كرمت إسرائيل، الأحد، رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون "البطل" كما وصفته وسائل الإعلام، و"مجرم الحرب" كما سماه الفلسطينيون، والذي سجي جثمانه داخل البرلمان في القدس. وسادت أجواء الحداد، الأحد، في إسرائيل قبل دفن شارون الاثنين في مزرعته العائلية بجنوب البلاد. وتوافد ما بين 15 و20 ألف إسرائيلي من كل طبقات المجتمع، لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه المغطى بعلم إسرائيل الأبيض والأزرق والذي تتوسطه نجمة داود. وخيم الحزن على وجوه بعضهم الذين كانوا يصلون بصمت بينما التقط آخرون صورا لهذه اللحظة التاريخية، فيما تلا رجل دين عسكري صلوات الحداد، ووقف حراس أمام النعش، وحضر الرئيس شيمون بيريز ليضع باقة زهور عليه. والتزم مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية برئاسة بنيامين نتانياهو دقيقة صمت حدادا، وأشاد نتانياهو مجددا بخصمه السياسي الذي لم يكن يتفق كثيرا معه، معتبرا أنه كان "من أكبر قياديينا ومن أشجع قادتنا". وسيقام الاثنين وداع رسمي في الكنيست قبل جنازة عسكرية عصرا في مزرعة شارون غير البعيدة من قطاع غزة، وطلب شارون أن يواري إلى جانب زوجته الثانية ليلي. وسيشارك في الوداع الرسمي في البرلمان كل من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وخصصت كل وسائل الإعلام الإسرائيلية صفحاتها لحدث وفاة العسكري السابق والرجل القوي لليمين القومي ونشرت صورا له وشهادات لمن واكبوه. وكتب شالوم يروشالمي في صحيفة معاريف "كان عبقريا كريما ووحشيا في الوقت نفسه. وكما كان قاسيا مع نفسه وخصوصا في ساحات المعارك، كان يظهر ازدراء بمعارضيه (...)".