حددت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الخامس والعشرين من يونيو المقبل موعدا لانتخابات مجلس النواب الذي سيتسلم السلطة من المؤتمر الوطني العام، الذي يعد حاليا بمثابة البرلمان في البلاد، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. ويأتي ذلك وسط أزمة هي الأسوأ من نوعها في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس من عام 2011، حيث أعلن اللواء خليفة حفتر إطلاق حملة عسكرية ضد من يصفهم بالإرهابيين والتكفيريين، في إشارة إلى مجموعات إسلامية مسلحة، بعضها يتحالف مع الحكومة المؤقتة في طرابلس. وتتهم القوات الموالية لحفتر المؤتمر الوطني بدعم جماعات "إرهابية"، بينما يرد أعضاء في المؤتمر ومسؤولون في الحكومة باتهام قوات حفتر بالانقلاب على الثورة التي أطاحت بنظام القذافي. وكانت القوات الموالية للواء المنشق قد اقتحمت الأحد مقر المؤتمر الوطني قبل أن تعلن تجميد عمله ونقل سلطاته إلى لجنة صياغة الدستور، بينما اقترحت الحكومة تجميد عمل المؤتمر لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة. ولم يرد مسؤولو المؤتمر الوطني بعد على مقترح الحكومة، وسط تقارير غير مؤكدة عن أن المؤتمر يعقد جلسة حاليا في أحد الفنادق بوسط العاصمة طرابلس، وذلك لبحث منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة أحمد معيتيق، وكذلك بدء مناقشة الميزانية المقبلة. وتفيد الأنباء بأن الجلسة تعقد تحت حراسة مشددة. "عملية عسكرية" من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الليبية بأن مزيدا من وحدات الجيش وقوات الأمن أعلنت الثلاثاء انضمامها للقوات الموالية لخليفة حفتر. وقالت الوكالة إن كتيبة للدفاع الجوي في مدينة بنغازي أكدت انضمامها لقوات حفتر، وذلك جنبا إلى جنب مع عناصر من الجيش والشرطة والاستخبارات في مناطق طرابلس والرحيبات والأبيار والأصابعة. وكانت القوات الخاصة بمدينة بنغازي ووحدات في مدينة طبرق قد أعلنت الاثنين انضمامها لقوات حفتر التي تقول إنها تشن عملية عسكرية ضد من تصفهم بالإرهابيين. وأدى ذلك لاندلاع اشتباكات في مدينة بنغازي يوم الجمعة الماضي خلفت أكثر من سبعين قتيلا وما يزيد على مئة وأربعين جريحا. في المقابل، أعلنت مجموعات في مدينتي مصراته وسرت دعمها للمؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة في طرابلس. في الوقت نفسه، قالت الوكالة الليبية الرسمية إن رئيس الأركان اللواء عبد السلام العبيدي لم يغادر البلاد باتجاه تونس. وأشارت إلى أن العبيدي لا يزال يؤدي مهام عمله.