• سعادتى الخاصة فى الإصلاح بين الناس وهذا ما يدعو له برنامجى الجديد • البرامج هى التى تختارنى و«الفورم» الأجنبى ليس عيبًا.. المهم أن يتفق مع تقاليدنا • السيسى يتوافق مع المصريين وهذا يؤهله للخروج بمصر من أزمتها بدأ مسيرته الإعلامية من تليفزيون لبنان الرسمى قبل أن ينضم عام 1979 إلى إذاعة مونت كارلو، ليحقق معها شهرة واسعة حيث كان يمثل الصوت الأبرز الذى يتجمع حوله ملايين العرب لمعرفة التطورات السياسية فى بلادنا العربية، وارتبط الكثير منا بصوته. اما النقلة النوعية فى حياته فكانت فى أواخر 2000 من خلال تقديمه لبرنامج «من سيربح المليون» على قناة إم بى سى 1. حتى اصبح صوتا وصورة امام العالم العربى واصبح وقتها جورج قرداحى نجم نجوم الشاشات العربية وموضة هذا الوقت، وساعده فى ذلك قدر الانسانية التى تفيض بها ملامحه والغريب انه منذ ذلك الوقت وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالبرامج الانسانية واخرها برنامج «المسامح كريم» الذى بدأ عرضه على فضائية «او.اس.ان». وربما يجىء ارتباط قرداحى بهذه البرامج الانسانية لنشأته فى جبل لبنان ثم معايشته لظروف الحرب اللبنانية التى خلفت وراءها عشرات الآلاف من الضحايا، وبالتالى شعر أن هناك بشرا تستحق من يدعمها انسانيا. الجميل انك عندما تتحدث اليه عن اختياره لنوعية البرامج الانسانية يكون اول رد له أن هذه البرامج هى التى تختاره. سألته عن برنامجه الجديد «المسامح كريم» فقال: هو برنامج يدعو إلى الخير والتسامح واقامة العلاقات الانسانية والاصلاح بين الناس. وهذا الامر يمثل سعادة خاصة لى. وبالمناسبة سبق وقدمت هذا النوع مع «ال بى سى». • هناك ارتباط بينك وبين برامج الخير التى تعتمد على مساعدة الناس؟ انا لا اختار البرامج. لكنها هى التى تختارنى. صدقنى هذا ما حدث معى منذ أن قدمت برنامج من سيربح المليون، لم يكن على بالى الامر إلى أن فوجئت بادارة ام بى سى تتصل بى وتطلب منى هذا، ووافقت لأن الامر كان بالنسبة لى تحديا جديدا، بعد سنوات طويلة جلست فيها امام الميكروفون. • العالم العربى يمر بظروف صعبة والصراعات لم تعد بين الدول فقط ولكن بين المواطنين وبعض فى الشارع، هل جاء هذا البرنامج عن قصد وفى وقته؟ اشعر انه جاء فى وقته. لأننا بالفعل نحتاج إلى المصالحة والمصارحة. ليس بين الحكومات فقط ولكن بين الناس كما قلت انت فى الشارع. ومن هنا يجب أن نتعلم أن نتسامح. لاننى لاحظت ومع شديد الاسف أن هناك أناسا اذا اختلفت معهم فى وجهة النظر يعتبرونك عدوا لهم وهو امر صعب للغايه اتمنى أن نتداركه لأن الوطن العربى لا يستحق منا هذا، ونحن كشعوب تربطنا امور كثيرة اللغة والعروبة والاديان السماوية. لذلك اعتبر أن هذا البرنامج جاء فى وقته، فالتسامح من كبر وكرم الاخلاق. • لكن البرنامج من الفورمات العالمية متى نصنع برنامجا عربيا دون الحاجة إلى النقل؟ اى برنامج لا يعيبه انه فورم عالمى، لانهم فى الغرب سبقونا فى امور كثيرة. المهم فى البرنامج أن يكون متوافقا ومتطابقا مع العادات والتقاليد والشرائع السماوية. على اعتبار اننا فى المنطقة العربية لدينا ثقافتنا والحمد لله كل البرامج التى جاءت من أوروبا او امريكا الينا تتوافق مع هذا الفكر. • الاعلانات اصبحت تفرض لغتها على الاعلام هل انت معى؟ هذا صحيح البرنامج اذا لم يكن يعتمد على اعلانات يتوقف مباشرة، وللاسف هذا سببه أن اغلب القنوات الموجودة الآن لا تتبع الحكومات لكنها تتبع مؤسسات خاصة. ولذلك فهى تسعى للربح. وهذا الامر يمثل سلبية لان هذه القنوات الخاصة استغنت عن خريجى الاعلام واتجهت إلى النجوم من اهل الفن والرياضة حتى برامج الطبيخ بحثوا لها عن نجوم لتقديمها. والسبب أن النجم يأتيهم جاهزا بالجماهير التى تدعمه. • ومن هنا اختفت صناعة نجوم من الاعلاميين؟ بالضبط لانهم استسهلوا الامر، والقنوات لم يعد لديها الوقت او الصبر لكى تصنع نجما اعلاميا شابا. هم يبحثون عن الجاهز. وبالمناسبة من سيربح المليون كانوا يبحثون وقتها عن نجم من الفنانين ولكننى لاننى كنت اتمتع بقدر من النجومية وانطبقت على المواصفات تم التعاقد معى. • اين انت من البرامج السياسية؟ أستعد لعمل توك شو ضخم مع الحياة سيكون متنوعا ومختلفا نحن الان بصدد التحضير. • هذا معناه انك لم تترك الحياة بسبب المسامح كريم؟ لا لم اتركها وتقديم المسامح كريم على او اس أن جاء بالاتفاق مع الحياة. • نجومتك بدأت من خلال الاذاعة الان هناك اذاعات كثيرة خاصة، ألم تشتق للعودة للميكروفون؟ اكيد لكن انشغالى بالشاشة يجعلنى بعيدا إلى حد ما عن هذا الامر، ولكن الباب مفتوح لأى عمل إن شاء الله. • المشهد السياسى فى الوطن العربى كيف تراه؟ «لا يسر عدو ولا حبيب» كما يقول المثل، وهذه اسوأ مرحلة يمر بها الوطن العربى. انشقاق وفرقة لا داعى لهما، وللاسف هناك آلاف من الضحايا تسقط فى ليبيا وسوريا ومصر واليمن ولبنان وحرق للممتلكات. الوطن العربى يعيش على صفيح ساخن. وهذا له تأثيره السلبى على الانتاج كما انه معطل للعقول وللتطور. واتمنى أن تخرج مصر سريعا من هذا الامر. • لماذا قلت مصر أولا؟ لانها قلب الوطن العربى النابض. ولأنها ادخلت فى ذلك عبر مخططات دولية. لكنها سوف تعود. وأتذكر اغنية الرحبانية «مصر عادت شمسك الذهب» لذلك إن شاء الله سوف تعود كما كانت بعد انتخابات الرئاسة، والتى أتمنى أن يكون السيسى هو الفائز بها لأننى اشعر أن هناك اجماعا عليه. وهو فرصة كبيرة لنا كعرب وإرادة الشعب تجمعت حوله. • بصفتك لبنانيا كيف تقيم اداء السيسى بعيدا عن لغة العواطف التى قد تحتل قلوب المصريين نحوه؟ أراه بعين عربية انه يتوافق مع المصريين، وهو نتاج هذا الشعب العظيم من حيث الكاريزما والاستقامة والطيبة التى يتمتع بها شعبكم الكريم. وهو المؤهل لاخراج مصر من ازمتها. • فى رأيك خروج مصر من ازمتها يؤثر على العالم العربى؟ اكيد. لان مصر تمثل الميزان وهى منذ القدم تمثل للعرب هذا الامر. • المشهد اللبنانى كيف تراه ونحن كل فترة نرى ايضا منغصات؟ المشهد اللبنانى مرتبط بالوضع فى سوريا. لان لبنان الشقيق المجاور لها. وما يحدث هناك يؤثر كثيرا علينا، لا توجد الان سياحة لبنانية حتى من قبل العرب. لبنان يدفع ثمن ما يحدث فى سوريا لذلك عندما تحدثت فى بداية الحرب السورية تصور البعض اننى ادافع عن بشار لكننى كنت اتمنى أن تحل الازمة سياسيا وبالحوار لا بالاقتتال. • البعض يرى تدخلات الغرب لدعم جماعات بعينها يمثل ضغطا على ارادة الشعوب العربية بدليل ما حدث فى مصر عند عزل مرسى؟ للاسف هناك دول عربية اصبحت هى من تنفذ تلك السياسات الغربية ومن هنا حدث الانشقاق.. وللاسف الصهيونية استطاعت اختراقنا. ونحن نعيش مؤامرة كبيرة اتضحت معالمها مؤخرا. وهناك اسماء بارزة فى عالم السياسة مثل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قالها. وانا توقعتها منذ فترة لكن البعض فسر ذلك بأننى مع نظام ضد اخر. • كيف ترى الاعلام فى الثلاث سنوات الاخيرة؟ معذرة الاعلام الان شىء مخجل فى كل عالمنا العربى. هناك محطات وقنوات كانت تدعى الحياد والحرص على الديمقراطية وبعد ثورة مصر العظيمة انكشفت وباعت ضميرها واكتشفنا انها احدى وسائل المؤامرة. وانها تنفذ سياسة تملى عليها، وان انشاءها كان بغرض تفتيت العالم العربى وخدمة اهداف بعينها. كنت اتمنى أن يكون اعلامنا اكثر وعيا فى التعامل مع الحروب الموجهة ضد العالم العربى.