افتتح زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر ومحمد فتحي البرادعي محافظ دمياط يوم الإثنين مسجد عمرو بن العاص ومسجد ومدرسة المعيني ومسجد الحديدي في مدينة فارسكور في محافظة دمياط بعد الانتهاء من ترميمها. وكان المجلس الأعلى للآثار قد بدأ في عملية ترميم مسجد عمرو بن العاص ومسجد مدرسة المعيني ومسجد الحديدي في مدينة فارسكور قبل أربعة أعوام بتكلفة إجمالية وصلت إلى 59 مليون جنيه مصري (10ملايين و700 ألف دولار تقريبا). ويعتبر مسجد عمرو بن العاص في دمياط في التاريخ الإسلامي ثاني مسجد يبنى في مصر بعد مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط في القاهرة رغم أنه لم يتبق من المسجد الذي تم تشييده إثر الفتح الإسلامي لمصر عام 642 ميلادية شيء ، حيث أعيد تشييد المسجد وتوسيعه أكثر من مرة خلال ما يقارب من 1400 سنة. وتعرض المسجد للتدمير للمرة الأولى في عام 853 إثر هجوم بيزنطي على مدينة دمياط دمروا خلالها المدينة والمسجد وأشعلوا فيها النيران إلا أنه أعيد بناؤه وتوسيعه بعد أن استعاد المسلمون المدينة. وخلال الحروب الصليبية واستيلاء الصليبيين أكثر من مرة على المدينة تم تحويل المسجد إلى كنيسة مرتين الأولى أثناء حملة جان دو برين عام 1219 والثانية خلال حملة الملك الفرنسي لويس التاسع على المدينة عام 1249 الذي تم أسره من قبل الملك الصالح وفرض عليه فدية ضخمة دفعتها فرنسا للإفراج عنه. وخلال هذه الفترة التي حول فيها المسجد إلى كنسية تم إجراء تعديلات على الجدار الشرقي له ليتواءم مع تحويله إلى كنيسة أطلق عليها في حينه كنيسة السيدة العذراء. وفي العصر المملوكي كان المسجد قد تهالك فقام شيخ مغربي يدعى فاتح بن عثمان الأسمر الدكروري بترميم المسجد في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري وتم ترميمه عدة مرات في العصر العثماني. إلا أن ارتفاع المياه الجوفية وتعرضه لكثير من العوامل أدى إلى تآكل جدران المسجد وأعمدته والأخشاب التي استخدمت في بناء المسجد وإلى جانب أعمال الزينة المصنوعة من الخشب وتساقط الجبس عن جدرانه ، تم تفكيك المسجد وإعادة بنائه من جديد مع استخدام مواد شبيهة بتلك التي تم استخدمها في بناء المسجد القديم وفي التوسيعات اللاحقة. ويأتي ثانيا من حيث العمر الزمني مدرسة ومسجد المعيني التي شيدت في العصر المملوكي في عام 1310 في عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وتم تشيدهما على مرحلتين حيث قام معين الدين الفارسكوري بتشييد المسجد وقام حفيده محمد بتشييد المدرسة وتوسيع المسجد بعد أن هدم المسجد القديم في عصر السلطان سيف الدين جقمق عام 1438 ميلادية. واحتفظ المسجد والمدرسة بالكثير من معالمهما الأثرية التي تم إعادة ترميمها باستثناء المئذنتين اللتان بقيتا حتى عام 1963 وتم هدمهما بعد ذلك لميلهما الشديد وخطورة وقوعهما في أي لحظة بسبب هبوط لحق بأرض المكان. وشملت عملية الترميم الجديدة تصليب الأرضيات وإعادة بناء المأذنتين وكذلك أعمال الترميم الأخرى التي يحتاجها هذا الأثر. وأحدث هذه الآثار التي تم افتتاحها وهو مسجد وضريح الحديدي في مدينة فارسكور الذي شيد عام 1785 وسط المدينة القديمة وينسب المسجد إلى الشيخ علي بن عبد الرحمن بن حديدي الحديدي الأنصاري المغربي. وتعرض المسجد للخطر بسبب المياه الجوفية التي تسببت عام 1975 بقيام وزارة الأوقاف بهدم المئذنة التي شكلت خطرا مباشرا على السكان إلى جانب تأثير حنفيات المياه التي تستخدم في المطهرة على جدران المسجد وتسريبها رطوبة أضرت بشده بجدرانه. وشملت عملية الترميم تقوية الجدران والأعمدة والأرضيات وإعادة بناء المئذنة إلى جانب ترميم قبة الضريح الخاصة بالشيخ الذي ينسب إليه المسجد.