* غموض موقف الحكومة الليبية ورئيس أركان الجيش يدعم الصوليين * حشود عسكرية في طرابلس ومناطق أخرى من ليبيا * نشر 200 من مشاه البحرية الأمريكية المواجهة للساحل الليبي * انقسامات حادة في المؤتمر الوطني بين الإسلاميين وخصومهم أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن مدينة بنغازي الليبية، تشهد اشتباكات عنيفة بين مجموعات إسلامية مسلحة وقوات يقودها اللواء خليفة حفتر أحد قادة الجيش الليبي في عهد القذافي. وقال اللواء حفتر ان العملية تهدف إلى تطهير بنغازي من الإسلاميين واستعادة الكرامة لليبيا على حد قوله. وتضيف الصحيفة أن الاشتباكات الدائرة حاليا في بنغازي التي تقع في المنطقة الشرقية من ليبيا، تعد الأقسى من نوعها منذ سقوط القذافي، وقد استخدمت القوات الموالية لحفتر السلاح الجوي في مهاجمة معاقل الميلشيات الإسلامية في المدينة منذ ساعات الفجر من يوم الجمعة، بينما شارك ستة الآلاف جندي في اجتياح المدينة وحواجز التفتيش بالقرب من المناطق المحيطة ببنغازي. أكد شهود عيان أن الطائرات الحربية، حلقت على ارتفاعات منخفضة من أسطح المنازل بالمدينة، مما أدى إلى حالة من الفوضى، بينما انتشرت الدبابات والعربات المدرعة في الشوارع ،وسمعت أصوات انفجارات هائلة ، مع تبادل الهجمات العنيفة بين الجانبين. ويقول أحد سكان حي الهواري في المدينة أن القتال اندلع بالقرب من منزله، حيث شاركت الطائرات التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض للغاية، بينما ترددت أصوات انفجارات بالقرب من قاعدة 17 فبراير، التي كانت تتمركز فيها المليشيات الإسلامية. تتفاوت المزاعم حول موقف الحكومة الليبية من هذه الاشتباكات، إذ ترددت أنباء عن شن هذه الهجمات بالتنسيق مع الحكومة، وأكدت القيادة المحلية التابعة للجيش الليبي في بنغازي أنها تتابع الموقف عن كثب. يذكر أن حفتر طالب الجيش الليبي في موعد سابق من العام الجاري، بالإعداد لانقلاب عسكري ضد الحكومة في طرابلس، ويبدو أنه يحظى بدعم قطاعات لا يستهان بها من الوقات المسلحة الليبية. ويصر حفتر على أن العملية التي يقودها تمت بالتنسيق مع قيادات الجيش الليبي، مشيرا إلى ضرورة حشد جميع قوات الاحتياط، وقال إن الفشل في معارك اليوم الجمعة، تعني فوز من وصفهم بالإرهابيين. من جانبها أعلنت الحكومة الليبية أن العملية العسكرية في بنغازي لا تحظى بدعمها رسميا، وقال اللواء عبد السلام جاد الله رئيس الأركان الليبية، أن حفتر شخص مجرم، وطالب جاد الميشليات في بنغازي بمقاومة المجموعات الموالية له. شنت طائرات السلاح الجوي هجمات متواصلة على معاقل ميلشيات أنصار الشريعة ، التي تتهمها واشنطن بالمسئوليةعن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وهو ما تسبب في مصرع السفير الأمريكي إلى ليبيا كريس ستيفنز. بدأ المئات من سكان بنغازي في مغادرة المدينة بعد ظهر اليوم، وتجمع السكان في مناطق قريبة من المدينة لمتابعة الموقف، وقد تم إخلاء الأجانب من المدينة بنغازي خلال السنوات الماضية، فقد أغلقت بريطانيا قنصليتها بالمدينة بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي عام 2012، مماأدى إلى جرح اثنين من حراس السفير البريطاني آنذاك. تشير التقارير الورادة من مناطق أخرى في ليبيا إلى حشود موالية ومعارضة للحكومة الليبية، حيث تشهد العاصمة طرابلس تجمعات عسكرية كثيفة بعد عدة أسابيع من الاشتباكات. يأتي الهجوم الذي تعرضت له بنغازي بعد عدة أسابيع من انعدام الاستقرار والفوضى في ليبيا، في حين تخيم الانقسامات على المؤتمر الوطني( البرلمان) بين الإسلاميين حلفائهم من جهة وغير الإسلاميين من جهة اخرى. في موعد سابق من الشهر الجاري تم انتخاب رئيس الوزراء أحمد معيتيق من جانب المؤتمر الوطني، ولكن يشكك خصوم رئيس الوزراء في نتيجة الانتخاب بزعم وجود تزوير بها. تأتي هذه الأحداث بعد أن أعلنت وزراة الدفاع الأمريكية عن نشر 200 جندي من مشاة البحرية الأمريكية( المارينز) في جزيرة صقلية الإيطالية القريبة من الساحل الليبي، وذلك وسط تزايد حدة القلق من استمرار الاضطرابات في ليبيا.