«هل حاولت يومًا أن تمسك عدسة كاميرتك وتصوّبها نحوك وتفتعل (بوز) لتلتقط صورة لنفسك؟.. هل ذهبت يومًا إلى مكان ما ولم تجد من يصوّرك فأخرجت هاتفك لتقوم أنت بدور المصوّر لنفسك؟.. إذا كنت من يقف إلى صف (نعم).. إذا فأنت مضطرب عقلياً». «احذر.. صورك ال(السيلفي) على فيس بوك أو انستجرام» ربما تصيب آخرين بالانزعاج، خصوصًا بعد نشر موقع أمريكي دراسة ترجع للرابطة الأمريكية للطب النفسي «APA» أشارت إلى أن صور «selfies» دليل على «اضطراب عقلي» لدى الشخص الذي يصوّر نفسه. «مجانين السيلفي» وتعليقًا على ما جاء بهذه الدراسة، رأت سارة عبد الرؤوف إحدى العاشقات ل«السيلفي»، أن كل الفتيات تقريبًا يحببن أن يرون أنفسهن دائمًا، والتأكد من جمالهن، فضلا عن تفضيلهن رؤية أنفسهن في جميع تعبيرات وجوههن، بوجه حزين وآخر عابس الحاجبين، على سبيل المثال. «سارة» أضافت أن «الفتيات يعشقن التصوير والتدقيق في كل تفاصيل ملامحهن، والتصوير بكل الملابس غريبة الشكل واللون، وبالتالي فهن بحاجة إلى مصوّر خاص يبقى بحقيبتهن دائمًا، وهذا مستحيل فيستغنين عنه ويقمن هن بذلك». وأعربت عن شغفها ب«السيلفي»، قائلة: «البنت بتحس إن شكلها عسول في شكل معين فلازم تصور نفسها علشان تتأكد من كده وتزود ثقتها في نفسها». وتابعت الفتاة العشرينية المتزوجة، ساخرة من انتشار الظاهرة: «طبعًا لما شخص تاني بيصورني الصورة بتطلع أحلى بس بكسل أطلب من حد فبصوّر نفسي، وأعتقد أن البنات همّ اللي اخترعوا السيلفي». وحكت سارة عن تجربتها مع «السيلفي»، قائلة: «كنت بصوّر نفسي كتير لما كنت بشتغل بكل الزوايا الممكنة، والحلو منها بنزلها على فيس بوك، ولما كنت بوصل شغلي الساعة 7 ولسه مبيكونش فيه عملاء، بصوّر نفسي في (الوقت الضايع) والناس تعدي وتضحك بتحس إني مجنونة». «سحر المحمول» سارة واصلت حديثها ل«بوابة الشروق» بالإشارة إلى أن السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة هو تقنيات الهواتف الذكية التي تحوي كاميرات ذات دقة ووضوح عاليين، متابعة: «بقى سهل على الناس فكرة التصوير أسهل من إنك تشيل مرايا في شنطتك.. مبايلك معاك يبقى مرايتك». وتطرقت إلى أن «الفراغ سبب رئيسي في انتشار هذه الظاهرة، وقلّت تدريجيا بالنسبة لها بعد الزواج وإنجاب طفل، ولا تنزعج من رؤية صور أصدقائها على طريقة السيلفي». «من باب التغيير» يسرا سلامة خريجة إعلام القاهرة، قالت: «مش دايما بس ساعات بحب أعمل كدة لما بكون مخنوقة وعايزه أعمل حاجة مجنونة، أو أحس إني حلوة»، لافتة إلى أنها من مستخدمي السيلفي ولكن ليس بشكل كبيرة. وبسؤالها عن عدم الاستعانة بشخص آخر لتصويرها، أجابت: «لا طبعا مش هينفع حد يصورني أولاً لأني (سينجل).. ثانيًا لأني بعمل حركات مينفعش تبقي أمام أي شخص، السيلفي خلاص بقى أسلوب حياة». وأضافت يسرا: «ساعات بحطها على انستجرام ومش دايما بعملها صورة للبروفايل على فيس بوك، وطبعا مش كلها.. مش بتضايق من وضع الصور سيلفي على حسابات أصدقائي، لكن لا أحب المزايدة والمبالغة في ذلك». وروت تجربتها عن صديق لديها يحاول تصوير نفسه بكل الأوضاع والزوايا حتى مع الأكل، «ممكن يصوّر نفسه مع المحشي والفراخ، وأنا عاملة دايت.. حرام ولا مش حرام». «مرضى نفسيون» أما هبة رشوان العاملة في إحدى شركات الطيران، فسخرت من انتشار ظاهرة السيلفي، واصفة من يقومون بها بأنهم مرضى، ولكن دائمًا ما ينكرون هذه الحقيقة «لأن محدش هيقول على نفسه مريض». وتابعت: «أتعجب ممن يصوّرون أنفسهم بكل الأوضاع الحركية الممكنة، وأتعجب أكتر من السبب وراء انتشار تلك الظاهرة.. لكنني لا أنزعج ولا أشعر بالضيق منها إذا كان (معلم تصوير)، وفيه ناس محترفين فعلا بس قليلين». وفي ردها على سؤال «لماذا لم تحاولين تصوير نفسك يومًا؟»، قالت بابتسامة عريضة: «والله أنا عارفة الخِلقة واللي فيها فهي مش مناظر تتصور، بس منكرش إني عملتها قبل كده قدام المرايا ورميت كارت الميموري بعدها». أما عن محمد أحمد الذي يعتبر السيلفي «حركة روشة»، يحاول تصوير نفسه في كل الأوضاع الغريبة، لكن لا يحب المبالغة فيها. وقال محمد «أحب تصوير نفسي بحركات غريبة لكن مبحبش الأفورة، أوقات بصور نفسي أنا وصحبي أو أنا وصحبتي بتبقى أحلى من لما حد بيصورنا، وبنزّلها دايما على انستجرام».