أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، السبت، «أن سنة البلاد يرفضون أن يكونوا جزءا من (حرب حزب الله والقاعدة)، واستهداف المدنيين في أي منطقة، وذلك في بيان وزعه مكتبه الإعلامي. ويأتي البيان غداة إعلان (جبهة النصرة في لبنان) التي تبنت تفجيرين استهدفا مناطق نفوذ للحزب الشيعي المشارك في المعارك إلى جانب النظام السوري، أن الحزب بات «هدفا مشروعا» لها، داعية السنة في لبنان إلى «عدم الاقتراب» من مناطق وجوده. وقال الحريري "إن اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم يرفضون أن يكونوا جزءا من أي حرب في لبنان أو المنطقة بين حزب الله والقاعدة، كما يرفضون أن يصبح المدنيون في أي منطقة من لبنان هدفا لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية". وأضاف "أن كل لبناني عاقل ووطني من أي طائفة كان سيرفض الانجرار خلف هذه الدعوات الساقطة بمقدار ما يرفض حرب حزب الله في سوريا، وسيتصدى بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة لكل الجرائم بحق لبنانوسوريا والعروبة والإسلام وإنسانية الإنسان في بلادنا". ويترأس الحريري تيار المستقبل، الذي يعد أكبر ممثل سياسي للسنة في لبنان، وهو أحد أبرز قادة "قوى 14 آذار" المناهضة لدمشق وحزب الله. وشهد لبنان المنقسم حول النزاع السوري بين موالين للنظام ومتعاطفين مع المعارضة، سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات منذ بدء الأزمة. وارتفعت حدة التوتر السياسي والأمني بعد الكشف عن قتال حزب الله بجانب النظام. ووقعت ستة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق نفوذ الحزب منذ يوليو الماضي، بينها ثلاثة في يناير. ووقع آخر هذه التفجيرات في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 21 يناير. وأودى هذا التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة بحياة أربعة أشخاص. وتبنت "جبهة النصرة في لبنان" التفجير، إضافة إلى تفجير مماثل في الهرمل (شرق) في 16 من الشهر الجاري، أودى بحياة ثلاثة أشخاص. وقالت الجبهة إن التفجيرين رد على "جرائم" الحزب في سوريا. وأعلنت الجبهة، في بيان نشرته، الجمعة، أن "حزب إيران بجميع مقراته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدف مشروع لنا حيثما وُجد". وأضافت "نهيب بأهل السنة في لبنان عموما عدم الاقتراب أو السكن في مناطقه أو قرب مقراته وتجنب تجمعاته ونقاط تمركزه". وتعد جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، وتقاتل ضد قوات النظام السوري. وظهر اسمها إلى العلن مطلع العام 2012، وتبنت العديد من الهجمات ضد مراكز أمنية وعسكرية في سوريا. وظهر اسم "جبهة النصرة في لبنان" عبر الإعلام المحلي خلال الأسابيع الماضية، وتم الربط بينها وبين جبهة النصرة في سوريا.