تبدأ صباح اليوم بمدينة شرم الشيخ أعمال القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز، التى تستمر يومين، ويتسلم خلالها الرئيس حسنى مبارك من نظيره الكوبى راؤول كاسترو رئاسة الحركة للأعوام الثلاثة المقبلة، فى مرحلة وصفها مراقبون بأنها «بالغة الأهمية» فى مسيرة الحركة، التى تأسست قبل نحو خمسين عاماً، التى ساهمت مصر بفعالية فى بلورة فكرة إنشائها أصلاً، ثم تجسيد الفكرة فى كيان حقيقى على أرض الواقع. ويشارك فى أعمال القمة - التى بدأت مراحلها التحضيرية يوم السبت الماضى - قادة الدول الأعضاء فى الحركة البالغ عددها 118 دولة أو ممثلوهم، جنباً إلى جنب مع عشرات الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التى تتمتع بصفة «مراقب» فى الحركة، إضافة إلى العشرات من الدول والمنظمات التى تم توجيه الدعوة إليها للحضور بصفة «ضيف». وتعد قمة شرم الشيخ ثانى قمة للحركة تستضيفها مصر على أرضها حيث سبق للقاهرة أن استضافت القمة الثانية للحركة عام 1964. وأكد السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن مصر سوف تتحرك «بنشاط وحيوية خلال رئاستها للحركة على مدار السنوات الثلاث المقبلة». وكان وزراء خارجية الحركة استأنفوا أمس اجتماعهم الذى بدأوه أمس الأول فى شرم الشيخ، الذى هدف بشكل أساسى للإعداد النهائى لقمة رؤساء دول وحكومات الحركة المقررة اليوم برئاسة الرئيس مبارك، حيث عقدوا جلستى عمل، استكملوا خلال الجلسة الأولى المناقشة حول موضوع التضامن الدولى من أجل السلام والتنمية، وهو شعار قمة شرم الشيخ لحركة عدم الانحياز، وكذلك موضوع الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية، فيما قاموا خلال الجلسة الوزارية الثانية والأخيرة، بمراجعة واعتماد تقرير اللجنة الوزارية المصغرة، والوثائق المقررة صدورها من جانب قادة الحركة فى ختام القمة غداً الخميس. وعقب الاجتماعات الوزارية للحركة، أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن مصر لن تسمح بأن يتم «اختطاف» حركة عدم الانحياز من أى جهة، أو أن تكون الحركة فى خدمة أى طرف أو قوة كبرى أثناء فترة رئاسة مصر للحركة التى تستمر لمدة ثلاث سنوات. وفى رده على سؤال حول اختلاف دور الحركة فى ظل رئاسة كوبا «الراديكالية» لها عن رئاسة مصر التى توصف بالاعتدال، وإذا كانت مصر ستسمح للولايات المتحدة باختطاف الحركة كما اختطفها الاتحاد السوفيتى أثناء رئاسة مصر لها فى الستينيات من القرن الماضى. نفى أبوالغيط - خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس - أن يكون قد تم اختطاف الحركة من جانب الاتحاد السوفيتى، مشيراً إلى أن من يتابع «الغزل» بين كوبا والولايات المتحدة فى ظل إدارة أوباما يكتشف أن «الكثير من المياه قد مرت تحت الجسور». وحول أسباب عدم إجراء حوار مصرى - إيرانى للتنسيق فيما يخص الترويكا وعدم الانحياز باعتبارهما قوتين كبريين. قال أبوالغيط: «سوف نتفاعل مع الإخوة الإيرانيين لتأمين أعمال حركة عدم الانحياز، وفى الترويكا». وحول ما إذا كان عبور مدمرة إسرائيلية لقناة السويس يمثل رسالة لدول عدم الانحياز قال أبوالغيط «إن العبور المدنى والعسكرى فى القناة تحكمه اتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التى تتيح للسفن الحربية حق العبور «البرىء» فى القناة طالما ليس لها توجهات عدائية تجاه الدولة التى تملك القناة. وأشار إلى أن مصر لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل تسمح للسفن الإسرائيلية ولكل أعضاء الأممالمتحدة أن تمر فى القناة طالما تتمسك بفرص حق المرور البرىء.