أعلن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، قرب الانتهاء من إعداد الموازنة العامة الجديدة للدولة، متضمنة خفضا للعجز فيها بما يساوى حوالى 40 مليار جنيه، وقال محلب فى آخر إطلالة إعلامية له قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، والتى كان من المقرر إذاعتها مساء أمس السبت ببرنامج «صالون التحرير» مع الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، على فضائية «التحرير»، إن استكمال خارطة الطريق وإتمام الانتخابات الرئاسية التى تُجرى اليوم وغدا، هى أهم أولويات الحكومة، وشدد محلب على اهتمام مصر بالوضع فى ليبيا وضرورة وحدة أراضى الدولة الشقيقة واستقرارها، ولفت إلى أن فقراء مصر لن يتحملوا تكلفة الإصلاح الاقتصادى الذى تسعى الحكومة لإنجازه متضمنا إعادة هيكلة للدعم. وشارك فى الحوار كل من: د. منى ذو الفقار نائب رئيس لجنة الخمسين وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، ود. عماد جاد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والكاتب الصحفى محمد عبدالهادى علام رئيس تحرير الأهرام، والكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، والكاتب الصحفى عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والخبير العسكرى ومدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية، اللواء سامح سيف اليزل. بدأ السناوى برنامجه بإعلان أن ضيفه، محلب، «حضر إلى مقر تصوير البرنامج بأحد فنادق القاهرة، دون حراسة فى رسالة طمأنة للجميع»، وسأل رئيس الوزراء عن آخر تصريحاته التى حذر فيها من الاقتراب من مصر، بعبارة «الجدع يقرب»، فقال محلب: كنت فى زيارة لهيئة قناة السويس، وصعدت أعلى مركب تعبر القناة مع الفريق ممهاب مميش، رئيس الهيئة، وامتلأت فخرا واعزازا ببلدى، وبالكرامة المصرية، وبقواتنا المسلحة، ووجدت نقاط حراسة القناة منتشرة على اليمين واليسار، وقوات بحرية، وطائرات تحمى، فرأيت وحوشا، وحين سألتنى إحدى الصحفيات عن الوضع الأمنى هناك، قلت لها: أنا شايف وحوش، والجدع يقرب. وعن الوضع الأمنى قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية، أضاف محلب: اتخذنا احتياطاتنا بكل المقاييس الأمنية، «واللى هيقرب لمصر خاسر خاسر خاسر». وحول احتمال استمراره على رأس الحكومة، والتعديلات الوزارية المحتملة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، قال محلب: هذا الموضوع سابق لأوانه، وأمامى الآن هدف واحدا، وهو استكمال خارطة الطريق بكل شرف وحيادية وأمانة. وتحدث محلب عن الموقف من ليبيا قائلا: دعانى رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور يوم الخميس لاجتماع بمجلس الدفاع الوطنى، وكان من ضمن ما ناقشناه تأمين أبنائنا فى ليبيا فى حالة، لو لا قدر الله تدفق عدد كبير منهم إلى مصر، وطلب منا الرئيس وضع خطط لكل الاحتمالات، الاهتمام بأبنائنا فى ليبيا يحتل أهمية قصوى للحكومة، وأؤكد أن هناك خطة محكمة للتعامل مع الموقف لو حدث نزوح كبير للمصريين من هناك إلى هنا. وعن التواصل مع الأطراف الليبية، قال محلب: لا اتصالات مع الأطراف المختلفة فى ليبيا، هناك متابعة دقيقة للموقف سياسيا، مصر ترقب وتهتم جدا بالشأن الليبى، ونحن نريد استقرارا فى ليبيا، ونؤكد اهتمام مصر بوحدة التراب الليبى، وسلامة الشعب الليبى، فهو شعب قريب إلى قلب المصريين. مصر ترقب لكن لا تتدخل فى الشئون الداخلية. ووجه السناوى سؤالا لمحلب: هل هناك فرصة لإغلاق ملفات لا لزوم لها مثل الصدام مع بعض الشباب وغير ذلك، ورد رئيس الوزراء: ما نراه اليوم يأتى من مشكلات سببها غضب الشباب لأنه فعلا لا توجد فرص عمل، وحين تتحرك الدولة ويكون هناك جذب اقتصادى وفرص عمل من المؤكد أن الهدوء سيتحقق. وقال عماد الدين حسين عن العلاقات المصرية الإماراتية: نُسب للشيح حمدان بن راشد، وزير المالية الإماراتى، إن المساعدات لمصر لن تستمر طول الوقت، والبعض تطوع وقال إن الضخ سيتوقف فى نهاية أغسطس، وسأل حسين، محلب، قائلا: هل لدينا خطة بديلة عندما تتوقف المساعدات؟ ورد رئيس الوزراء قائلا: «لا يمكن لدولة كبيرة مثل مصر، أن تعيش طول عمرها على مساعدات، المساعدة فى هذا الوقت كانت مهمة جدا، لكن الموازنة لا يمكن أن تعتمد عليها، والمقابل لها هو جذب الاستثمار والقوى الكامنة فى الاقتصاد». وتدخل السناوى بسؤال: هل يمكن إعادة النظر فى قانون التظاهر؟ وأجاب محلب: «قانون التظاهر ليس كتابا سماويا، يمكن إعادة النظر فيه حسب المراحل، عمر القوانين ماهتبقى السيف المسلط دائما». الظلم الإجتماعى وسأل ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم رئيس الوزراء حول حل مسألة الظلم الاجتماعى، فأجاب: قاربت الموازنة الجديدة للدولة على الانتهاء، ومن الأهداف الرئيسية لها كيف يتم إصلاح اقتصادى وفى نفس الوقت أن يكون هناك توازن مع تقديم الخدمات الاجتماعية، لأن الناس لا تستطيع تحمل أكثر مما تتحمله الآن، وهذا جعلنا نعمل خلال أيام طويلة لمراجعة كل رقم فى الموازنة، أول محدد من الناحية الاقتصادية: هل من الممكن أن يستمر العجز فى الموازنة كما هو؟، هذا مصير دولة ومصير أمة، أن يستمر العجز فى متوالية لانهائية كل سنة، كان لابد من وقفة للمصارحة، وقد تم حل هذه المشكلة بالتوازن بين الإيرادات وتشغيل محفظة الدولة، وحق المواطن والشعب فى أن يكون هناك إصلاح ضريبى حقيقى، بأن الأكثر غنى يتحمل. وقاطع السناوى رئيس الوزراء قائلا: هل هناك ضرائب تصاعدية؟ فقال محلب: ليست ضرائب تصاعدية، نسبة العجز فى الموازنة 14.5% نحن نريد أن نجعلها 12 أو 12.5% وهذا يقلل العجز بحوالى 40 مليار جنيه، نسعى لزيادة الإيراد وتوجيه الدعم لمن يستحقه، وعدم مواجهة الحقيقة يعتبر جرما فى حق الشعب، والصورة الحقيقة الموجودة للدعم أن الأكثر فقرا هو من يدفع الدعم مرتين، والدعم لا يصل اليه، فدعم البنزين لا يصل لمن لا يملك سيارة، ويستفيد به من يملك سيارتين، ودعم الكهرباء يذهب لمن يمتلك ستة تكييفات أكثر ممن لديه مروحة. وزاد محلب: اقتحام الصندوق الأسود المغلق بالتوكل على الله وبيد غير مرتعشة وبالضمير الوطنى، حتى لا نزايد، حين تحدثنا عن الغاز، كان هناك نقد، وكان الرد البسيط أن الفقير ليس لديه غاز، بل يستخدم «الأنبوبة» ونحن لم نلمس الدعم المقدم اليها ولن نلمسه، وهناك تركيز على حق الدولة فى إصلاح ضريبى من أرباح تأتى من الهواء ولا تخضع للضريبة، ومن حق الدولة، إدارة محفظتها لمصلحة الشعب، القطاع العام وقطاع الأعمال هذه محفظة الشعب، وأن يكون هناك نوع من الإصلاحات الهيكلية الحقيقية، فلا بيع للقطاع العام لكن هناك إنتاج وعمل وعرق، والأصول الثابتة ملك للشعب ويجب أن تدر أرباحا تضاف لإيراد الدولة، والمحور الثالث النظر فى توجيه الدعم للاكثر احتياجا وقبل هذا يجب أن تكون هناك مظلة حقيقية لشعبك، فهناك 4.5 % تحت خطر الفقر المدقع، 20% فقراء، 20% طبقة لاتستطيع تحمل أى أحمال. وأضاف: ليس الفقير هو الذى سيدفع الثمن، المظلة الاجتماعية لا بد أن تتسع لأعداد كبيرة، معاش الضمان الاجتماعى يصل لمليون و450 ألف مواطن، ويمكن أن يصل إلى 3 ملايين. وقال محلب: لا يصح أن أدعم الوقود بالكهرباء بأكثر من 170 مليار وأدعم الصحة ب27 مليار والتعليم ب64 مليارا، لا يصح أن أحرق وقودا بهذا المبلغ ولا أرعى المجتمع تعليميا وصحيا، لو أننى سأصلح التعليم وأرفع ميزانيته، سآخذها من البنزين والكهرباء، وإعادة هيكلة الدعم جزء أساسى ورئيسى ولا بديل له فى إصلاح المنظومة الاقتصادية، فى وجود شبكة ضمان اجتماعى ثم حماية للطبقة الوسطى بطريقة مباشرة فى أنها تحافظ على كيانها. وردا على سؤال حول الغاز المدعوم المقدم للمصانع كثيفة الاستخدام للطاقة، قال محلب: هناك عقود يجب احترامها فى المصانع كثيفة الاستخدام فى الغاز، وتدخل عماد حسين بالقول: لكنها تبيع منتجاتها بالسعر العالمى، فقال محلب: هناك عقود وإذا لم توجد عقود يجب أن نتحدث عن العدالة. الأمن وتحدث رئيس الوزراء عن الأمن قائلا: على مدى ثلاث سنوات تعرضت الشرطة لكسر هيبتها وفاعليتها فى ظل ارهاب شديد وقطع سلاح مهربة بالملايين، الأمن لم يصل لنسبة 100% لكن هناك تحسنا محسوسا، وهناك متابعة، ولا يمر يوم دون اقتحام لبؤر إجرامية والقبض على مطلوبين، والأولوية الآن هى فى رفع معنويات ضابط الشرطة والجندى وأمين الشرطة، وأنا لم أر أحدا تحمل ما تحمله رجال الشرطة، ونحن نعمل على الجزء المعنوى والمادى، ولن تجد الاستثمار إلا حين ترجع مصر آمنة، وسيادة القانون تاج على رأس كل مواطن مصرى. وقال رئيس الوزراء: أمن الوطن لا يتناقض إطلاقا مع أمن المواطن، وفى موضوع التعذيب لا أظن أنه يجرى على أرض الواقع إطلاقا، وحتى قبل صدور قانون لحماية الموظف العام، يجب أن يتخذ الموظف العام قراراته، واللى ربنا كاتبه هنشوفه، ومادامت هناك شفافية فى القرار وفى إعلانه للمجتمع وللأجهزة الرقابية التى أعتبرها أجهزة مناعية، فلا مشكلة، وأتمنى لو أستطيع العمل فى غرفة من زجاج، فنحن لا نفعل شيئا إلا فى صالح الوطن. وعن قوانين الاستثمار أضاف محلب: ستصدر بتقييم حقيقى للمشكلات، نحن معرضون للأسف لكمية من التحكيمات الدولية تضعنا فى حرج شديد، ونحاول التصدى لها مع هيئة قضايا الدولة والمكاتب الدولية، ومن أحسن إنجازات الحكومة، إصدار قانون حماية عقود الدولة من الطعن فيها، فقد كان رسالة للمجتمع العالمى اننا نحترم عقودنا ونشجع الاستثمار، وليس حماية للفساد، ومن يجد فسادا يتوجه به للنيابة العامة، لأنه لا يصح أن تكون هناك قوانين حسبة فى الاستثمار. وقال عماد الدين حسين: أتمنى أن تكون هناك رسالة واضحة من الحكومة بأنها تحترم كل الآراء والصحافة، ولا تعاقب أى صحفى، إلا بجريمة محددة، أتمنى أن تكون هناك مراجعة لأوضاع المقبوض عليهم، ولو أن عنصرا واحدا مقبوض عليه خطأ يتم الإفراج عنه، مع التركيز على محاربة الإرهابيين، وأتمنى أن تكون هناك مسافة بين الحكومة ورموز الفساد، الذين ظهروا فى السنوات العشرين الأخيرة، التصاق هؤلاء بالحكومة ويمثل أفضل دعاية للإخوان والمعارضين. ورد محلب قائلا: لدى احترام كامل للنقد، وأذكر أننى بادرت بالاتصال بك حين كتبت ملحوظة معينة وأبديت لك وقتها وجهة نظرى، أحترم الصحافة لأنها ضوء كاشف، والحكومة ستقف ضد الفساد بجميع أشكاله، وفيما يتعلق بمراجعة أوضاع المقبوض عليهم، فلا شىء يصلنى إلا وأرسله للنائب العام بشكل رسمى وينظر فيه على وجه السرعة فلا أحد يريد الظلم لأحد. وتابع محلب: شرفت أن أحضر اجتماعا حول العدالة الانتقالية، دعا إليه مجموعة من الحقوقيين المصريين الناطقين بالفرنسية، وقلت أمام مجموعة من القضاة: أقف أمام الشموخ، أنتم الشموخ وصوت الحق الذى لا يعلو فوقه صوت، وأنتم الأمن والأمان. الإخوان وأضاف ردا على سؤال حول التواصل مع الإخوان: الفكر الإخوانى، ليس حكاية من قتل، لكن الفكر نفسه الذى عانينا منه كثيرا فى أيام الملكية وأيام عبدالناصر وقتل السادات ثم سرقة الوطن، مسلسل إرهاب انتهى بسرقة وطن، وتمت استعادة الوطن، الشعب لن يسمح لأى طائفة أن تسرق الوطن مرة أخرى لأنك حين تفقد الشىء وتستعيده تكون مستعدا لدفع حياتك للحفاظ عليه، وكلنا مستعدون، ولا يوجد شىء بدون ثمن، متوكلون على الله وندرك المخاطر ومستعدون لدفع الثمن، فعدد الشهداء من الشرطة فى شهرين ونصف 36 فردا، ومن يدفع الثمن دما لا يفرّط بسهولة، لا يوجد أى نوع من التواصل، والتواصل مع الفكر المنحرف لا يجوز وضد إرادة الشعب. وتحدث محلب عن الرئيس عدلى منصور، فقال: «رسالة من مواطن مصرى لرئيس حمل الأمانة وضرب مثلا فى التعفف والترفع وان يكون منزها عن اشياء كثيرة، حمل الأمانة فى وقت كان صعبا جدا، كنت أقول القاضى وشموخه، وقد منحنا مثلا لذلك، وشعرنا معه بالأمن والأمان، وإننا فى أيد أمينة ورجل أمين، وكان صوت الحق الذى لا يعلو فوقه صوت، لم يرتعد من أى قرار حتى وصلنا لبر الأمن والأمان. وتحدث اللواء سامح سيف اليزل مطولا عن البنية الإقليمية والدولية مؤكدا على أن الدولة ستحمى الانتخابات، كما طالب محمد علام بضرورة التركيز على استيعاب الشباب وخلق نموذج جديد لذلك فى حين طالب ياسر رزق بضرورة عدم إصدار أى قرارات تمس الفقراء، وطالبت الدكتورة منى ذوالفقار باحترام الحريات وحقوق الإنسان ودعا عماد جاد إلى عدم التمييز بين المواطنين.