قال الأستاذ سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة (الإمارات اليوم)، إن دعم مصر ومساندتها والوقوف إلى جانبها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة هو خيار استراتيجي، وقناعة قديمة تعود إلى سنوات طويلة وغير مرتبط بظروف آنية، أو مرحلة وقتية، ولم تتغير في كل الأوقات، فهي بوابة الأمن والاستقرار للمنطقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها هو حفاظ على أنفسنا وأمننا واستقرارنا. وأضاف الريامي في مقال له تحت عنوان (حقائق من مصر) تم نشره اليوم في صحيفة الإمارات اليوم (التي يرأس تحريرها) حول انطباعاته عن المشاريع الإماراتية بعد زيارته إلى مصر مؤخرًا مع وفد إعلامي إماراتى رفيع "لابد من إيضاح ثلاث حقائق في موضوع وقوف الإمارات ومساندتها لمصر، فلاتزال هناك معلومات مغلوطة يروجها البعض بتعمّد مشوب بسوء نية، أو بتنظير بعيد عن الواقع الحقيقي، أو بحسن نية لنقص معلومات معينة، وفي كل هذه الأحوال ينبغي أن يعرف الجميع أن دعم مصر ومساندتها والوقوف إلى جانبها من قبل الإمارات هو خيار استراتيجي، وقناعة قديمة تعود إلى سنوات طويلة، لم تتغير في كل الأوقات، فمصر هي بوابة الأمن والاستقرار للمنطقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها هو حفاظ على أنفسنا وأمننا واستقرارنا". وأضاف " هذا الدعم الإماراتي غير مرتبط بظروف آنية، أو مرحلة وقتية، هذه هي الحقيقة الأولى، فمساندة مصر وشعبها أمر حتمي، لم يتوقف يومًا، وحتى في أشد الأوقات تدهورًا في علاقات البلدين في عهد حكم «الإخوان المسلمين» لم تتوقف المشروعات الخدمية الإماراتية، وتم تنفيذها وإنجازها حسب الخطط الموضوعة، كما أن مساندة الإمارات لمصر غير مرتبطة أيضًا بنتائج الانتخابات المقبلة، فالخطط الموضوعة والمدرجة للمشروعات ستستمر إلى حين الانتهاء منها خلال العام المقبل وما بعده ربما، فقائمة المشروعات الخدمية ثرية وضخمة، ولن تنتهي في أيام وشهور". وتابع: "أن مساعدات الإمارات لمصر ليست على شكل مليارات من الدولارات تم تسليمها للمسؤولين هناك، دون خطة أو متابعة أو رقابة، مما قد يؤدي إلى عدم وصولها إلى مستحقيها"، هذه حقيقة ثانية، فالإمارات ابتدعت نموذجًا جديدًا، هو الأفضل حاليًا بين جميع الدول المانحة التي تساند مصر، بشهادة وزرائها، فقد حصلت الدولة على الاحتياجات الحقيقية من مشروعات التنمية التي يحتاجها البسطاء، بالاعتماد على تقارير حكومية وشعبية، ثم حددت أولويات تلك المشروعات، وعمدت إلى دراستها وتحليلها، وشكلت فريقًا إماراتيًا مقيمًا في مصر، يتولى تنفيذ ومتابعة تلك المشروعات، بدءًا من مرحلة المناقصات إلى حين التسليم، وتاليًا فلا مجال لأن تذهب الأموال إلى غير المستحقين". وأضاف "هناك لجنة خاصة لمشروعات مصر، يديرها وزير إماراتي نشيط هو الدكتور سلطان الجابر، يقوم بزيارات أسبوعية للوقوف على كل المشروعات، وأحيانًا مرتين في الأسبوع نفسه، يتحرك في كل مناطق وقرى وأرياف مصر في كل المحافظات، يشاهد بعينيه، ولا ينتظر تقارير مكتوبة". وقال "حقيقة ثالثة، يجب أن تكون واضحة، فالإمارات تعمل في مسارين واضحين، المسار الأول هو مساندة الشعب المصري، والوصول بالمشروعات الخدمية إلى بسطاء وفقراء مصر، الذين تأثروا بشدة من الوضع الاقتصادي السيئ، والمسار الثاني هو تنشيط قطاعات معينة في الدورة الاقتصادية، لتساعدها على التماسك، لتتجاوز الأزمة".