استيقظت مدينة الإسكندرية على صراخ المعماريين التراثيين الذين فوجئوا بقيام ملاك فيلا أجيون التراثية بتنفيذ قرار الهدم الصادر لهم بهدم الفيلا حتى سطح الأرض بناء على حكم المحكمة فى الدعوى رقم 31113 لسنة 57 لسنة 2013. ولم يكن الأمر مفاجئا بالنسبة لمسئولى الإسكندرية وعلى رأسهم محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى ورئيس حى وسط ولاسيما أن الفيلا التراثية صدر قرار لها أخيرا حمل رقم 577 لسنة 2013 من وزارة الإسكان بحذف العقار من سجل المحظورات التراثية والذى قام محافظ الإسكندرية بالتصديق عليه بنفسه ورفع تقرير بذلك إلى رئيس الوزراء. من جانبه، أكد الدكتور محمد عوض رئيس لجنة الحفاظ على الفيلات التراثية بمدينة الإسكندرية أن "ملاك الفيلا لديهم بالفعل أحكام قضائية نهائية بالهدم إلا أن الفيلا صدر لها قرار نزع ملكية لقيمتها التراثية ولذا يعتبر مسألة هدم الفيلا غير قانونى ويعرض جميع المسئولين عن تنفيذ القرار للمسائلة القانونية". وفى السياق ذاته، أمر محافظ الإسكندرية بوقف استكمال قرار هدم الفيلا والتى تعرضت أجزاء كبيرة لها للتدمير الكامل وذلك بالدعوة إلى جلسة ودية مع ملاك العقار وممثلين من السفارة الفرنسية وعدد من الأثريين والمعماريين التراثيين وعلى رأسهم الدكتور محمد عوض رئيس اللجنة المشرفة على التراث بالإسكندرية. جدير بالذكر أن فيلا جوستاف أجيون من تصميم المعمارى الفرنسى أوجوست بيريه (1874 1954)، والذى يعد أحد أهم وأشهر معمارى العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة فى إنشاء المبانى. بسبب القيمة العالية لبيريه أدرجت اليونسكو أبنية قام بتصميمها فى قائمة التراث العالمى، لتصبح تراثا للإنسانية جمعاء لا لشعب من الشعوب، ويزورها اليوم الآلاف فى كل عام. فى الوقت الذى يتم فيه هدم ما بناه فى الإسكندرية.