أكثر من 200 طالب وطالبة، وإحالة 280 آخرين إلى مجلس التأديب. 2014 مارس15 مارس 2014 بدأ الفصل الدراسى الثانى، الذى تأجل أكثر من مرة، بسبب مخاوف من شغب طلاب الإخوان، الذين بدأوا اليوم بتنظيم عدة فاعليات احتجاجية، حاولوا خلالها اقتحام المبنى الإدارى لرئاسة الجامعة، إلا أنهم فشلوا فى ذلك، بعدما تصدى الأمن الإدارى لهم، وأغلق أبواب المبنى بالجنازير والأقفال الحديدية، بعد تكليف الإدارة لشركة المقاولين العرب ببناء سوء خرسانى حول المبنى، وسور يفصل بين المدينة الجامعية عن الحرم الجامعى.23 مارس فاجأ طلاب الإخوان إدارة الجامعة بتنظيم مسيرة ليلية، هدموا خلالها أجزاء كبيرة من السور الفاصل بين المدينة الجامعية والجامعة، والذى لم تكن الشركة قد انتهت من إنشائه، وبعد يومين فقط، استكمل الطلاب هدم السور تماما. 31 مارس صعد طلاب الإخوان من أعمال العنف والتخريب فى الجامعة، بعد مقتل طالبين خلال الاشتباكات مع الشرطة داخل الحرم الجامعى، حيث أشعلوا النار فى 4 سيارات، بينها سيارة خاصة بأستاذ الشريعة والقانون فى الجامعة، عبدالله النجار، وأخرى تخص نائب رئيس الجامعة، أحمد حسنى، وميكروباص تابع للإدارة، بالإضافة لتحطيم 10 سيارات أخرى، بينها سيارة رئيس الجامعة، أسامة العبد، والأمين العام، محمود شعيب. أبريل 1 أبريل أشعل طلاب الإخوان النار فى سيارة عميد كلية الزراعة بنين السابق جمال عبدالحى ثم خرجوا فى مسيرة طافت أرجاء الجامعة، ورفعوا لأول مرة علم تنظيم القاعدة فوق مبنى كلية العلوم بالجامعة، كما وقعت اشتباكات عنيفة مع الشرطة فى محيط كليتى التجارة والدعوة الإسلامية، أسفرت عن إصابة عشرات الطلاب، والقبض على آخرين. 7 أبريل قام رئيس الوزارء، إبراهيم محلب بزيارة مفاجئة للجامعة ليلا، لبحث سبل تأمين الجامعة من الاعتداءات المتكررة، وخلال اللقاء طالب العبد بتواجد دائم للشرطة داخل الحرم الجامعى،ثم أرسل مذكرة رسمية بالطلب إلى وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، الذى وافق على وضع قوات ومدرعات داخل الحرم الجامعى بصفة دائمة. 15 أبريل أصدر رئيس الوزراء قرارا بتعيين عميد كلية أصول الدين بالزقازيق، محمد محمود أبوهاشم، نائبا لرئيس جامعة الأزهر فى الوجه البحرى، خلفا لأستاذ الشريعة، الدكتور أحمد حسنى، الذى عين نائبا لرئيس الجامعة لفرع البنات، بدلا من فريد حمادة، الذى خلا منصبه منذ أشهر، على خلفية إحالته إلى المعاش. 20 أبريل نظم طلاب وطالبات الإخوان عدة فاعليات احتجاجية داخل المدينة الجامعية والحرم الجامعى، احتجاجا على قرار الإدارة تقديم موعد امتحانات الفصل الدراسى الثانى إلى 3 مايو بدلا من 10 مايو، وهو ما اضطر رئاسة الجامعة إلى التراجع عن قرارها، وإصدار قرار رسمى ببدء الامتحانات فى 10 مايو. مايو 10مايو وسط دعوات من طلاب الإخوان للإضراب العام عن الامتحانات فى جميع كليات الجامعة، احتجاجا على فصل المئات منهم نهائيا، وإحالة آخرين إلى مجالس التأديب، بدأت امتحانات الفصل الدراسى الثانى، فيما توافد آلاف الطلاب من مختلف كليات الجامعة البالغ عددها 72 كلية على مستوى الجمهورية لأداء الامتحانات تحت حراسة مدرعات وقوات الشرطة والأمن الإدارى. ولم يرد طلاب الإخوان أن يمر اليوم الأول للامتحانات بسلام، فهاجم العشرات منهم قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الفارغة والمولوتوف، فردت الشرطة بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع. 19 مايو تواصلت الاشتباكات قبل أن تتطور لتتخذ مسارا أكثر دموية فى اليوم نفسه، حيث هاجم 4 مسلحين نقطة أمنية قرب المدينة الجامعية بالأسلحة الآلية ليستشهد 3 مجندين بالأمن المركزى، هم تامر محمد مصطفى، ومحمود عبدالسلام، ومعوض أحمد، وأصيب ضباط و8 مجندين آخرين. 21 مايو تعرض عميد كيلة التجارة، سعيد عبدالعال، لمحاولة اغتيال على يد مجهولين زرعوا قنبلة بدائية الصنع أمام مكتبه فى الجامعة، إلا أنها انفجرت دون وقوع خسائر بشرية، وتم استدعاء خبراء المفرقعات وسيارات الإسعاف عقب انفجار القنبلة. 22 مايو بدأت إدارة الجامعة إخلاء المدن الجامعية من الطلاب لمدة أسبوع، ضمن خطة للسيطرة على الأوضاع الأمنية فى محيط الجامعة، أثناء إجراء الانتخابات الرئاسية، وإجهاض دعوات طلاب الإخوان للتظاهر داخل المدن والحرم الجامعى، بالتزامن مع سير الانتخابات، وتم تنفيذ عملية الإخلاء دون تدخل الشرطة، وتحت إشراف أفراد الأمن الإدارى.