إنها مجرد لعبة، لفتت الأنظار فى صعودها المفاجئ، لكن اختفاءها أصبح ظاهرة عالمية خلال الأسابيع الماضية، لتكون مثار حديث مستخدمى التليفونات الذكية رغم بساطتها حيث قام بتحميلها أكثر من 50 مليون مستخدم، وصفها مطورها ب «الإدمان»، واستغل اسمها القراصنة، إنها لعبة فلابى بيرد Flappy Bird. فى بضعة أيام فقط، أصبح تطبيق اللعبة الأشهر على منصتى أندرويد وآي فون ظاهرة عالمية، فبعدما كانت لعبة بسيطة لا نهاية لها، جاءت النهاية مبكرة بحذفها من شبكة الإنترنت نهائيا، حيث أعلن مطورها الفيتنامى نجوين دونج والذى قام بتطوير الكثير من ألعاب الفلاش لآي فون بالإعلان عن حذف اللعبة نهائيا من متاجر التطبيقات. وفى تغريدة مقتضبة لدونج عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى تويتر قال «عذرا مستخدمى فلابى بيرد، بعد 22 ساعة من الآن سيتم حذف اللعبة دون رجعة، أنا لا استطيع التحمل أكثر من ذلك»، وأضاف فى تغريدة تالية «الأمر غير مرتبط بأى شىء قانونى، أنا فقط لا أستطيع أن أحتفظ بها أكثر من ذلك». وتابع فى تغريدتين متتاليتين «لم أقم ببيع اللعبة، رجاء لا أحد يسألنى»، مؤكدا استمراره فى تطوير الألعاب، وهو الشيء الذى فاجأ الجميع حيث وصلت أرباحه من اللعبة إلى 50 ألف دولار يوميا حصيلة الإعلانات. واللعبة عبارة عن طائر ليبقى طائرا عليك أن تضغط على الشاشة طوال الوقت، وعليه أن يعبر بين أنابيب بأطوال مختلفة، تشبه تلك التى كانت موجودة فى لعبة سوبر ماريو، وكلما عبرت أنابيب أكثر كلما كان هذا أفضل، ويمكنك اللعب للأبد إن أردت، وهى المهمة التى لا تبدو بالبساطة التى تبدو عليها، إذ يقع الطائر بمجرد لمسه لإحدى الأنابيب. البداية فى السادس من نوفمبر 2012، نشر دونج أول صورة للعبة على تويتر، والتى كانت فى أولى مراحل تطورها، ولكنه لم يذكر أى تفاصيل حول اللعبة ولا حتى اسمها إلا فى أواخر أبريل من العام التالى 2013 عندما أعلن من خلال موقع التواصل الاجتماعى نفسه أنه يقوم بتطوير لعبة تسمى «فلاب فلاب» لنظام تشغيل iOS، تشبه كثيرا رسومات نينتندو. وفى الشهر التالى أعلن دونج عن أن هناك تطبيقا موجودا بنفس الاسم «فلاب فلاب» فى متجر تطبيقات آبل، وأنه فى حاجة لتغيير الاسم، ليسميها أخيرا «فلابى بيرد»، وفى مايو 2013 شهد متجر آبل أول ظهور للعبة، ثم تمت إتاحتها فى يناير الماضى على متجر جوجل للتطبيقات، واستطاعت أن تحقق مراكز متقدمة فى المتجرين فى وقت قصير. بين كراهية اللعبة وإدمانها وسط مشاعر مختلطة بالإحباط، والسعادة، والضيق من اللعبة، وإدمانها، عبر المستخدمون عن رأيهم فى اللعبة، ووصلت اللعبة لذروة نجاحها فى 17 يناير السابق، عندما أصبحت اللعبة رقم واحد فى قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلا على متجر آبل. وأسفر النجاح الذى حققته اللعبة عن تساؤلات العديدين حول أسباب شهرة اللعبة ونجاحها على مستوى العالم أجمع، متسائلين عن الطرق التى جمع بها دونج تقييمات المستخدمين وتنزيلاتهم، واتهمته الصحافة وآخرون بلجوئه إلى أساليب غير قانونية للحصول على هذا الكم من التنزيلات. 50 ألف دولار يوميا!! وتشير التقارير إلى أن دونج كان يحصل على أكثر من 50 ألف دولار فى اليوم من عائدات إعلانات اللعبة، ولكن يبدو أن نجاح مطور اللعبة كان يؤثر على حياته بالأسوأ، حيث استقبل العديد من التغريدات الغاضبة أو الكارهة له، خاصة من بعض الصحفيين الذين تتبعوه فى كل خطاه. النهاية وبعد ساعات قليلة من إصدار التحديث الجديد بدا دونج مكتئبا على حسابه على تويتر قائلا «فلابى بيرد هو نجاح لى، ولكنه دمر أيضا حياتى البسيطة، لذا أنا الآن أكرهها»، ليعلن بعدها بساعات عن وقف اللعبة نهائيا وسحبها من المتاجر، معللا ذلك بإدمان المستخدمين لها. لم يصدق محبو اللعبة هذه الأخبار، واعتبروها مزيدا من الدعاية للعبة، ولكنهم تفاجأوا فى 9 فبراير بحذف فلابى بيرد نهائيا من متاجر أندرويد وآي فون. ومن وقتها ويوميا، تظهر العديد من الألعاب المزيفة والتى تحمل نفس الاسم على منصات أندرويد وآي فون، وهى الحيلة التى يستخدمها بعض القراصنة فى سرقة الأرصدة أو الحسابات المثبتة على التليفونات الذكية.