لا صوت يعلو خلال الأيام الماضية فوق ما حدث للشباب المصري الذى توجه إلى مدينة سانت كاترين للقيام برحلة سفاري، وكانت النتيجة أن تعرضوا لأحوال جوية سيئة للغاية، مما جعلهم يضلون الطريق، في منطقة فرش الأرانب ومع ما آلت إليه جهود الإنقاذ من العثور على 4 منهم أحياء، ثم العثور على 3 جثث، ووجود مفقود ثم العثور على جثته متجمدة.. انتشر العديد من الأقاويل حول المسئول عن هذه المأساة، وعن تأخر جهود الإنقاذ كون المفقودين مصريين مما أدى إلى تفاقم الأزمة. «الشروق» حاولت البحث في تفاصيل «رحلة الموت» عبر لقاء أحد خبراء السفاري في سانت كاترين، وشاهد عيان منذ بداية الإبلاغ عن اختفاء الشباب. يقول سليمان محمود الجبالى، إنهم تلقوا بلاغا من دليل زميل لهم يفيد بفقدان مجموعة من الشباب فى منطقة تسمى الزعتر، وهى تقع ضمن سلسلة جبال سانت كاترين وترتفع نحو 2500 متر تقريبا عن مستوى سطح البحر، وتتميز بوجود نبات الزعتر الطبيعى الذى يستخدمه البدو فى العلاج والطعام، ويوضح أنه فور تلقيهم البلاغ يوم الاثنين الماضى كانت مدينة سانت كاترين قد تعرضت لأحوال جوية سيئة للغاية منذ السبت الماضى، وانخفضت درجة الحرارة إلى 10 درجات تحت الصفر، إلى جانب تفجير أتوبيس طابا السياحى ظهر الأحد وانقطاع الاتصالات نهائيا عن مدينة سانت كاترين، وبالتالى زادت المحنة على الشباب العالق فى الجبال منذ الجمعة الماضية. وبحسب الجبالي، فإن "اتصالات وتحركات البدو والاتصال بالقوات المسلحة بدأت يوم الاثنين الساعة الواحدة ظهرا، أعقبها خروج ما لا يقل عن 20 مجندا تابعين لكتيبة تابعة للقوات المسلحة بسانت كاترين ومجموعة من البدو وقصاصى الأثر بحثا عن الشباب". وأضاف، "وما هى إلا ساعات وتحولت مدينة سانت كاترين، التى تتعرض لمثل هذا الحادث لأول مرة فى تاريخها، إلى ثكنة من الشرطة والقوات المسلحة وحرس الحدود وفرق البحث والإنقاذ، إلى جانب أهالى الشباب الذين توافدوا على المدينة فور علمهم من وسائل الاعلام بالحادث". بعد 6 ساعات من البحث سيرا على الأقدام، كما يقول الجبالى، كانت المفاجأة، حيث عثر على أربعة من المفقودين أحياء، لكنهم يعانون من انخفاض شديد فى درجات الحرارة وتجمد أطرافهم، وهم يسرا منير ومها شوقى الأسود ومحمود فاروق عباس وإيهاب محمد قطب، وعلى الفور تم تغطيتهم بالبطانيات وإشعال النيران لهم فى أحد الأماكن المغلقة، وأثناء الرحلة التى قامت بها جهات الانقاذ لاحظوا كميات الثلج الموجودة فى هذا المكان، مما يشير إلى أن الشباب تأذى من البرد الشديد". يتابع الجبالى: "كان الناجون فى حالة إعياء شديد، وصدمة نفسية، فقد مر عليهم 3 أيام من السبت وحتى يوم الاثنين وهم تائهون فى منطقة واحدة، فقد كانوا يدورون حول أنفسهم فى مسافة لا تتعدى 500 متر، لكن نتيجة لأنها منطقة جبلية كان من الصعب معرفة الطريق الذى جاءوا منه". وأضاف، "حكى لنا أحد الشباب الناجين عن بداية اكتشافهم أنهم ضلوا الطريق، وأن الدليل الذى كان يرافقهم هو الآخر لا يعرف كيف وصل بهم إلى هذا المكان ولا يعرف طريق العودة، وظلوا 3 أيام تحت عواصف البرد والمطر والثلوج حيث وصل انخفاض درجة الحرارة لأكثر من 10 درجات تحت الصفر، ونتيجة لاستمرارهم فى السير والبحث عن طريق للإنقاذ تعبوا وأنهكوا من السير والبرد وبقى كل شخص فى مكانه تاركا الآخرين". وأكد الجبالى، أن "قلة خبرة الدليل وسوء التصرف أديا إلى وقوع هذه المأساة، فكان من الممكن أن ينجو بهم عن طريق الجلوس في بعض المغارات أو الكهوف الموجودة فى هذه المنطقة، واستخدام بعض الأخشاب للتدفئة حتى تنتهى العاصفة الثلجية". ويشير خبير السفارى إلى أنه "فى نفس اليوم خرجت طائرة استطلاع فى رحلة بحثا عن الشباب، وبالفعل عثرت على ثلاث من الجثث على سفوح الجبال وهم هاجر أحمد وخالد السباعى وأحمد عبدالعظيم، وكانت الجثث متجمدة". مشيرًا إلى أن الطائرة عادت مرة أخرى إلى مطار سانت كاترين ليل الاثنين، وعلى متنها الجثث، ولم تتمكن من نقل الناجين لصعوبة المكان وعدم وجود مهبط للطائرة، مما استدعى نقل قوات الإنقاذ الأربعة الناجين إلى منطقة سهلة حتى تتمكن الطائرة من نقلهم". وتابع، "فى صبيحة يوم الثلاثاء نقلت الطائرة الناجين الأربعة، وهم يعانون حالة صعبة إلى مستشفى سانت كاترين العام.. وبقى كلمة السر المخرج الشاب محمد رمضان، فهو مفقود ولا يعرف أحد مصيره، اتصالات مستمرة وفرق بحث تعمل فى ظروف غامضة وصعبة للغاية، وفى صباح الأربعاء عثر على جثته متجمدة فى منطقة فرش الأرانب". اقرأ أيضًا: أحد الناجين من رحلة سانت كاترين يروي ل«الشروق» تفاصيل الحادث: الجيش برئ من الإهمال في إنقاذنا تعليقًا على حادث سانت كاترين.. محافظ جنوبسيناء: لا نفرق بين مصري وأجنبي الناجون من سانت كاترين للنيابة: تقابلنا على «فيس بوك».. والأمن لا يعلم شيئًا عن رحلات السفارى