القمة ال 14 انطلقت أمس قمة قادة دول عدم الانحياز بمدينة شرم الشيخ والتى تستمر حتى السادس عشر من الشهر الجارى بمشاركة رؤساء وممثلين عن 118 دولة أعضاء فى الحركة و34 دولة ومنظمة مراقبة فى القمة الخامسة عشرة. وستبدأ أعمال القمة بمراسم تسلم الرئيس المصرى" حسنى مبارك "رئاسة القمة من الرئيس الكوبى راؤول كاسترو الرئيس الحالى للحركة وذلك لمدة ثلاث سنوات متتالية. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الخامس عشر لرؤساء الدول الأعضاء فى الحركة يومى الخامس عشر والسادس عشر من شهر الجارى فى شرم الشيخ. وتعليقاً على المشاركة الإيراينة فى القمة، أعرب وزير الخارجية المصرى أحمد ابوالغيط عن اعتقاده بامكانية ان تصبح حركة عدم الانحياز "آلية لتحسن العلاقات بين مصر وإيران" حتى فى حالة غياب الرئيس الأيرانى محمود أحمدى نجاد. وقال أبوالغيط فى تصريحات للصحفيين حول امكانية ان تدفع حركة عدم الانحياز العلاقات بين مصر وإيران الى التحسن "اعتقد ان عدم الانحياز كآلية لتحسن العلاقات ممكن بطبيعة الاحوال"، موضحا "اذا قلنا ان مصر هى الرئاسة لمدة ثلاث سنوات وتسلم الرئاسة الى إيران فالرئاسة القادمة هى رئاسة إيران ، وبالتالى امر وارد". وحول امكانية ان يتم ذلك فى حالة غياب الرئيس الايرانى عن قمة شرم الشيخ، قال بلغة عامية "ياما بيغيب رؤساء عن القمم ولكن العلاقات بين الدول تبقى". وأضاف ان ايران عضو عامل فى حركة عدم الانحياز، وهى الدولة القادمة للرئاسة فى عام 2012 ، مؤكدا انه لن تكون هناك اى اشكالية مع وجود ايران فى القمة، قائلا "لا نرى مشكلة فى ذلك". وأشار الى ان المناقشات ستتناول المشروع النووى الايراني، لافتا الى "ان هناك نقاشا عاما حول كل المسائل، وهناك دول سوف تقرر رايها فى الملف النووى الايرانى ، وسوف نستمع الى وجهات النظر وبالتالى تقول القمة رؤيتها، لا استطيع ان اتكلم باسم القمة حاليا". وتشهد العلاقات بين القاهرة وطهران توترات كبيرة بسبب ما تعتبره القاهرة تدخلا ايرانيا فى الشؤون العربية. وحول غياب الرئيس السورى بشار الأسد عن القمة جراء التمثيل المصرى الضعيف فى قمة دمشق، قال الوزير المصرى "ليست هذه المرة الاولى التى يغيب فيها الرئيس السورى او المصرى عن قمة، ولم يكن هناك تمثيل ضعيف لمصر، فمصر شاركت بأحد الوزراء المقتدرين له اقدميته فى الحكومة المصرية". وأضاف "مع ذلك الأخوة فى سوريا مدعوون للحضور وهى ليست المرة الاولى التى تغيب سوريا فيها على هذا المستوى فى احد قمم عدم الانحياز"، مؤكدا فى الوقت نفسه ان هذا لن يؤثر على المصالحة العربية. وقد وصل وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى مساء أمس إلى مصر على رأس وفد إيران، ويمثل سورية فى القمة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. ويسبق عقد قمة عدم الانحياز اجتماع تحضيرى على مستوى وزراء الخارجية للإعداد لجدول الأعمال المقرر عقده على القادة والمشاركين فى الاجتماع. ويتضمن جدول أعمال القمة مجموعة من الموضوعات من بينها كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية والسبل الكفيلة بعدم تكرارها ودور الأممالمتحدة والمنظمات المالية الدولية فى ذلك، إضافة إلى سبل تنمية التبادل التجارى بين دول الحركة وإقامة مشروعات مشتركة فى مجالات التكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي. كما تبحث القمة توسيع مجلس الأمن الدولي، بما يحقق التوازن والعدالة ويراعى مصالح الدول النامية، إضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وأزمة دارفور ومشكلة السودان مع المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من القضايا التى تهم القارات الإفريقية والآسيوية والأميركية اللاتينية. وتحمل الوثيقة الختامية للقمة عنوان «إعلان شرم الشيخ»، بحيث تتضمن وجهة نظر القمة من العديد من القضايا منها التنمية والزراعة والأمن الغذائى والبيئة والمناخ والقرصنة والطاقة وسيادة القانون الدولى والعديد من القضايا السياسية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. وتعقد بالتوازى مع قمة مجموعة عدم الانحياز قمة للسيدات الأوليات فى الدول أعضاء الحركة. يذكر أن حركة عدم الانحياز نشأت فى مؤتمر باندونج عام 1955 على يد المؤسسين الأوائل وهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندى آنذاك جواهر لآل نهرو والرئيس اليوغسلافى جوزيف تيتو والرئيس الاندونيسى سوكارنو وعقدت القمة الثانية للحركة بالقاهرة عام 1964.