افتتاح قمة «عدم الانحياز» فى شرم الشيخ وسط «أكبر مشاركة» فى تاريخ الحركة.. ومصر تدعو ل«نظام اقتصادى عادل»

افتتح الرئيس حسنى مبارك صباح أمس أعمال القمة الخامسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز، والمنعقدة حالياً بمدينة شرم الشيخ، بحضور 55 رئيس دولة، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء الحكومات ورؤساء الوفود المشاركين فى القمة الحالية، والتى يصل عدد الدول المشاركين فيها الى 118 دولة و34 منظمة دولية، فيما تعد – حسب مراقبين – «أكبر مشاركة فى تاريخ قمم الحركة».
ودعا مبارك - خلال كلمته فى افتتاح القمة - حركة عدم الانحياز إلى التعامل مع الواقع الدولى الراهن على نحو يتسم بالفعالية والمبادرة.
وقال: «ندعو لنظام دولى سياسى واقتصادى وتجارى جديد أكثر عدلاً وتوازنا ينأى عن الانتقالية وازدواجية المعايير، يحقق مصالح الجميع ويراعى شواغل الدول النامية وأولوياتها، يرسى ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامى بأجهزة المنظمات الدولية، ومؤسسات التمويل القائمة، وآليات صنع القرار الاقتصادى العالمى، والتجمعات الدولية الرئيسية مثل مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين».
وأضاف مبارك - – الذى تم انتخابه بالإجماع رئيساً للقمة الخامسة عشرة للمنظمة، حسب ما طالب به الرئيس الكوبى راؤول كاسترو -: «إننا نتطلع جميعا لحياة أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل، نتطلع للسلام والأمن والاستقرار والتنمية ولمزيد من التعاون فيما بيننا.
وأكد الرئيس أن السلام والتنمية فى قلب ما تسعى إليه حركة عدم الانحياز من أهداف وغايات.
وقال: «إن ذلك يقتضى تعزيز التضامن الدولى والتعاون البناء بين جميع الأمم والشعوب من أجل التغلب على ما يواجهه السلم والأمن الدوليين من تحديات وتهديدات ومخاطر، وماتواجهه جهود التنمية من عقبات ومشكلات وصعاب»،لافتاً إلى ما يهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العديد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر، وقضايا طال انتظارها لحل عادل فى مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل فى الشرق الأوسط.
وتابع: تأثرنا بتبعات ظاهرة «تغير المناخ»، ونواجه صعاباً فى تمويل التنمية وتحديات فى تعاملنا مع قضايا إمدادات الطاقة والأمن الغذائى.
كانت الجلسة الافتتاحية بدأت بإعلان الرئيس الكوبى راؤول كاسترو افتتاح القمة الخامسة عشرة، ثم وقف الزعماء والوفود المشاركة دقيقة حداداً على أرواح الزعماء والقادة الذين توفوا منذ القمة الرابعة عشرة، ثم قدم الرئيس الكوبى بصفته رئيساً للقمة الرابعة عشرة تقريراً حول أنشطة الحركة خلال الثلاثة أعوام الماضية.
وطالب كاسترو بدور أكبر للدول النامية التى تشهد معاناة كبيرة بسبب الأزمة المالية العالمية، وطالب الرئيس الكوبى بإعادة هيكلة الاقتصاد العالمى، ليصبح أكثر عدالة، ويتيح المزيد من الفرص للدول النامية، مشدداً على أن أول خطوة فى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمى هى إعادة هيكلة النظام النقدى فى العالم.
ودعا إلى تأسيس نظام عالمى يحقق المزيد من التعاون بين دول العالم فى إطار الأمم المتحدة.
وعقب كلمة الرئيس مبارك، ألقى سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون، كلمة، طالب فيها بالنظر فى المبادئ التأسيسة للحركة كى تتصدى للتحديات التى يواجهها العالم حالياً، داعياً جميع البلدان إلى إدراك أن نزع السلاح يساهم فى التنمية والسلام فى العالم.
وطالب كى مون أيضاً بالتكاتف من أجل التوصل لاتفاق فى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والذى سيعقد فى كوبنهاجن، وكذلك العمل على إنهاء «إغلاق غزة»، والتخفيف من معاناة أهلها بواسطة حل دائم، كما دعى إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيداً بالدور المصرى الساعى لتحقيق هذا الهدف.
ثم ألقى الرئيس السودانى عمر حسن البشير، رئيس مجموعة ال77 والصين، كلمة قال فيها «إن قمة شرم الشيخ تنعقد فى ظل أزمة مالية عالمية، بالإضافة إلى أزمتى الغذاء وتغير المناخ»، معرباً عن قلقة إزاء آثار هذه الأزمات العالمية على الدول النامية وتأثير ذلك على الفئات محدودة الدخل.
ورفعت الجلسة بعد ذلك ثم عقدت الجلسة العامة للقمة الخامسة عشرة، حيث تم اعتماد جدول الأعمال وتقرير رئيس الاجتماع الوزارى التحضيرى، وانتخاب هيئة المكتب، واعتماد انضمام الاعضاء الجدد ومشاركة المراقبين والضيوف، وكذلك اعتماد التقرير حول أنشطة الحركة خلال الفترة من 2006 إلى 2009.. ثم بدأت مناقشة عامة حول الموضوع الرئيسى للقمة الخامسة عشرة وهو «التضامن من أجل السلام والتنمية».