قال رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانغ نجيما، إن بلاده تدعو كل الدول الافريقية لعودة مصر مرة أخرى إلى دورها فى الاتحاد الافريقى، مؤكدا التزامه بدعوة الرئيس المصرى الذى سينتخبه الشعب لحضور القمة الأفريقية المقبلة فى نهاية يونيو المقبل والمقرر عقدها فى مالابو باعتباره الدول المضيفة. وأكد نجيما فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب، مساء أمس الأول، أن استقبال بلاده لمحلب لم يكن رسميا فقط ولكنه يعتبره شقيقه، وابن من أبناء غينيا الاستوائية، قائلا: «وصول الأخ محلب إلى رئاسة وزراء مصر كان حدثا كبيرا لنا، وأرسلت له فور توليه هذا المنصب رسالة تهنئة حارة من أخ لشقيقه». وقال نجيما: «منح محلب وسام الجمهورية الاستوائية من الدرجة الأولى يرجع إلى أنه أول رئيس وزراء مصرى يزور غينيا الاستوائية وهناك سر آخر وهو أن اليوم يناسب عيد ميلاد محلب وكل ذلك حفزنا لمنحه الوسام الذى يعد أعلى وسام لدينا، ويعبر عن تقديرنا وفخرنا الكبير لجمهورية مصر العربية. وأكد نجيما أن الأزمة التى حدثت فى مصر أثرت على أفريقيا كلها، وكل القارة كانت مستاءة جدا مما حدث، واليوم نحن سعداء جدا أن الادارة السياسية فى مصر بدأت تنفذ خارطة الطريق، ومجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية فى نهاية مايو ستكون مصر قد أكملت خارطة الطريق. وأضاف: «أفريقيا حاليا متأثرة جدا بغياب مصر عن الاتحاد الافريقى وعن افريقيا، وبالتالى لا بد ان تعود مصر للممارسة دورها ومكانتها كما كانت»، مؤكدا أن الوفد المصرى المرافق لمحلب عقد عدة لقاءات لتدعيم التعاون بين البلدين، ونحن سعداء أن الوفد ضم مجموعة من رجال الاعمال وسنمنحهم كافة التسهيلات للاستثمار فى غينيا الاستوائية، مؤكدا أن التعاون بين البلدين سيكون نموذجا للتعاون. وأوضح أن المباحثات الثنائية مع رئيس الوزراء تركزت على عودة مصر إلى قلب أفريقيا وعودتها إلى الاتحاد الافريقى فى أسرع وقت ممكن. وأضاف: «التزم شخصيا أمام مصر والدول الافريقية أن تعمل وبسرعة إلى الاتحاد الافريقى ومكانتها فى قلب أفريقيا ومتأكد أن القارة بالكامل محتاجة لعودة مصر إليها. وردا على سؤال ل«الشروق» عن التعاون المشترك بين البلدين لمكافحة الارهاب فى مصر والقارة، قال نجيما: «الارهاب ظاهرة موجودة فى دول العالم كلها، وما حدث فى مصر لا يرضى أحدا واعتقد أن كل الأفارقة مثل كل المصريين لا بد أن يرفض الارهاب ويتحدوه ويحاربوه أيضا، ولدينا فى وسط فى أفريقيا مشكلة بوكو حرام والتى تمارس الارهاب بقتل الاطفال والابرياء، وممارسة أشياء غير إنسانية وهى تصرفات لا تنجم عن قلب أو إحساس ونحن لا نستطيع أن نغير العالم. وعقب جلسة مباحثات مغلقة بين رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانغ نجيما، ورئيس الوزراء، ابراهيم محلب، استمرت ما يقرب من الساعة، منح الرئيس الاستوائى محَلب وسام الشرف والجمهورية الأول رمزا لعمق العلاقات على المستوى الشخصى والرسمى. وبدأت احتفالية منح محلب وسام الشرف الأول، بالموسيقى العسكرية والتأكيد على اليوم التاريخى لهذه الاحتفالية التى تتناسب مع عيد ميلاد محلب. وقبل منح محلب وسام غينيا الاستوائية، قال الرئيس نجيما إن محلب عاش وعمل فى مالابو وساهم كثيرا فى دفع وتدعيم التعاون بين البلدين وبناء شركة المقاولين العرب فى غينيا وتدعيم عملها، حيث كان دائما على تعاون وصلة مع الادارة السياسية هناك. وقال نجيما: «وصول محلب لمنصب رئيس مجلس الوزراء، كان محل فرحة لنا، بأن رئيس وزراء مصر كنا نعرفه، وهو ما كان هدية من الله إلينا، كذلك نثنى على اختياره غينيا الاستوائية لتكون من أولى جولاته الأفريقية». وعلى شرف استقبال محلب أقام الرئيس الاستوائى مأدبة عشاء فى قصر الرئاسة بوسط مالابو حضره رؤساء الحكومة الاستوائية أعضاء الاحزاب السياسية وأعضاء البعثات الدبلوماسية للدول الأفريقية المقيمة فى مالابو. وخلال الحفل ألقى الرئيس الاستوائى كلمة عبر فيها باسم شعب غينيا عن ترحيبه العميق لزيارة محلب قائلا: «إن هذه الزيارة تأتى فى اطار علاقة الصداقة التى تربط بلاده بشقيقتها مصر»، مضيفا: «هذه الزيارة الاولى لرئيس وزراء مصرى لدولتنا ستعطى فرصة استثنائية للحكومتين لتبنى استراتيجيات مشتركة والتى قد تساهم لدفع مجالات السلام والامن فى قارتنا وكذلك حل مشاكل التنمية ودفع سبل وسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد الرئيس الاستوائى لمحلب أن زيارته كانت محل تشجيع لبلاده للتأكيد أنه بات من القريب جدا التغلب على التوترات التى تعرقل جهود السلام والاستقرار فى بلادنا. وتابع: «نعتز بالجهود المصرية ونحترم سياستها وسيادتها الداخلية، نحو بناء الديمقراطية والتى ستعزز بإجراء الانتخابات الرئاسية فى 27 مايو الجارى والتى ستعزز فرص المصالحة والتسوية بين المصريين، والوحدة القومية واعادة بناء الدولة. وقال: «غينيا الاستوائية تحترم مبادئ الأممالمتحدة والاتحاد الافريقى، بعدم التدخل فى شئون الدول وكذلك التأكيد على استقلاليتها وسيادتها الداخلية، لافتا إلى أن مصر دولة هامة جدا، ليس فقط فى قضايا افريقيا ولكن فى الشرق الاوسط والعالم أجمع. وكانت جهود وانجازات شركة المقاولين العرب حاضرة بقوة فى حديث نجيما ومحلب، حيث شكر الرئيس الغانى الذى أشاد بجهودها فى مجالات التنمية والبنية التحتية. وتفقد محلب عددا من المشروعات التى تشيدها «المقاولين العرب» فى أحياء وشوارع مالابو.