ودّعت مصر وبعد أيام من الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إحدى المناضلات المصريات.. وهي نادية هارون، نائب رئيس الطائفة اليهودية بمصر وابنة المحامي اليساري شحاتة هارون، التي عاشت حياتها تناضل ضد "الظلم والاستبداد والاستعمار الصهيوني". توفيت نادية الخميس الماضي ولم تخرج جنازتها سوى أمس الثلاثاء، بعدما رفضت شقيقتها ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية في مصر، الاستعانة بحاخام يهودي من إسرائيل، وفضلت أن تنتظر جثة شقيقتها المتوفاة إلى أن يأتي حاخام من فرنسا؛ لرئاسة صلاة الجنازة. وخرجت جنازة نادية هارون من مقر المعبد اليهودي المصري بشارع عدلي بوسط البلد، في ظل تشديد أمني مكثف. من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، عن تجربة حضور جنازة بمعبد يهودي في مصر، على صفحتها على فيس بوك اليوم الأربعاء: «ما كنتش فاهمة ولا كلمة من الحاخام الفرنساوي.. قريت لها الفاتحة ودعيت ربنا يرحمها هي أبوها ورفاقه العظماء جزاء ما قدموا لوطنهم.. وطلبت منها ومنه أم يسامحونا لأننا سبناهم كتير لوحدهم، وسمحنا بتلاشي عنصر من عناصر الأمة. وأضافت إكرام يوسف: «كنت مكسوفة قوي من نفسي.. لكن عزائي زي ما بقول دايما (المناضلون لا يموتون وإنما تفتح لهم أرض الوطن بطنها، كي يستريحوا، وينبتوا فروعا جديدة في شجرة العطاء الوطني». يذكر أن نادية هارون، كانت تعمل بالمحاماة، وكان لها دور بارز في الحزب الشيوعي المصري، وهي ابنة شحاتة هارون الذي قام بدور بارز في مقاومة الاحتلال الإنجليزي ورفض مغادرة مصر بعد ثورة يوليو 1952، وظل معتزا بكونه يهوديا مصريا، ورفض سفر ابنته المريضة للعلاج، الشقيقة الكبرى لنادية؛ لأن السلطة وقتها كانت تشترط على اليهودي الذي يسافر خارج مصر ألا يعود إليها ثانية.