تعرض فيلم «ابن الرب»، وهو أحدث الأفلام التى تقدم حياة السيد المسيح منذ مولده إلى صلبه للكثير من الانتقادات فى الصحافة الغربية، ورغم ذلك، حقق نجاحا كبيرا فى شباك التذاكر فور عرضه، حيث وصلت إيراداته فى أسبوعه الأول إلى 26.5 مليون دولار، محتلا المرتبة الثانية بعد فيلم «آلام المسيح» الذى عرض منذ عشر سنوات، وفقا لما ذكرته مجلة هوليوود ريبورتر. وتعتمد أحداث الفيلم على قصة المسيح فى المسلسل التليفزيونى القصير «الكتاب المقدس»، الذى حقق نجاحا كبيرا وحصل على العديد من الجوائز، وهو ما دفع منتجى المسلسل لتحويله إلى فيلم سينمائى. يقوم بدور سيدنا عيسى ديجو مورجادو، وقامت بدور مريم المجدلية الممثلة امبر روز، والفيلم من اخراج كريستوفر سبنسر وإنتاج روما داونى ومارك بورنت وريتشارد بيدسير. وأثار الفيلم الكثير من الجدل فور الإعلان عنه، البعض يرى أنه لم يلتزم الدقة فى أحداثه، خصوصا فيما يتعلق بدور مريم المجدلية، التى تم تضخيم دورها فى حياة المسيح أكبر مما ورد فى الإنجيل، والانتقاد الثانى الذى وجه للفيلم هو تناوله لبعث سيدنا عيسى من جديد. وكتب الناقد تود مكارثى فى «هوليوود ريبورتر» عن الفيلم: «يبدو الفيلم وكأنه يقدم فى المقام الأول للمؤمنين، أما بالنسبة للمشاهدين الاخرين، فالفيلم يظهر فى جزئه الأول وكأنه يصور عن غير قصد يسوع نوعا ما كساحر، كما أنه غير متوازن بشكل رهيب، نتيجة الاهتمام الزائد بمعجزات النبى والتقليل من التركيز على تعاليم يسوع، إلى جانب إهمال الجوانب الأخرى من حياته». وأضاف: «نحن نسمع الفتات من دروس يسوع، والأربعين يوما فى الصحراء وإغواء الشيطان تم قطعهم فى اللحظة الأخيرة من الفيلم» وقالت «ان هورناداى» فى جريدة واشنطن بوست، إن تعاليم يسوع كانت مثل الخطب، ومعجزاته مثل الألعاب السحرية المثيرة، والاثنان تواجدا معا فى فيلم يبدو وكأنه مرقع، والحوار أيضا كان شاحبا». الناقد «روجر مور» من الجريدة اليومية «شيكاغو تريبيون أشار إلى أن فيلم «ابن الرب» به تفاؤل ولكنه سطحى بشكل كبير»، أما «اليزابيث» من نيويورك دايلى نيوز فتقول: «الفيلم تعامل مع الكتاب المقدس باعتباره سيناريو بدلا من فتح قصته للتأويل، والميزانية المحدودة تناسب الشاشة الصغيرة وليس السينما، كما أن مورجادو وعلى الرغم من مظهره الذى يتناسب مع الشخصية، فإنه يفتقر إلى العمق فى الأداء». وقال كيلى سميث من «نيويورك بوست»: ان المؤثرات الخاصة ليست جيدة بالشكل الكافى للشاشة الكبيرة، والموسيقى التصويرية طاغية، ويعتبر هذا الفيلم من اكثر الأفلام دموية التى شاهدتها، وهو أقرب فى ذلك من فيلم «الإغواء الاخير للمسيح» للمخرج مارتن سكورسيزى عن فيلم «آلام المسيح» للمخرج ميل جيبسون.