غابت مصر، للمرة الأولى عن احتفالات يوم النيل، التى أقيمت أمس فى العاصمة الأوغندية كمبالا، وتجرى سنويا بمناسبة تدشين مبادرة حوض النيل منذ 14 عاما. وقالت مصادر مطلعة على ملف حوض النيل، إن حضور مصر فى هذه الاحتفالات لن يكون له نتيجة مجدية، فى ظل الأجواء المتوترة حاليا، وعدم الوصول إلى اتفاق بين مصر ودول منابع النيل بشأن مشروعات السدود على النهر، وأهمها مشكلة سد النهضة الإثيوبى، وكذلك عدم الموافقة على عقد اجتماع جاد لحل مشكلة تداعيات التوقيع المنفرد على اتفاقية «عنتيبى» دون حل النقاط الخلافية العالقة فى الاتفاقية. ودشنت مبادرة حوض النيل فى 22 فبراير عام 1999، بعد أول اجتماع لوزراء المياه فى دول حوض النيل، فى تنزانيا، الذين اتفقوا على إنشاء المبادرة ككيان للتعاون المشترك لخدمة شعوب دول حوض النيل، وتحقيق الاستفادة القصوى من مياه النهر وفق معايير وضوابط، إلا أنه طيلة هذه الأعوام أخفق وزراء المياه فى الوصول إلى اتفاق قانونى ومؤسسى يضمن بقاء هذه المبادرة، خاصة بعد الاتفاقية الإطارية التى وقعت عليها دول منابع النيل، دون مصر والسودان، ما أدى إلى تجميد نشاط الدولتين فى المبادرة، إلا أن السودان عادت للمشاركة فى أعمالها بشكل مفاجئ، العام الماضى ودون التشاور مع الجانب المصرى. وأوضحت المصادر أن «مشاركة مصر فى ظل هذا الوضع المتأزم سيعطى رسالة ضمنية بالموافقة على الأوضاع الحالية، والتى تسعى مصر إلى تغييره، ومن ثم لا يمكن الظهور فى أجواء احتفالية، وهناك خلاف حقيقى بيننا وبين دول المنابع التى لا تريد تفهم الملاحظات والمشاغل المصرية». وينعقد الاحتفال هذا العام تحت عنوان «المياه والطاقة التحديات الوطنية، حلول عابرة للحدود»، بهدف التوعية بين شعوب دول الحوض، أعضاء المبادرة، ومواطنى الدول المتشاطئة بأهمية الترابط والاعتماد المتبادل للمياه والطاقة فى ضوء التحديات التى تواجهها، بسبب تزايد عدد السكان والنمو الاقتصادى السريع.