وقف وحيدًا على الرصيف حاملا لافتة «أنا منشكح من قتل الشباب».. وقف إلى جواره عدد من النشطاء السياسيين لدقائق ثم «اختفوا».. ببساطة هو «الدكتور يحيى عبد الشافي- طبيب بشري يعمل في عيادته الخاصة». «الدكتور يحيى» وجه منذ أيام دعوة لتنظيم «مظاهرة ساخرة» على «فيس بوك» للسخرية من الأوضاع السياسية وحالات «الاعتقال» المستمرة للطلاب والنشطاء السياسيين، واختار لها في البداية نقابة الصحفيين، إلا أن الحال انتهى بها إلى وقوفه وحيدًا أمام كوبري أكتوبر نزلة معروف حاملا لافتته. «المظاهرة الساخرة» قرر الطبيب البشري والنشطاء «المحدودين» الذين التفوا حوله إلى نقل مظاهرتهم إلى ميدان عبد المنعم رياض، تفاديا للاشتباك مع قوات الأمن المركزي المتمركزة أمام نقابة الصحفيين، إلا أن العدد القليل للمتظاهرين جعلهم يعدلون عن فكرتهم ويرحلون حتى لا «يكونوا صيدًا سهلًا لقوات الأمن»، حسب تعبير إحدى المشاركات. وبابتسامة واضحة، تحدث د. عبدالشافي ل«بوابة الشروق» قائلا: «إحنا لما بنرفع صوتنا ونقول يسقط بتبقى ديتنا رصاصة، فنازلين النهاردة نقولهم إحنا منشكحين من التعذيب وقتل الشباب يمكن يسيبونا»، مضيفًا: «نسمع أهوالا عما يتعرض له الشباب داخل السجون من التعذيب والقتل، فالوضع عاد أسوأ من أيام مبارك». سخرية «عبد الشافي» لم يفهمها بعض المارة، الذين وقفوا يسبونه ظنًا منهم أنه «سعيد فعلا بالقتل والتعذيب اللذين يحدثان»، الأمر الذي لم يقابله عبد الشافي سوى بكلمة «شكرا.. وكلمات قليلة توضح موقفه»، لكن أحد هؤلاء المارة بادره بقطع اللافتة التي كان يحملها، ليرحل بعدها «عبد الشافي» تفاديا لمزيدٍ من السباب والاشتباك مع المارة.