قبل ساعات من فتح باب التصويت في اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية، قال حمدين صباحي المرشح الرئاسي، إنه على علم بأن كثيرا من أبناء الشعب المصري ينتظر موقفاً ربما يكون بالغ التأثير في مستقبل هذا الوطن، ولكن الوطن يمر بظروف بالغة الدقة تفرض علينا جميعاً مواقف ربما تكون أثقل على القلوب من الجبال، على حد قوله. وأضاف صباحي، في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن قراره بخوض المعركة الانتخابية جاء في مناخ بالغ الصعوبة شابه التشويه واختراق الدستور والقانون ورغبة البعض في القضاء على أي فرصة للديمقراطية، ولكن بأقل الإمكانيات تم تأسيس الحملة وإجراء الدعاية بأقل تكلفة، وخلق تحالف انتخابي ديمقراطي، على حد وصفه. وتابع: «تعرضنا للتضييق منذ البداية، منذ أن ذهب من آمنوا بنا لتحرير التوكيلات، وخلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية تعرضنا لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات؛ بدءًا من تعقيد إجراءات استخراج أوراق الوكلاء والمندوبين في مختلف اللجان الانتخابية، وتعرض كثير منهم للمنع من أداء دورهم ومن الدخول إلى اللجان بواسطة ضباط جيش وشرطة، وطرد عدد منهم أثناء ممارستهم دورهم في مراقبة العملية الانتخابية، والاعتداء والقبض عليهم، وعدم تمكينهم من إثبات وتحرير شكاواهم في محاضر رسمية»، حسبما جاء في البيان. وأوضح أن «الحملة رصدت حالات تصويت جماعي وتسويد بطاقات، في عدد من اللجان بمحافظات مثل الدقهلية وسوهاج وأسوان ودمياط وغيرها، بالإضافة إلى قدر واسع من الدعاية المضادة والترهيب أمام مقار اللجان والتحرش والتضييق الذي طال شخصيات عامة لها إسهاماتها في كافة المجالات أثناء تصويتهم بسبب موقفهم الداعم للحملة»، وفقاً للبيان. وأعلن صباحي، عن «سحب كافة مندوبي الحملة من جميع اللجان على مستوى الجمهورية؛ بسبب عدم ضمان أمن وسلامة المندوبين وما تعرضوا له من اعتداء وقبض، وهو ما وصل إلى إحالة بعضهم للنيابة العسكرية»، لافتاً إلى «تعامل الحملة مع التجاوزات والانتهاكات بالطرق القانونية وإثباتها في بلاغات رسمية، ولكن عدم الاستجابة إلى تلك الشكاوى أظهرت الانتخابات كأنها تتجه نحو عملية خالية من المضمون الديمقراطي، وتفتقر للحد الأدنى من ضمانات حرية تعبير المصريين عن رأيهم وإرادتهم، وربما عملية تعود بالدولة إلى 24 يناير 2011»، حسب وصفه. وعن موقفه من دعاوى الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية، قال صباحي: «أؤكد على احترامي الكامل لكل وجهات النظر التي استمعت لها واطلعت عليها بمنتهى الاهتمام والتقدير، والتي دعت للانسحاب من الانتخابات؛ إلا أن مسؤوليتي وواجبي يدفعاني لأطرح عليكم ضرورة استكمالنا ما بدأناه؛ إيماناً بحقنا في شق مجرى ديمقراطي ننتزع فيه حق المصريين في الديمقراطية رغمًا عن إرادة الاستبداد، ولنثبت قدرتنا على المواجهة مع كل الساعين لاستعادة السياسات القديمة، وترسخ قيمة المشاركة في مواجهة ممارسات نعلم أنها ستتكرر في معارك متعددة مقبلة، فلم تكن هذه المعركة الانتخابية الأولى ولن تكون الأخيرة، ولا بديل عن انتزاعنا بالمشاركة لحقوقنا ومواجهة وفضح وهزيمة مثل هذه الممارسات لا الاستسلام لها»، حسبما جاء في البيان. وأنهى صباحي بيانه بقوله: «وعلى ضوء موقفنا السابق والواضح المعلن من رفض قرار مد الانتخابات لليوم الثالث؛ فإننا نحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة ونزاهة العملية الانتخابية ومدى مصداقية وجدية تعبيرها عن إرادة المصريين بشكل حقيقي إلى اللجنة العليا للانتخابات والسلطة وأجهزتها الأمنية، ونؤكد أن موقفنا النهائي من العملية ونتائجها سيكون على ضوء ذلك»، حسب قوله.