عبر مرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب، في بيان السبت، عن «قلقه»، من تحول المغرب إلى نقطة جذب عالمية «للبيودفيليين» (الذين يعتدون جنسيا على الأطفال)، بعد القبض على ألماني استدرج قاصرتين إلى داخل عربته السياحية في مدينة تطوان شمال المغرب. وقال مرصد الشمال في بيانه إنه أُلقي «القبض على شخص يحمل الجنسية الألمانية بمدينة تطوان شمال المغرب من قبل الشرطة، وذلك مساء الخميس، بعد محاصرته من قبل مجموعة من المواطنين الذين أثارهم دخول قاصرتين بالزي المدرسي إلى داخل عربة المتهم السياحية قرب المحطة الطرقية». وفي اتصال بمصدر أمني- فضّل عدم ذكر اسمه- أوضح لفرانس برس أن «الشخص المعني يبلغ من العمر 40 سنة، وهو صحفي في إحدى شركات الإنتاج بألمانيا، استدرج قاصرتين عمرهما 16 سنة من أمام مؤسستهما التعليمية، واعتقلناه بعدما حاصره المواطنون في محطة طرقية». وأضاف المصدر نفسه «لقد حجزنا معه كاميرا رقمية قد يكون استعملها في التقاط صور ومشاهد للتلميذتين أو ضحايا آخرين محتملين»، موضحا أنه «تم وضعه في السجن المحلي لمدينة تطوان في انتظار محاكمته». من جانبه حمل مرصد الشمال في بيانه «السلطات المغربية المسؤولية الكاملة، إزاء خطورة تحول المغرب إلى نقطة جذب عالمية للبيودفيليين». وأرجع المرصد إمكانية تحول المغرب إلى وجهة لمغتصبي الأطفال إلى أحداث سابقة ك«العفو عن الإسباني دانييل كالفان والمماطلة الكبيرة في محاكمة البريطاني روبرت إدوارد بيل، والعقوبات المخففة التي يصدها القضاء في مثل هذه القضايا». وخرج آلاف من المغاربة في مايو 2013 في الدار البيضاء لشجب الاعتداء الجنسي على الأطفال وإساءة معاملتهم، بعد الاعتداء على طفلة تدعى وئام، وجدت غارقة في دمائها بعدما دافعت بشدة عن نفسها أمام المعتدي الذي استعمل أداة حادة مزق بها وجهها. وبعد ثلاثة أشهر، صدر عفو ملكي «عن طريق الخطأ» وفق السلطات، عن إسباني يسمى دانييل كافان، اغتصب 11 طفلا مغربيا وحكم بالسجن 30 سنة، ما أثار غضبا عارما في المغرب، دفع السلطات إلى التراجع عن العفو، فطالبت نظيرتها الإسبانية بإرجاعه إلى المغرب، لكن إسبانيا رفضت وقالت إنه سيقضي بقية عقوبته في إسبانيا. من ناحية ثانية أجلت محكمة مغربية عدة مرات النظر في ملف مواطن بريطاني يحاكم منذ منتصف 2013 بتهم اختطاف واغتصاب أطفال في مدينة تطوان شمالا، واعتبر مرصد الشمال «التأجيل المستمر إضرارا بنفسية الضحايا». وقال المرصد في بيانه السبت انه «يعتبر التلميذتين القاصرتين ضحيتين لفشل النظام التربوي والأوضاع الاجتماعية والتسامح القضائي، وفشل السياسة الأمنية في وضع حد لمثل هذه الظواهر». ودعا المرصد أخيرا الهيئات والمنظمات وكافة جمعيات المجتمع المدني إلى «الضغط على الدولة من أجل تبني سياسة أمنية وقضائية عاجلة وجد متشددة في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال».