الحاجة أم الاختراع .. مثل عربي ينطبق على الصينيين سكان المدن الكبرى التي تعاني من ارتفاع معدلات التلوث والذين ليس بمقدورهم الاستثمار في أجهزة تنقية الهواء غالية الثمن للحفاظ على صحتهم في داخل بيوتهم. فثمن تلك الأجهزة يبدأ من 300 دولار فأكثر ويصل الى الاف الدولارات وبالتالي فهي ليست في متناول يد غالبية الصينيين ذوي الدخول المحدودة. وفي الآونة الأخيرة قال مجموعة من الأمريكيين الذين يعملون ويقيمون في الصين في الآونة الأخيرة ان لديهم حلا يتمثل في تصنيع جهاز تنقية هواء داخل البيت. وتعلم ورش تسمى "سمارت إير" الناس كيف يصنعون منقيات هواء خاصة بهم من مروحة رخيصة تعمل بالكهرباء ومنقي جسيمات هواء بفعالية عالية ويسمى (هيبا فلتر) وحزام. وبعد عمليات قص ونشر بسيطة يثبت الفلتر أمام المروحة ليمكنه تنقية الهواء الذي تدفعه من أي جزيئات ملوثة. وتكلفة تصنيع جهاز التنقية هذا لا تتجاوز 200 يوان صيني (32 دولار) وبالتالي لا تقارن مع نحو 1000 دولار ثمنا لجهاز من طراز آي.كيو أير..وهو نوع معروف. وقال متعاون مع مشروع سمارت إير يدير ورشة في شنغهاي ويدعى جوس تيت يوم الخميس (10 ابريل نيسان) "انه مثل الدراجة الهوائية بينما الجهاز آي.كيو إير أو الجهاز بلو إير مثل السيارة نوع بي.إم.دبليو. وحتى الآن لا يعرف الناس في سوق منقيات الهواء أن الدراجة موجودة. يظنون انه إذا رغبت في الانتقال من هنا الى هنا عليك ان تشتري بي.إم.دبليو. لذلك فما نقوله هو ان هذا (الجهاز) ليس في جودة آي.كيو إير لكنه يؤدي الغرض ويعمل بشكل جيد جدا..وهو أرخص جدا جدا." وفكرة هذا الجهاز من بنات أفكار طالب يدرس للحصول على درجة الدكتوراة يدعى توماس تالهيلم حين كان يدرس في الصين. فقد اشترى هيبا فلتر عبر الانترنت وربطه بحزام في مروحة ثم بدأ يتحدث عن النتيجة على الانترنت. وأطلق الفريق المؤلف حاليا من ثمانية أفراد أواخر العام الماضي ورشتهم على الانترنت وبدأوا يبيعون عبوات للجهاز على الانترنت وفي متاجر لهم بالعاصمة بكين حيث يقيمون. وثبت تيت شاشة لمراقبة جودة الهواء في مقدمة الفلتر وأظهرت كيفية تنقية الهواء الملوث بعدد 600 جسيم الى صفر في غضون ثوان. وحين تم رفع الفتلر ارتفعت معدلات التلوث في الهواء مجددا فجأة. وقال تيت "تخلص الى نتائج مماثلة حين تتحدث عن الجسيمات. لكنها لا تحصل على بعض الأشياء الأخرى التي تحصل عليها منقيات أخرى مثل الروائح أو بعض الكيماويات الأخرى. هذا (جهاز التنقية) لا يفعل شيئا حيالها. لذا فان ما نتحدث عنه هو الجسيمات (الملوثة) فقط. لكن مع إعطائه فسحة من الوقت في غرفة مغلقة..نعم تكون النتائج أفضل بكثير." وعبر ليانج زهو ياو الذي عانى من تلوث الهواء بشدة في شنغهاي التي يقيم فيها منذ عشر سنوات عن رضاه عن الجهاز المبتكر. وقال "انهم مبدعون جدا. ابتكروا وسيلة سهلة يمكن ان يقبلها الناس. أتصور أن السعر هو النقطة الأساسية. انه رخيص للغاية. يجذب الناس العاديين مثلي ليحضروا ويسمعوا ثم يشتروه." وتعاني المدن الكبيرة مثل بكين وشنغهاي من معدلات تلوث للهواء تعتبرها منظمة الصحة العالمية سامة. والجزيئات المتطايرة التي يجب ألا تتجاوز نسبتها 2.5 ميكرومتر في الهواء في الأحوال العادية تتخطى 500 ميكرومتر في بكين في بعض الأحيان. وتصنف وكالة حماية البيئة الأمريكية المعدلات التي تتجاوز 300 ميكرومتر بأنها خطرة.