انتقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان تعطيل انتخاب رئيس للبلاد من خلال عدم إكمال نصاب حضور جلسة مجلس النواب مثلما جرى في الجلسة الأخيرة 30 إبريل، داعيا إلى انتخاب رئيس يمثل الوفاق والدستور، قادر على إدارة التنوع ليس مديرا لحسابات الدول الخارجية. وقال سليمان- خلال افتتاح قرية ميشال سليمان الرياضية في بلدة جبيل بشمال بيروت- إن طبيعة الدولة تفرض عليها امتلاك كامل عناصر القدرة الوطنية، متمنيا أن يشاهد ذلك عبر إقرار الاستراتيجية الدفاعية إلى حين امتلاك الجيش القدرة على الدفاع عن لبنان وإثبات مقولة قوة لبنان بقوة جيشه. وأشار إلى أنه شهد وعاش كل الحروب ومواضيع الخلاف والحوار، فلا الأزمات كانت لبنانية فقط ولا المحاربين وضعوا حساباتهم بمعزل عن مصلحة لبنان، قائلا «أشهد اليوم على نمو الاقتناع الراسخ بتحييد لبنان عن أزمات المنطقة رغم التورط فيها جهرا أفرادا وجماعات». ولفت إلى أنه عمل باقتناع وجهد ووفق إحكام الدستور لقيام حكومة جامعة يشارك وزراءها في إدارة شؤون البلاد إلا أن حكومة التوافق التي تحمل في ذاتها عناصر تناقضاتها لا تستطيع ملء الفراغ في الرئاسة. وتوجه سليمان للنواب والقوى السياسية بالقول: «لا تعلقوا الاستحقاق والدستور على حبل التوافق الخارجي المفقود، لا تجعلوا من الدستور شاهدا على التخلف بالقيام الواجبات»، معتبرا أنه «لا تنتظم الحياة الدستورية والسياسية بتعدد القراءات للنصوص، وعلينا بتفسير واحد للدستور ومفهوم واحد للدولة، والتلكؤ عن انتخاب رئيس تهديد للكيان الوطني وتشريع لخيارات خطرة». ودعا المسؤولين إلى أن يجعلوا من 7 مايو 2014 محطة تلاق وحوار بخلاف ما كانت عليه محطة 7 مايو 2008، قائلا: «لا تستدرجوا البلاد والعباد إلى مؤتمر تأسيسي قد يؤدي إلى الإخلال بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين في الحكم والميثاقية، دعونا نكمل تطبيق اتفاق الطائف». وقال إن «لبنان اليوم في حاجة إلى رئيس برنامج ماضيه الوطني والسياسي والاخلاق والوطني، يكون التزامه للبنان فقط وتهمته الوحيدة ولاؤه لوطنه ومواطنيه، رئيس كبير يقبض على السياسة الخارجية، كبير بحجم لبنان الرسالة وبحجم إمبراطورية الاغتراب».