أعرب وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي يوم الخميس عن عدم قناعته بمستوى العلاقات بين طهران والقاهرة. وقال متكي في تصريحات للصحفيين عقب ختام قمة عدم الانحياز الخامسة عشرة في منتجع شرم الشيخ إنه على مدى السنوات الأربع الماضية كانت هناك "محادثات بناءة وتتسم بالود مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول الموضوعات المختلفة ، وكان من الطبيعي أن يتم بحث العلاقات المصرية الإيرانية .. نحن لسنا سعداء أو قانعين بشكل كبير بمستوى العلاقة بين البلدين". وأضاف : "هناك تعاون اقتصادى جيد بين مصر وإيران ، كما أن البلدين لديهما رؤيتهما بالنسبة للقضايا الدولية ، ويمكن دائما أن يكون تبادل الآراء بناء وإيجابيا ، غير أنه لا يزال هناك المزيد من المجالات لتوسعة العلاقات بين البلدين". وحول إمكانية توقع تغيير في سياسة إيران النووية ، قال متكي : "لا أعتقد ذلك". وبالنسبة للعلاقات الإيرانيةالأمريكية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، أوضح وزير الخارجية الإيراني أن "أوباما مهتم بإحداث بعض التغييرات .. هناك خطوات يتم الإشارة إليها في هذا الإطار مثل ضرورة أن يكون هناك عالم خال من الأسلحة النووية ، وعدالة إلى حد ما في العلاقات الدولية". وقال : "من المهم أن يتسم تطبيق تلك المفاهيم التي ذكرها أوباما على المستوى الدولي ، وقد حقق خطوات ملموسة في هذا الإطار ، لكن أمامه عدة ملفات مفتوحة منذ سنوات ما قبل توليه الرئاسة ، ونأمل - وفى إطار جولة الحوار - أن نستطيع التوصل إلى بعض الحلول للعديد من المشكلات الموجودة في منطقتنا". وأكد متكي على أن "التغيير في الكلمات أمر مرحب به من الشعوب ، ولكن حكم الشعوب على هذا التغيير سيتم فقط من خلال التغير في المواقف الفعلية والتصرفات". وحول أسباب سفره المفاجيء من شرم الشيخ إلى طهران عشية القمة ثم عودته بعد ساعات ، قال متكي : "إن وزراء الخارجية دائما لديهم برنامج لقاءات مكثف ، وسافرت بعد انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري ، وكان لدى عدة لقاءات في طهران". وعن رؤيته للسياسة الإسرائيلية في المنطقة قال : "تحاول إسرائيل منذ نصف القرن الماضي فرض قوتها .. وفى السنوات القليلة الماضية شهدنا حربين رئيسيتين في لبنان وغزة ، مما يشير إلى قدرة هذه الدولة على إثارة المشاكل" . وتابع قائلا : "لو تم توحيد قوة ورؤى دول المنطقة ، فإن المشكلة الفلسطينية سيتم حلها". وحول رؤيته لتصريح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لضرب إيران وإمكانية وجود أمل في الحوار الإيراني - الأمريكي في ظل هذا التصريح ، قال متكي : "لقد قام نائب الرئيس الأمريكي بتصحيح تصريحه" ، مؤكدا على أنه "لا توجد أي فرصة أو إمكانية للنظام الصهيوني في ضرب إيران". وبالنسبة لإمكانية تعاون طهران وواشنطن لحل المشكلة الأفغانية ، قال وزير الخارجية الإيراني إن حل مشكلة أفغانستان لابد أن يتم بناء على مبادرات إقليمية ، وهو ما تسعى إليه إيران ، حيث تقوم بتأسيس إطار عمل مع رؤساء باكستانوأفغانستان ، "ونؤمن أن الأطراف المختلفة في المناطق المختلفة من العالم لابد أن تقوم بدعم هذه المبادرة الإيرانية التي ستؤدى لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة". وفي ختام تصريحاته ، قدم متكي تعازيه إلى أسرة الشهيدة مروة الشربيني التي قتلها متطرف ألماني داخل محكمة ألمانية ، وأكد إدانة بلاده للحادث ، محملا "حكومة برلين المسئولية عما حدث". من جانب آخر ، أعلنت وفود الدول الأعضاء التي شاركت في القمة أن القمة المقبلة ستعقد في إيران عام 2012. وقال وزير الخارجية الإيراني أمام الوفود خلال الجلسة الختامية : "السيد الرئيس (المصري) حسني مبارك ، أود أن أشكركم جميعا من أعماق قلبي ، نيابة عن حكومتي وبلادي ، للشرف الذي منحتموه إيانا بقبولكم دعوتنا لاستضافة القمة السادسة عشرة للحركة". وسلمت كوبا مصر رئاسة حركة عدم الانحياز التي تمثل الدول الأعضاء بها أكثر من 50% من سكان العالم. وأضاف متكي : "نعتمد على تعاونكم ودعمكم لاعطاء زخم لقضايانا ومصالحنا المشتركة". وكان وزير الخارجية الإيراني قد التقى نظيره المصري أحمد أبو الغيط ثلاث مرات منذ بدء الاجتماعات التمهيدية للقمة في وقت سابق الأسبوع الجاري. وأصدر القادة المشاركين في القمة بيانا جددوا فيه تأكيدهم على التزام الحركة بدعم الشعب الفلسطيني من خلال تقديم المساعدات اللازمة والمساهمة في الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتوصل إلى حل عادل وسلمي للصراع في الشرق الاوسط. كما أكد البيان دعم الدول الأعضاء في الحركة لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأشار البيان أيضا إلى التزام الدول الأعضاء بتعزيز الدعم لقضايا نزع السلاح والأمن الدولي ومهام حفظ السلام ودعم حقوق الإنسان والديمقراطية ، فضلا عن تناوله الأزمة المالية العالمية وعواقبها على الدول الأعضاء.