«انت النهارده فى ملعبنا» يمازح الأديب حسن كمال الروائى أحمد مراد،فى إشارة إلى مكان استضافتهما فى كلية طب قصر العينى التى تخرج منها الدكتور حسن كمال قبل سنوات، تلك الروح كانت هى السائدة على مدار اللقاء الذى وشى بالكثير من كواليس الصداقة التى جمعت بين الكاتبين، وأبدى كثير من الطلبة اندهاشهم عن مدى قربهما رغم تنافسهما ككاتبين من نفس الجيل على صدارة قوائم الأفضل مبيعا. نظم اللقاء «مكتبة قصر العينى للاستعارة» قبل يومين فى قاعة الاحتفالات الكبرى بكلية الطب، وأعلن فيها الكاتبان عن مشاريعهما الأدبية الأحدث، حيث تحدث مراد عن روايته «1919» التى قال إنها ستصدر خلال أيام، وإنه يعتبرها «تحديا جديديا بالنسبة لى»، فيما تحدث حسن كمال عن عزمه إصدار روايته الجديدة خلال أشهر قليلة، وكانت المفاجأة إعلانه عن كتابه الساخر الأول «الذين لبسوا البالطو الأبيض»، الذى ما أن نطق بعنوانه حتى ضجت القاعة بالتصفيق والضحك فعقب: «الكتابة الساخرة ليست مجالى، لأننى مهتم أكثر بالأدب والفلسفة، ولكن فكرة الكتابة عن رحلة طالب الطب من المهد إلى اللحد استفزتنى». احتلت «الفيل الأزرق» هامشا كبيرا من اللقاء، لاسيما تحليل الحضور ل«يحيى» بطل الرواية، وعما إذا كان أحمد مراد قد خضع لتجربة تعاطى المخدر الذى استخدمه البطل ليستحضر تأثيره ويكتب عنه، فنفى مراد: كتبت عن إدمان المخدرات، وتحديت نفسى ألا أدخن سيجارة واحدة على مدار الكتابة، فأنا لا أشرب إلا القهوة، وعدم تجربتى للمخدرات جعلتنى أسيطر على الرواية وأتمكن من إحكام الكتابة عن سير الشخصيات»، وأكد من جديد أن «الفيل الأزرق» هى قصة حب، وأن نجاح الرواية بالنسبة له حقق له القدر الأكبر من الإشباع ككاتب، وينتظر ردود الأفعال بعد عرض الفيلم الذى شارك فى إعداده. كما توقف الطلبة عند «مشرحة كلية الطب» التى دار فيها الجانب الأكبر من أحداث رواية «المرحوم» لحسن كمال، الذى تحدث عن معاينته لها أكثر من مرة لتمكنه من الكتابة عن أجوائها رغم أن الأحداث التى دارت داخلها كانت فى معظمها خيالية. وفى سؤال «افتراضى» لحسن كمال عما إذا كان سيختار الطب أم الكتابة إذا أجبر على الاختيار بينهما فأجاب: «سأختار الطب» وتابع: «أنا أكتب لأننى طبيب.. رغم حبى الشديد للكتابة»، وتحدث ومعه مراد عن طقوسهما فى الكتابة التى اشتركا فى وجوب كونها «روتين» يوميا، ودعا مراد الحضور إلى القراءة عن طقوس نجيب محفوظ فى الكتابة الذى كان لا ينتظر الوحى «بل كان يجبر الوحى على النزول فى الساعات التى خصصها لنفسه يوميا للكتابة».