مع بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية، مازال المصريون في حالة «حيرة» من شخصية الرئيس وبرنامجه الانتخابي، وقدرته على المعالجة السريعة للمشاكل المتوطنة في مصر، بعد ثلاث سنوات على ثورة «25 يناير». فشخصيات بارزة في المشهد السياسي المصري والأقرب للترشح، منهم حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، وخالد علي، لم تحسم أمر إعلان قرارها النهائي بشأن خوض المعترك الرئاسي، والبعض منهم رهن ترشحه بنزول المشير عبد الفتاح السيسي. «هل يفوز السيسي بالتزكية دون منافسة من أحد؟، في ظل الرؤية الضبابية للمرشحين الآخرين»، سؤال طرحه الإعلامي معتز الدمرداش، في برنامجه «مصر الجديدة» مساء أمس الثلاثاء، على مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن. وأضاف «الدمرداش»، «بصراحة شديدة الشعب المصري لا يعرف أحد غير المشير السيسي، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أتصور أن القائد العام سوف يخوض الانتخابات لينافس نفسه». ورد عليه «الجلاد» قائلًا: «هذه هي مشكلتنا الحقيقية والمصريون يريدون انتخابات تنافسية حقيقية لمرشحين مدعومين ببرامج ورؤى، بالإضافة إلى شكل التجربة الديمقراطية أمام العالم كله، ولكن القبول الكاسح للسيسي لدى الشعب يعرقل العديد من الشخصيات في اتخاذ قرار خوض الانتخابات الرئاسية». «بوابة الشروق» طرحت السؤال على عدد من الخبراء والباحثين السياسيين؛ «هل يفوز السيسي بالتزكية دون منافسة من أحد؟». «ظاهرة غير إيجابية» قال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، إن خوض السيسي للتجربة الانتخابية دون وجود منافسين هي ظاهرة غير إيجابية، ولا تعكس حقيقة الوضع المصري من وجود شخصيات سياسية بارزة تريد التنافس على المقعد رقم واحد في مصر. وأضاف «السعيد»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن «السبب الحقيقي في تردد بعض الشخصيات السياسية عن خوض السباق الرئاسي؛ ليس للشعبية الكاسحة التي يتمتع بها المشير من قبل الشعب المصري، ولكن الخوف من الحملات الإعلامية صاحبة الرأي الأوحد، والتي تنهي السباق قبل بدايته». «الشفافية في مصادر تمويل المرشحين» قال معتز بالله عبد الفتاح، الباحث السياسي، إن المشكلة الرئيسية تكمن في ثقل ووزن المرشحين المتنافسين أمام السيسي، موضحًا إذا لم يوجد مرشح يتمتع بقاعدة شعبية وبدعم من القوى الثورية والشباب فان المشير سيفوز بالرئاسة بالتزكية. وأضاف «عبد الفتاح»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، «إذا لم يوجد مرشح يتمتع بقاعدة شعبية وبدعم من القوى الثورية والشباب فان المشير السيسي سوف يفوز بالرئاسة بالتزكية». وردا على بعض القوى السياسية التي تركز على البرنامج الانتخابي بغض النظر عن اسم المرشح، قال «عبد الفتاح»، إن «البرنامج السياسي لا يعد مقياسًا حقيقيا لإقناع المصريين بعد ثلاث سنوات من المعاناة فإذا لم يفصح المرشح الرئاسي عن مصادر تمويله لمعالجة المعضلات التي تواجه الشعب في مجالات الصحة والتعليم والبيئة فإن البرنامج سوف يصبح مجرد حبر على ورق». واختتم تصريحاته قائلًا: «الأمل الوحيد في منافسة حقيقية أمام السيسي هو أن يجتمع شباب ثورة يناير وجميع التكتلات الثورية والائتلافات وراء مرشح واحد فقط، وأن يتعلموا الدرس من الأخطاء السابقة التي وقعوا بها في انتخابات 2012، ونظرية تفتيت الأصوات، لافتًا إلى أن «المرشحين الرئاسيين السابقين أبو الفتوح وصباحي لو نجح أحد منهم في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات في مواجهة المرشح الإخواني، كان من الممكن أن ينجح أحدًا منهم وفقًا للقوى الثورية وشباب 25 يناير الذي كان يدعم كلا المرشحين». «السيسي يتمتع بشعبية واسعة» قال محمد فؤاد، عضو المكتب السياسي بحركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، إن «الحركة لا تميل إلى شخصنة الأمور في السباق الرئاسي، ولا تقف وراء مرشح بعينه». وأضاف «فؤاد»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن «المقياس الحقيقي للمرشح القوي هو البرنامج الذي من المقرر أن يعلن عنه أمام الشعب المصري، والذي يهدف إلى تحقيق أهداف ثورة يناير من العيش والحرية والركامة الانسانية والعدالة الاجتماعية». وتابع عضو المكتب السياسي بحركة 6 أبريل، «نحن نعلم أن هناك فصيلا كبيرا يدعم السيسي في الانتخابات القادمة، ولديه قاعدة جماهيرية عريضة، ولكن في المقابل القوى الثورية تميل إلى مرشح مدني دون خلفية عسكرية». واختتم تصريحاته، بأنه لو ترشح بعض الشخصيات البارزة مثل «صباحي أو أبو الفتوح» معتمدين على خلفيتهم المدنية في مواجهة المرشح العسكري، دون وجود أي وعود حقيقة لتحقيق أهداف الثورة فإنهم لن يحصلوا على أصوات الشباب والشعب المصري. «اكتساح من أول مرة» قال مصطفى بكري، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، «هناك تحول وتغيير كبير في آراء النخبة السياسية التي كانت تدعم مرشحين سابقين للرئاسة في 2012، وقد اختلفت مواقفهم السياسية في الوقت الراهن إزاء التطورات المصاحبة للمشهد السياسي. وتابع «بكري»، عبر حوار له على قناة العربية، مع الإعلامي محمود الورواري، «نحن أمام مرشح لو قرر خوض المعركة سوف يكتسح من الجولة الأولى، وهناك سعار أمريكي بعدم الرغبة في السيسي؛ لأنهم لا يريدون عبد الناصر جديدا».